قبل الغياب.. يا ليتني نُبّهت!

24 فبراير 2024
مي عطّاف – كاتبة سورية
عادة لا تنقصني الجرأة لأعبّر بكل صدق عن فكرة أو شعور أو حالة ، لكني ترددت منذ سنة في كتابة ما سأكتبه الآن ..
ليس العلم نزيهاً بالمطلق ، ومن يريد أن يصفني بالمتخلفة ، وليكن ، أعرف مدى صدق التجربة التي مررت بها ..وليست لوحدها وقد أكتبها تباعاً.
العلم ليس نزيهاً ، هذا لا يعني أني لا أخذ بأسبابه للحد الذي يكاد يقين ، لكن أخذي بالعلم فقط ونكران الحدس والاستبصار جعلني أعيش عدم مسامحة مع نفسي وما زلت ..
وإليكم التجربة:
كان ذلك في الأيام الأولى لدخولنا عام 2023 ، زارني احد المراجعين في المدرسة لأمر يتعلق بابنته ، و لأوثق المعلومات كتبت التاريخ 2022 فصحح لي ، وكانت المرة الأولى التي تخط يدي العام ، شعرت بانقباض حين كتبت 2023 ، وجدت نفوراً بيني وبين الرقم بشكل جعلني أقول : ان شالله سنة خير .
كانت الهزات الأرضية قد بدأت بالأشهر الأخيرة لعام 2022 وقد كتبت على مفكرة صغيرة (ملحق بالصورة ).
توالت الهزات الصغيرة شبه المحسوس بها والقوية التي ارتج لها البيت وحدثت ثلاث مرات قبل 6 فبراير .
الذي أود قوله .. استيقظت يوم الاحد 5 فبراير على شعور غريب به انقباض وتوتر .. كنت عصبية المزاج ، أروح وأجيء بالبيت بدون تركيز ولا أعرف سبب عدم مقدرتي على الجلوس في مكان واحد ، وأنا الهادئة بطبعي.
كنت قلقة ، بي توجس وترقب .. وشعرت أن الأرض ليست على ما يرام ، ومع أن الأرض كان لها ما يقارب ثلاثة شهور تهتز لم أشعر بالقلق وكمن قبض على قلبي وكأني أرى الزلزال .
ولكي أنبّه دون أن أثير الرعب كتبت على الفيس في 5 فبراير منشور عن الزلزال بطريقة مازحة مع أني لفظت كلمة (جَدي ) مرتين …وهنا بالتحديد مشكلتي مع العلم الذي نفى عن الإنسان أن يكون لديه مقدرة على التبصر أو أن يشعر كالحيوان … يومها صدقت العلم و انزويت بحدسي.
ليتني قلتها صراحة دون مواربة أن زلزالا سيقع ، ليتني اتصلت ونبهت وصرخت..
لماذا أقول هذا الآن ؟
لأني لم أتبع حدسي.. و ألمي وهذا الوجع لغياب الأحبة مضاعف مضاعف.. مبدوء ب يا ليتني نبهت!
قد يعجبك ايضا