19 سبتمبر 2023
“نص خبر”-متابعة
احتج المئات في مدينة درنة بشرق ليبيا تعبيرا عن غضبهم من السلطات وطالبوا بمحاسبة المسؤولين بعد أسبوع من مقتل الآلاف من سكان المدينة في سيول وفيضانات أتت على أحياء بأكملها.
وطالب المحتجون بمحاسبة مسؤولين منهم رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح خلال التظاهرة أمام مسجد الصحابة بينما كان بعضهم واقفا أعلى المسجد أمام قبته الذهبية التي تعد أحد معالم درنة.
وفي وقت لاحق من المساء، أبلغ مدير مكتب عميد بلدية درنة عبد المنعم الغيثي بأن محتجين غاضبين أضرموا النار في منزل الغيثي الذي كان يشغل المنصب حينما وقع الفيضان.
وقال الوزير في حكومة شرق ليبيا هشام أبو شكيوات، إن الغيثي عُزل من منصبه.
وذكرت حكومة شرق ليبيا أن رئيس الوزراء أسامة حماد أقال جميع أعضاء المجلس البلدي لدرنة وأحالهم إلى التحقيق.
ويمثل الاحتجاج أول تظاهرة كبيرة منذ وقوع السيول الجارفة والفيضانات التي اجتاحت درنة على إثر انهيار سدين خلال عاصفة قوية.
إجمالي القتلى
وهتف المحتجون مطالبين برحيل صالح وتحقيق الوحدة الوطنية في بلد ممزق سياسيا بسبب الصراع والفوضى منذ ما يزيد على عشر سنوات.
ولم يتحدد بعد العدد الإجمالي للقتلى، إذ لا يزال الآلاف في عداد المفقودين. وظهر تفاوت كبير في الأعداد التي أعلنها مسؤولون لكن منظمة الصحة العالمية أكدت وفاة 3922.
وسعى صالح الأسبوع الماضي إلى صرف اللوم عن السلطات ووصف الفيضان بأنه كارثة طبيعية لم يسبق لها مثيل وقال إنه ينبغي عدم التركيز الآن على ما كان يمكن القيام به.
لكن المعلقين لفتوا الانتباه إلى تحذيرات سابقة منها ما ورد في بحث أكاديمي نشره العام الماضي متخصص في علوم المياه أوضح احتمال تعرض المدينة للفيضانات والحاجة الملحة لصيانة السدود التي تحميها.
الأمم المتحدة
أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن المخاوف بشأن سدين آخرين في ليبيا، بعد أن ورد أنهما يتحملان كميات هائلة من الضغط، وذلك في أعقاب الفيضانات المدمرة التي شهدها شرق ليبيا في وقت سابق من الشهر الجاري.
وذكر المكتب أن السدين المعنيين هما سد وادي جازة- بين مدينتي درنة وبنغازي المدمرتين جزئيا- وسد وادي القطارة بالقرب من بنغازي. ولكن، وفقا للمكتب، هناك “تقارير متناقضة” بشأن استقرار السدين.
وقالت السلطات إن كلا السدين في حالة جيدة ويعملان بشكل جيد. ونقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن السلطات الليبية قولها إنه يجري تركيب مضخات في سد جازة لتخفيف الضغط على السد.
فرق الإغاثة
وأعلنت فرق الإغاثة الأجنبية العاملة في درنة أنها بصدد المغادرة في غضون الساعات المقبلة. كما اتخذت وسائل الاعلام القرار نفسه لتبقى المدينة تلملم بقاياها بإرادة من اختار البقاء.