“نص خبر “- كمال طنوس
طلال الجردي الممثل اللبناني الذي لم يدخل دوراً إلا وبرق فيه. ولم يؤدي شخصية إلا وبرع فيها. يجمع صوته ويرفع كلمته اليوم في هذا المصاب الأليم الذي حلّ بلبنان ويبعث الرسائل الجامعة حول التضامن والتآزر. يحكي لـ ” نص خبر” عن هذا الواقع الذي يتطلب وعياً ومسؤولية وتضافر جهود. وحول مسلسل “العميل” يقول بأن دوره بشخصية العميد خليل ليس بالضرورة أن يكون أفضل الأدوار التي قدمها.
ليس لنا سوى الدولة والدستور
الجردي يطالب بضرورة الإجماع على مشروع وطني اسمه الدولة اللبنانية فهو المتألم الذي يقضي وقته في تتبع الأخبار أسوة بكل اللبنانيين.
ويقول:” أحاول قدر الإمكان أن أساعد. وأريد أن أوجه رسالة إلى الناس بأن هذه المرحلة أكثر ما يجب أن نكون متضامنين وملتفين حول الدولة، وحول شيء أسمه المشروع الوطني اللبناني حتى نكون حصن البلد. فقد أثبتت التجارب بأنه ليس لنا سوى بعضنا كشعب. وهذا يتطلب منا التفافاً حول الدولة حتى تقوى بالرغم من كل مآخذنا عليها ويجب احترام الدستور.”
الاستقواء على بعضنا شيء منفر
يتألم الجردي لهذا الانقسام الحاصل في البلد ويختصر بالمشهد بالقول:” كأننا في “ماتش فوتبول” نعير بعض بالخسارة والربح ونستقوي على بعضنا، وتخوين بعضنا وهذا شيء نافر جداً في هذه اللحظة التاريخية التي نمر بها. فهناك من ابدا التضامن وهذا يجب أن نبني عليه ونخرج من أفكار التفرقة ونعود إلى الفكر الجامع. وأي مشروع يأخذ طرفاً ما إلى مكان أخر غير الدولة هو مشروع فاشل. فلا منقذ لنا سوى الدولة اللبنانية.”
ويضيف الجردي:” بأن الدولة أفضل خيار وهي القادرة على رعايتنا لذا علينا التحصن بها بالرغم من أن هناك مشاكل كثيرة في هذه الدولة من فساد متجذر عبر السنوات والمحاصصة المستشرية لهذا بتنا نخاف أن على هذه المساعدات التي يجب أن تقدم للمحتاجين أن تسرق كما جرت العادة.”
لا يفارق الامل أصحاب اللهمة ومن يسعى للتكاتف فمن هنا يجد طلال الجردي بأن الشعب اللبناني في لحظة تاريخية يجب العودة فيها إلى الايمان بأنه يمكن أن نخلق بارقة أمل ونعود إلى حضن الوطن حتى يقف على أقدامه بطريقة صحيحة ونلتف حول الدولة ونطبق الدستور ولو مرة واحدة في التاريخ.”
تحكمني المشاعر المتضاربة.. كل الشكر للدول العربية
يغمر الجردي شيء من المشاعر المتضاربة خاصة عندما يرى الناس تراشق بعضها ونحن أساساً تحت قصف العدوان الصهيوني. ولا يتغافل عن تقديم الشكر لكل الدول العربية التي مدّت يد المساعدة للبنان. كما أثنى على وقوف الشعب اللبناني كله النازح والمقيم الذين كانوا على قدر المسؤولية في التضامن فهناك ناس خيّرة قدمت ما تستطيع من أجل الصمود ومن أجل مشروع وطني نطمح له حسب قوله.
الجردي الذي يعيش اليوم نجاحاً منقطع النظير من خلال دوره في مسلسل “العميل” بدور العميد خليل والذي جعل من مكانته التمثيلية تنتشر كبقعة الزيت في الوطن العربي علماً هو واحد من اهم الممثلين اللبنانيين الذين طبعوا في الدراما اللبنانية.
“العميل” استطاع أن ينسي الناس الحرب ولو لوقت قصير
يقول:” أنا سعيد بهذا الدور الذي أقدمه في “العميل” وليس من الضرورة أن يكون بالنسبة لي من أفضل الأدوار لكن طبيعة الاعمال المعربة تجلب نسبة مشاهدة عالية واعتبر نفسي محظوظاً كوني كنت جزءً من هذا العمل الناجح في هذه المرحلة الصعبة.”
ولا يتوانى طلال الجردي عن شكر كل المتابعين الذين يرفدونه بالإعجاب وبأن هذا العمل استطاع أن يكون بالنسبة لهم بقعة نسيان تبعدهم عن مجريات الحرب ولو لدقائق متمنياً أن يكون “العميل” محطة يبنى عليها في المستقبل للمشاركة في أعمال أخرى.