“نص خبر” – بيروت
ثراء فاحش ونميمة وطموح للمال والشهرة لا حدود له. هذا الانطباع يصفعك عند كل مشاهدة لأبطال دبي بلينغ. الجزء الثالث بدأ عرضه عبر منصة نتفليكس مع تغيير بعض الوجوه وقدوم أخرى. لكن المذاق واحد لم يتغير والأداء مستمر في رحلة الظهور المبهر.
أزياء فاخرة، حقائب باذخة سيارات فارهة ومجوهرات نفيسة ومنازل مدهشة. والمشاحنة والمنافسة في أوجها بين نجوم الثراء في مسلسل لا هو درامي ولا هو واقعي انه اشبه بحلقات خيالية تروى فيها قصص عن الذات الدفينة والمظهر الفاقع الجلي الذي ينبأ أكثر من الباطن.
يحاول دوماً الأبطال الأثرياء رجالاً ونساء ان يوحوا انهم عند خارطة الحياة الناجحة وانهم القبلة المشتهاة والأشخاص المحظوظين والمحسودين. وعندما تنفرد في حواراهم لا تجد سوى النميمة والتشوف والمغالاة. تظن لوهلة إن هذا الثراء سيوظف في مسألة فوقية خارقة تجوب الروح الإنسانية وتحلق بالعطاء، فإذا بها ليست سوى أبهة يتقنون فرشها أمام الناظر بالكثير من الشهوة وعدم الاكتفاء. وكأن هذا المال أتى إليهم بالصدفة أو جاء بعد جوع. تظن بأن هذا المال أتى من عرق وكدح وليال مضنية لكن أمام بحار التفاهة تظن ان هذا المال اتى مع موج يفقش الشاطئ.
شخصيات تعترف انها تهوى المال والثراء ويعشقون البذخ والرفاهية. ومن أجل الحصول على هذا الغرض مستعدة الزوجة أن تنجب عن طريق تأجير رحم امرأة أخرى من أجل أن ترضي زوجها الذي يريد أطفالاً لكنها لا ترضى ان تحمل خوفاً من ان يزداد وزنها وذلك في عملية مقايضة مع زوجها حتى يشتري لها بيتاً أكبر يتسع لحقائبها وفساتينها كما هو الحال بين صفاء وزوجها فهد صديقي.
في هذا العرض المفترض انه درامي ستجد الدمع سخياً والتأفف أكبر والحسرة تأكل أصحابها، فلجين عضاضة الارملة الشابة التي تزوجت من ملياردير سعودي توفي في عام 2016 بعد زواج دام أربع سنوات تاركاً لها ابنتين وثروة لا تأكلها النيران نقطة ضعفها انها امرأة وأم وحيدة وهمها الأكبر يقع عند الحياة اللوكس التي توفر لها بذخاً أعلى. والكلمة التي لا تسقط من فمها أنا شابة وارملة متناسية أنها تزوجت برجل كان أكبر من والدها، دون حساب للماضي ولا يهمها من المستقبل سوى المحافظة على مزيد من الرخاء.
ويكبر اللهم مع فرحانة التي تعيش حياة المؤثرة على السوشيل الميديا والتي تواجه تعيير وانتقاد زملائها في المسلسل بانها تسعى خلف المال والشهرة وردها انها تريد أن تعيش وتربي أبنها وهي الام العزباء باعتراف مستمر بانها لا تستطيع العيش دون مستوى التفوق ولو عن طريق “سوبنسر” مصطحبة ابنها في جولات التصوير والتسويق والتأثير.
أما الخلافات الرائجة فبمجملها مزايدات وترهات أشخاص يبالغون في حضورهم. ولان المنطقي والموزون يجد نفسه غريباً ضمن هذه البوتقة التي تعيش الثراء فربما لهذا السبب غادرت لجين عمران تاركة الحفل يغني في لياليه الصاخبة ويأكل في الصحون المطلية ويتفاخر بأثوابه السينية.
عادة الأثرياء الجلل لا يتباهون بما يمتلكون لكن أسرة دبي بلينغ مهمتهم الإفصاح عما يملكون وكيف يعيشون ويزايدون بأنهم لا يقدرون العيش بدون هذه الملذات وهمهم الأوحد كيف يرتادون الأماكن الفارهة ويرتدون الماركات الفخمة.
في دبي بيلنغ يوجد الكثير من الفحش والثراء لكن القليل من العمق وكأن هذا الثراء ليس سوى واجهة لنفوس واهية تريدنا ان نتفرج على هرطقتها الساذجة وهم في وسط جو أنيق يفتقد إلى المفهومية والحياة الطبيعية.
View this post on Instagram