عادة تعتمد الروبوتات على تعليمات مبرمجة مسبقاً ومحاكاة معقدة لأداء وظائفها، إلا ما كان منها ذاتي الإدراك، وفق ما نراه الآن، إذ نجح العلماء في تطوير روبوتات ذاتية الإدراك لتصبح قادرة على التعلّم والتكيّف في الوقت الفعلي، تمامًا كما يفعل البشر.
“نص خبر” – متابعة
بدلاً من الاعتماد على المهندسين لبرمجة كلّ حركة، تستطيع هذه الروبوتات مراقبة نفسها أثناء الحركة، وفهم بنيتها، وضبط تصرّفاتها وفقاً لذلك. هذه الخطوة قد تمهد الطريق نحو روبوتات تعمل بشكل أكثر استقلالية، ممّا يقلّل الحاجة إلى التدخّل البشري المستمرّ في المنازل والمصانع وحتى في مناطق الكوارث.
في قلب هذا التطور يكمن أسلوب جديد مدعوم بالذكاء الاصطناعي، يتيح للروبوتات مراقبة تحركاتها بواسطة كاميرا بسيطة، تماماً كما يراقب البشر أنفسهم في المرآة لتحسين مهاراتهم -سواء في الرقص، أو رفع الأثقال، أو في تصحيح وضعية الجسم-. تستخدم هذه الروبوتات ذاتية الإدراك التغذية البصرية الراجعة لبناء نموذج داخليّ لجسمها.
تم تطوير هذه الطريقة من قبل باحثين في جامعة كولومبيا، وتم تفصيلها في دراسة جديدة. تعتمد هذه التقنية على الشبكات العصبية العميقة، التي تُتيح للروبوتات تحليل كيفيّة تحرّكها في الفضاء ثلاثيّ الأبعاد، واكتشاف أيّ تغييرات أو اختلالات في بنيتها. وهذا يمكنها من تصحيح الأخطاء ذاتيًا من دون الحاجة إلى تدخل بشريّ أو أنظمة استشعار معقّدة.
إن قدرة الروبوتات على التعلّم الذاتي والتكيّف الذاتي تحمل آثاراً هائلة على مجال الروبوتات، إذ يمكن أن تساعد الروبوتات ذاتية الإدراك على إصلاح الذات بنفسها، والعمل بسلاسة أكبر من دون تفاعل بشري؛ وهو أمر بالغ الأهمية للروبوتات الصناعية من الجيل التالي في المصانع والبيئات الأخرى.
حتى الآن، كانت الروبوتات بحاجة إلى مراقبة مستمرة وإعادة برمجة كلما واجهت مشكلات. أما الروبوتات الأكثر إدراكاً لذاتها، فهي تغير هذه المعادلة بفضل كونها أكثر استقلالية وكفاءة وقدرة على التكيف. بالطبع، لهذا التطور آثار مثيرة للاهتمام، وربما مخيفة، مثل فكرة تحوّل الروبوتات المسلّحة في الصين إلى روبوتات ذاتية الإدراك.
لكن هذا موضوع آخر يتعلّق بالأخلاقيات، ولن نخوض فيه الآن. ومع ذلك، وبالنظر إلى أن بعض العلماء يحاولون معرفة ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشعر بالألم، فإن فكرة الروبوتات ذاتية الإدراك قد لا تبدو جذابة للبعض. ومع ذلك، يتخيّل الباحثون مستقبلًا يمكن فيه للروبوتات توقع تحركاتها وتحسين وظائفها؛ كل ذلك من دون أيّ مساعدة بشرية.