محاولات لدخول “غينيس” أنهت حياتهم…

تزخر موسوعة غينيس -Guinness للأرقام القياسية بعشرات الآلاف، بل الملايين من المغامرات الغريبة والفريدة، وعلى الرغم من أن معظم هذه المحاولات والتحديات غير ضارة، فإن بعضها الآخر قد يكون قاتلاً ومأساوياً.
إذ يجازف العديد من الأشخاص بأرواحهم، آملين ترك بصماتهم في الحياة بتخليد أسمائهم في هذه الموسوعة العالمية، لذلك نستعرض في سطور هذا التقرير الجانب المظلم من محاولات بعض الأشخاص لتحطيم أرقام قياسية انتهت بتسجيل وفاتهم.
1- حارس سليمان.. أصغر طيار توفي في المحيط الهادئ
حاول الطيار الهندي حارس سليمان، البالغ من العمر 17 عاماً، تحقيق رقم قياسي كأصغر شخص يسافر حول العالم في 30 يوماً فقط، مستعيناً بطائرة ذات محرك واحد، وذلك خلال شهر حزيران 2014.
مستهدفاً بذلك جمع مليون دولار لصالح مؤسسة المواطنين الخيرية بمدينة لاهور في باكستان، لدعم التعليم وبناء مدارس لآلاف الأطفال الفقراء، وصاحبه في هذه الرحلة الجوية والده الطيار بابار، البالغ من العمر 58 عاماً.
بدأت رحلتهما من مدينة غرينوود في ولاية إنديانا الأميركية، وكان من المخطط أن يتوقفا 25 مرة فقط للاستراحة في 15 بلداً، واستطاعا بذلك قطع ما يقرب من ثلث الطريق.
لكن بعد فترة وجيزة من مغادرتهما مدينة باغو باغو عاصمة جزيرة ساموا الأميركية تحطمت الطائرة بشكل مأساوي في وقتٍ متأخر من ليل يوم الثلاثاء، الموافق 22 حزيران 2014، جنوب المحيط الهادئ، ما أسفر عن مقتلهما.
وعثر خفر السواحل على جثة حارس، لكنهم لم يتمكنوا من العثور على جثة والده كما لم يُتعرف على سبب الحادث، وصرَّح أفراد الأسرة أن التبرعات قد وصلت إلى أكثر من ثلاثة ملايين دولار بعد وقوع الحادث.
2- “جاناكا باسناياكي”.. دفن نفسه حياً للأبد
غامر السريلانكي جاناكا باسناياكى، البالغ من العمر 24 عاماً بحياته في سبيل محاولته تسجيل رقم قياسي بدفن جسده لأطول فترة ممكنة؛ إذ دفن نفسه في خندق يبلغ عمقه 10 أقدام (ثلاثة أمتار)، مُحكمة بالأخشاب والتراب.
وبدأ ذلك يوم السبت، 3 آذار 2012، وتحديداً في تمام التاسعة والنصف صباحاً، بمساعدة أسرته وأصدقائه في مدينة كانتيل، الواقعة على بعد 137 ميلاً شمالي العاصمة الكولومبية كولومبو.
بعد حوالي ست ساعات ونصف الساعة، في الرابعة مساءً نقبوا عنه، لكنهم وجدوه فاقداً للوعي، ليُنقل إلى المستشفى، حيث أُعلنت وفاته بعد فترة وجيزة من وصوله ولم يتمكن الأطباء من تحديد سبب الوفاة.
فيما أكدت أسرته أنه قام بنفس التحدي من قبل في مناسبتين سابقتين، المرة الأولى لمدة ساعتين ونصف الساعة والثانية لست ساعات، ومن المثير للدهشة أن موسوعة غينيس لا ترصد مثل تلك المحاولات التي قد تعرض حياة الشخص إلى الموت المُحَقق.
3- “سايلندرا ناث روي”.. حاول عبور جسر مستخدماً شعره فتوفي في المنتصف
نجح المغامر الهندي “سايلندرا ناث روي” البالغ من العمر 48 عاماً في تسجيل رقمين قياسيين في موسوعة غينيس العالمية، وكلاهما باستخدام شعره، الأول عبر تدليه من حبل صنعه من شعره من مبنى لمسافة تقدر بحوالي 82.5 متر في عام 2007، والثاني عندما سحب قاطرة سكة حديد باستخدام شعره أيضاً لمسافة بلغت 2.5 متر، وذلك عام 2008.
لكن المحاولة الثالثة لم تنته على خير، إذ لقي “روي” حتفه يوم 28 نيسان 2013، أثناء محاولته تحطيم الرقم القياسي الخاص به بقطع مسافة 180 متراً بعبور نهر تيستا في البنغال الغربية، باستخدام شعره من خلال سلك معلق بشكل موازٍ لجسر التتويج الواقع بجوار النهر.
لكنه توقف عن الحركة تماماً بعدما قطع مسافة 91 متراً، وظل عالقاً لمدة 45 دقيقة تقريباً حتى تمكن رجال الإنقاذ من سحبه، وأُعلنت وفاته فور وصوله المستشفى؛ إذ صرح الأطباء أنه عانى من نوبة قلبية حادة.
4- نيكولاس ميفولي.. غاص دون أسطوانات الأكسجين فلم يتنفس مرة أخرى
توفي الغواص الأميركي نيكولاس ميفولي، البالغ من العمر 32 عاماً بشكل مأساوي عقب محاولته تحطيم الرقم القياسي العالمي بالغوص الحر إلى عمق يتجاوز 71 متراً دون الاستعانة بأسطوانات الأكسجين أو الزعانف.
وذلك يوم الأحد، الموافق 17 تشرين الثاني 2013، في المسابقة الدولية للغوص الحر، في أعمق فجوة زرقاء في جزر البهاما بمنطقة البحر الكاريبي.
وبالفعل نجح الغواص الشاب في تحقيق رقم قياسي جديد وهو 72 متراً، لكن الأمور لم تسر على ما يرام، فبعد ثوانٍ معدودة من صعوده بدأ الدم يخرج من فمه نتيجة الضغط العالي الذي أدى إلى تقلص رئتيه وفقدانه الوعي تماماً، حتى أُعلنت وفاته بعدها بساعات.
5- “جواد باليزبانيان”.. حاول القفز فوق 22 حافلة فتوفي مصطدماً بإحداها
لقي الإيراني “جواد باليزبانيان” حتفه عن عمر يناهز 44 عاماً أثناء محاولته تحطيم الرقم القياسي العالمي، بقفزه بالدراجة النارية فوق 22 حافلة مصطفة بجانب بعضها البعض، وقُدرت هذه المسافة بحوالي 63 متراً (209 أقدام).
وفي يوم الجمعة، الموافق 28 آب 2005، بثت القنوات التلفزيونية على الهواء مباشرة هذا الحدث من استاد “آزادي” الرياضي في العاصمة الإيرانية طهران، لكنهم قطعوا الإرسال عند سقوطه واصطدامه بالحافلة الثالثة عشرة، الأمر الذي أسفر عن مقتله.

 

المصدر

قد يعجبك ايضا