“نص خبر”- كمال طنوس
لا يكتمل جمال العالم بدون هذا الوطن الصغير الذي اسمه لبنان. هذه البقعة من الأرض الذي حباها الله بمسحة إضافية من القداسة والألوهية لا تحتاج اعترافاً. اسم لبنان الذي ذكر 71 مرة في الإنجيل وذكر أرزه 75 مرة ومدينة صور 59 مرة وصيدا 50 مرة كافياً أن يرفعه رمزاً أبدياً. فهذه الأرض وقف الله كما جاء في الكتب المقدسة.
هؤلاء الذين سخروا من لبنان وملكة جماله وصنفوها بأنها بشعة وهو يضحكون بسخرية أمام الملأ. لم يكونوا سوى جهلة تبوّأوا المناصب عالية.
لبنان صنفه الله على سدرة المجد والجمال والعظمة. لا يحتاج صوتاً بشرياً ولا لجنة دولية ولا منظم عالمي ليقول من هو لبنان وجماله. هذا الذي وصل إلى كرسي دولي وقعد يسخر من ملكة جمال لبنان وهم بالحقيقة يسخرون من لبنان بأكمله كما قالت ملكة جماله ندى كوسا: “انا لم اشعر بالإهانة بأنهم قالوا عني بشعة بل هم سخروا وقيموا لبنان بأكمله فأنا أمثل لبنان وليس نفسي.”
بات هذا العالم فيه شيء من الخساسة الرخيصة والاستسهال في رمي التقييم. نظر بعض المنظمين إلى صور ملكات جمال العالم وقالوا ملكة جمال لبنان بشعة وأطلقوا ضحكاتهم وهم يرددون اسم لبنان بتلعثم وعدم معرفة لفظ اسمه، شاءت الصدف أن ترى المعنية ندى كوسا هذا الأداء الخفيف والسخيف واخذت موقفاً هي ووزارة السياحة ومعها محطة Lbc عن عدم المشاركة. وكانوا محقين لحين أتى الرد والاعتذار الخطي والرسمي من قبل لجنة ملكة جمال الكون. حينها حزمت حقائبها للسفر والمشاركة في انتخاب ملكة جمال الكون التي ستقام في المكسيك.
لا يستقيم الجمال مع هذه الخفة. ولا تستقيم القيم مع هذه السخرية. ففي الجمال قاع أخلاقي لا يظهر إن لم تكن الحلة الداخلية أقوى من الظاهر. وحكام العالم الجمالي يعرفون هذه المعادلة جيداً. ليس مهماً المقاييس البرانية بل تلك الروح القوية والنبيلة هي التي تصنع هيكل الجمال.
وندى كوسا ولبنان ودولته ورعات هذا الجمال تشربوا حقيقة أن الجمال لا يصنع ولا يحتاج اعتراف بل الجمال كامن في عمق الأعماق. ولبنان على صغره منذ التاريخ الأول وحتى اللحظة مصدر للجمال. لبنان وزع الجمال على الكون حين رفعت جورجينا رزق التاج على راسها سنة 1971. وحين وزع الأناقة والجمال من خلال كبار صناع الموضة والجمال عددهم يفوق أكبر أمة في الأرض في حين أن مساحة لبنان لا تتخطى العشرة الاف كيلو متر.
هناك في محفل الجمال الكوني ستطل كوسا وسيكون الصدى عالياً يفوق هذا الوجع الذي يزنر الوطن الصغير. هناك ستقول كلمتها عن وطن يهدم ويعتدى عليه. هناك ستبرز جمالها الحقيقي وهي ترتدي العلم اللبناني وتقول كلمة وطن يسحق وهي تبوح برسالة الانسان الذي نشر الابجدية والذي قهر الفاتحين من إسكندر المقدوني الكبير الذي طأطأ رأسه أمام بحر صور إلى الشاعر الفرنسي لامارتين الذي غشي بجمال لبنان وقال عنه جنة عدن.
ملكة جمال لبنان التي تحمل في روحها امتداد غابات الصنوبر والارز في عكار ووجع أهلها ستقول كلمة خضراء من عمق هذا الحريق الذي يعم وطنها. ستشرح لهم أن عظمة لبنان جاءت قبل التاريخ وستبقى بعده وهي رسولة مثقفة وجميلة كاملة قادرة أن تحمل هذا الحمل. فأهلها عودوها أن حمل الوطن صعب وهي قادرة على هذا الحمل ومعها كل الدولة اللبنانية وكل شعبه الموجوع ومعها محطة تلفزيونية تدعمها.
كأن شيء من التآمر مقصود لهذا البلد الجريح القوي على ضعفه. لكن هناك وعلى وأمام شاشات العالم أجمع في حدث كوني ستطل ملكة من لبنان وستكون وقفتها عالية كشجر بلادها وجباله البيضاء وستحكي بصوت الوجع القوي كلمة تعرف العالم من هو لبنان وكيف يظهر جماله.