“نص خبر”- بيروت
فرش “بياف” سجادته الحمراء. هذه السجادة التي هي ممشى الملوك والكبار والعظماء والفنانين يجب أن تكون ناعمة معطرة براقة سلسة.
وهذا لم يكن على سجاد “بياف” فهؤلاء الذين مروا هم كبار ومبدعون باعتراف بياف أو بدون جائزتهم.
سجادة الزيت والسمنة لا تتماشى مع مفهوم الكبر. وبياف كان سمناً وزيتاً. وسجادته محاكة بنفوس سفيهة لكن خطوات من مروا عليها جعلها جليلة بدعساتهم.
سجادة بياف التي حولها تنازع ونتش وقلة أدب لا تتلاءم مع البريق والشفافية والأخلاقيات.
لم يترك “بياف” من سجادته سوى لونها الأحمر وما تبقى رماه في جل السفاهة.
الصحافة عند أهل “بياف” يد ورجل. والصحافة في مفهوم السجادة الحمراء هي التكبير وهي الإشعاع وهي نبض البريق والاعتراف بقدر المكرمين. الصحافة هي الختم الذي يحول الممشى إلى لامتناهي والقامات إلى رمز.
في منطق البيافيين هي نمردة وخلاخل ترن في أرجل عرجاء. ونفوس لا تعرف سوى البلاهة.
هؤلاء القيمون على السجادة الحمراء الأجدى بهم أن يتعلموا فرش “الحصر” في بيوت الذوق والمفهومية، ثم يتدرجون نحو “البسط”، ومن بعدها يدخلون معاهد النبل والترفع والقيم ويفرشون السجاد الأحمر.
هؤلاء الذين مروا لا يحتاجون سجاداً أحمر فهم مترفعون وقيمون. إن مشوا على قارعة الطريق اهتز الشارع بوجودهم حباً ومكانة.
هدف السجادة الحمراء والمصورين والصحافة هو إشعار بأن من يمر يجب أن يمجد ويكلل بالفخامة، ويمشي على ممشى الرقي. لكن في بياف الكل يحقر وهم في النهاية لم يحقروا سوى أنفسهم.
ما حدث على سجادة بياف لا يمكن أن يحصل سوى في مسرحيات الزندقة. ان تحقر صحافياً أن” تتنمرد” على مصور، أن تمارس كل أنواع العتي “من معتوه”، ليس إلا تقزيماً لكل ما قمت به.
يكتسب اللون الأحمر فخامة ورفعة تنبع من الجذور التي استُخلص منها. الأحمر من علامات الأبهة، من الألوان الزاهية التي تقتصر على الصفوة، والملوك. ومن استلم تنظيم الأحمر كان متعرقاً وهمجياً وصلباً كمجرم مخيف. ونجح فقد خفنا وهرعنا مغادرين.
جئنا إلى أحمر بياف لنشهد على مراسم الفن والإبداع، فوجدنا هرطقة وولدنة وسخافة صبيان تنبح على الصحافة، وتهزأ بهم وتفاضل بينهم، ينصبون لأنفسهم مكانة، ولا مكانة لهم سوى سوق الجهل والتخلف.
بقي الفن والفنانون لكن المراسم كانت سجادة حمراء أتوا بها من قمامة.