“نص خبر”- كمال طنوس
أين نجوى كرم الفنانة اللبنانية، شمس الأغنية هل شرقت مؤخراً فوق أوجاع الناس؟
هل واساتهم في نزوحهم وقتلهم وهدم أرزاقهم واندثار احلامهم؟
شمس الاغنية التي تشرق كشابة يافعة، في الكثير من الأحداث الفنية هنا وهناك، وتبدو صبية في مقتبل العمر تغري النظر، لكن أين الموقف هل وقفت في وسط السماء وأحرقت بقيظها حيث يجب؟ هل جففت برد الصقيع لأهل وطنها؟ هل ارسلت اشعتها عزاء وباحت بكلمات جبر الخواطر؟
نجوى كرم مؤخراً جميلة من بلاد الأرز عمرت مملكة من شهرة، لم تدفق سوى بملامح الصبا التي تبدو أكثر إنجازاتها الظاهرة.
نجوى كرم ربما اخذت إجازة في غروب كان مفترض أن يطول نهاره، لكنها رحلت خلف بحار النسيان والتغافل، ولم تترك سوى أرشيفاً مشرقاً، لكن بعده الشمس مالت وسقطت في بحر لؤلؤه قليل وموجه كثير أعماقه غير ثرية وشكله جميل.
فنانون كثر وقفوا ورفعوا الصوت، وصوت نجوى كرم يعتبر الأقوى لكن في أماكن معينة بحت الحنجرة وغردت حيث التغريد لا صدى له ولا قيمة.
ربما هناك جرح وغصة في قلب نجوى، لكن لم نسمع تلك الحشرجات المحزنة ولا ذاك الحضور الخفر، بل لمحنا ألواناً صفراء وزرقاء وأثواباً على شكل مباخر وتيجان كلها تلمع في حضرة هذا الموت والوجع. وكأن الإبهار لم يعد موقفاً ولا صرخة من قلب الواقع المرّ بل بات ثوباً براقاً يزين جسد يشيخ على شباب.
شمس الاغنية اللبنانية كيف أرسلت اشعتها نحو العالم ولبنان في عمق المجزرة؟ كيف أضاءت على هذا الواقع؟ يبدو أن شمس لبنان نفدت بنفسها نحو تلال جديدة تشرق لوجهها، لقامتها تاركة موطنها يخبو ويتوجع ثم يشفى وينهض، وعندما تهدأ فاجعة الحرب تعود لتلتقط انوارها من هنا هناك، إن بقي لها من تألق.
ليت شمس الأغنية أرسلت صيفاً حارا وسط هذا البرد. ليتها أحرقت بكلماتها النارية موقفاً تردده أفواج الناس حول العالم. فإن لم تسطع نجوى كرم على فعل هذا الموقف ورفع هذا الصوت من يستطع؟!