23 أكتوبر 2023
محمد علوش- بيروت
بعد أن كان لبنان منشغلاً في فراغ رئاسي أثر على عمل كل المؤسسات الدستورية في البلد، وبصراع سياسي بين قوى فشلت طيلة السنوات الماضية التي تلت الحرب الأهلية في لبنان في بناء دولة قوية باقتصاد قادر على الصمود، جاءت عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الاول الجاري لتغير “وجه المنطقة”، فارتفع صوت القذائف في لبنان وبدأ الحديث عن حرب شاملة، سيكون لها تداعيات كبرى على كافة المستويات، ومنها الاقتصادية.
كثُرت التقارير التي تتحدث عن تداعيات الحرب اقتصادياً على الاسرائيليين، فهم من اللحظة الأولى لدخولهم بالحرب على غزة انخفضت قيمة عملتهم، وتوقف اقتصادهم بشكل كامل بعد استدعاء الاحتياط الى الخدمة العسكرية، وتوقف أيضاً انتاج الغاز، وهذه الكلفة الكبيرة لا تعني الاسرائيليين وحسب، فتداعيات الحرب، قبل أن تبدأ، وصلت الى لبنان.
قبل الغوص بقدرة اقتصاد لبنان على تحمل نتائج حرب كبيرة، يمكن ملاحظة تأثير “جو الحرب” على يوميات المواطن اللبناني، اذ فور بدء نزوح بعض العائلات من القرى الحدودية بسبب المعارك، وزيادة الطلب على الشقق المفروشة في المناطق البعيدة نسبياً عن حدود القصف، ارتفعت الإيجارات بشكل خيالي حتى بدأت تطال حتى اللبنانيين ككلّ وليس فقط النازحين، بالإضافة الى ارتفاع أسعار بعض السلع الضرورية بعد أن بدأ يتهافت اللبنانيون على الشراء لتخزين بعض المواد الأساسية والضرورية.
هذا على صعيد يوميات المواطن، أما على صعيد الاقتصاد الوطني والنقد الذي يُعاني منذ العام 2019، فإن الأمر أخطر، بحسب ما تؤكد الصحافية المتخصصة في الشأن الإقتصادي محاسن مرسل في لقاء خاص مع “نص خبر”، حيث تُشير الى أن العودة بالذاكرة الى العام 2006 يوم وقعت حرب تموز، قد تعطينا فكرة أوضح عن أكلاف الحرب المباشرة وغير المباشرة ومدى قدرة لبنان على تحمّلها.
كذلك تُشير مرسل في حديثها الى الفوارق بين العام 2006 والعام الحالي، لناحية قدرة لبنان الاقتصادية، حضور مصرف لبنان المركزي وإمكانية تدخله بالسوق، وعلاقة لبنان بالدول العربية التي كانت تحتضن لبنان في الحرب الأخيرة.