“نص خبر”- كمال طنوس
إيلي صعب في مجموعة خريف وشتاء 24- 25 يطلق العزف الرخيم. ينشد أغاني قوطية على مسرح الأناقة.
أثواب من روح الحان أثيرية ترتفع بهدوء وتنجرف بلطف مثل ضباب بارد عبر الهواء والشفق البعيد.
كل ثوب أنشودة موسيقية تهمس بأغنية مسحورة لاستحضار روح الإلهام بين البشر.
إيلي صعب يعيد الفن في تصاميم عالية الحضور بروح الفن السلافي والخيال السريالي. ينسق الأنسجة الفاخرة في أجواء مهيبة تؤلف مجموعة من ظل وضوء تحمل عوالم رائعة تعيد ترداد اغنية قوطية قديمة.
الغموض سيد الموقف في تلك التصاميم الداكنة الدافئة والقفازات الجلدية الطويلة ليست سوى نغمات مجردة لتزيد غموض الزخارف فوق الثوب الظلي.
الموسيقى تعلو في أجواء من المخمل الناعم المتلألئ والخرز والتطريز الذهبي المعقد والناعم يقودنا نحو تلك النغمات المسحورة بالنغم. وتأتي المشدات مثل الأقواس الخشبية المتقنة للمعابد الوثنية القديمة.
يتمايل الأورجانزا ويموج في حكايات حورية البحر الضخمة، بينما يتدفق الساتان الأسود إلى الداخل. ويصدح رنين الروبي الأحمر ويهدر اللحن الرخيم يرفرف في ثمر التوت.
ترتفع أعمدة ريش النعام في قامة امرأة تبحث عن الرقة وتطلب المزيد من الأنوثة..
عندما تصل نغمة الليل الغامضة إلى ذروتها، يتلألأ الترتر الفضي في ظل ليلي
والتي تعكس حضورها الزائل مع كل بريق للقمر. شالات طويلة في Wispy
ويحدد ريش النعام اللؤلؤي الأبراج المتلألئة لبشرتها المصنوعة من التول.
يستمر اللحن ويتكسر الصمت وتصبح السيدة هي لحن الجمال. تأتي وتجلب معها عاصفة وضباباً من الدانتيل الكريمي تاركة خلفها الدهشة المسيطرة. تبتكر أغنية في أبعاد السماء والادراك الأرضي ويضج اللحن في الارجاء ساكباً اغنية السحر.
وتكتمل المعزوفة الرومانسية المتشددة بذاك الثوب الذي ينقر على عصب الجمال فيزيده توهجاً ويرفعه نحو السيطرة الكاملة. تدخل العروس كأنها حاملة لكل عصور الرومانسية ومنها ينبلج العصر الجديد الذي ينقر برقته نحو مستقبل من بريق واحلام ووعود مضيئة.