مشهد موت خولة في العميل.. خيبة أمل والتركي تفوّق

“نص خبر”- كمال طنوس

رحلت خولة بطلة العميل برصاصة الانتقام. خولة “رشا بلال” التي قدمت أداء بأعلى احترافية وجمالية.

خولة ميزان الخير والحب والنقاء في عمل كله إجرام وانتقام . رحلت الشخصية الأليفة المحببة وهي ترتدي ثيابها البيضاء محمولة على يد الحبيب أمير. لن يكون  “العميل” بعد خولة كما هو معها. فهي من الصور النسائية التي أزيحت بالتوالي لتبقى دوائر الحقد والاعمال المشبوهة والإجرام سيد الدراما. خالياً العمل من تلك الرطوبة والندى الطري.

رحيل خولة ترك المشاهد في غصة وزادت نفحة الحزن عندما جاءت المقارنة بين الأداء العربي وذاك التركي في النسخة الأصلية.

سامر اسماعيل أو شاتاي اولوسوي

فأمير “سامر إسماعيل” الذي بدا عليه صعباً استجماع شخصية رقيقة منذ بداية العمل وظهر أكثر بتلك الشخصية القوية التي لا تنكسر والجبارة. وكأن هناك صعوبة في استجماع المشاعر والتبديل فيها. زر التبديل هذا يبدو مشدوداً وصعب التحويل. امير الشخصية المنقبضة، المتوجسة أكثر تلك العاشقة. لدرجة قد يتهيأ لنا إن حبه لخولة كان مجرد مرور أكثر منه حباً فيه ولّه ٌ وعشقٌ.

أمير يجيد أكثر دور القوة من تلك العاطفة والنظرات الدافئة لا سيما عندما يكون في حضرة الحبيبة. فوداع خولة جاء مقبوضاً ومنكمشاً وليس متفجراً. خاصة أذا وضعنا المشهد التركي في الموازاة مع  شاتاي اولوسوي الذي بدا عصباً حاراً حقيقياً ومحموماً.

وسام فارس أو بولوت إينيملي

وسام “وسام فارس” بدا حقيقياً وهو يعبر عن غضبه ونقمته. ووسام في “العميل” أجاد دور الشخصية الماكرة. دوماً نظراته تنم عن الخبث والمكر حتى في حبه لنور نجده لا يستطيع أن يتخلص من تلك الشخصية المرّة والماكرة. شيء من النقاء ينقصه لاسيما في حبه لنور أو خولة أو ملحم. وسام ممسوك العاطفة الطيبة وكريم في تلك الشريرة ويجسدها بإبداع.

كمال “عبدوشاهين” المبالغة المكثفة

أما وداع كمال “عبدو شاهين” لخولة بذاك الصوت الثخين وتلك العاطفة المكبوتة وتعابير الوجه القاسية التي لم يتخل عنها في كل العمل، لدرجة فعلاً نقول انه ولد كذلك. صعب على عبدو شاهين أن يغير من نبرة صوته وبقيت واحدة في القتل والحب والانكسار والحزن. لاسيما عن يشد عنقه إلى العلاء غضباً وسخطاً. هذا العنق الذي لم يلتوي للحظة ضعف أو طراوة موقف. هذه الحركة التمثيلية جيدة لكن ليس ان تصبح نهجاً للتعبير وكأن العنق المرفوع سمة بشرية، باتت امراً مبالغاً فيه.

 

في نهاية المطاف أجادت خولة مشهد رحيلها وهي تفارق الروح على يد الحبيب. وكانت طبيعية بدون تلك المبالغات التي نجد فيها الكثير في مسلسل العميل. كخبطة قدم أمير القوية ونظرة المكر والخبث عند وسام ورفعة العنق والصوت المتحشرج عند كمال.

لعبت رشا بلال دور خولة في مسلسل العميل، والتي هي ملك في مسلسل في الداخل بالنسخة التركية، والتي قدّمته بانسو سورال Bensu Soral.وأجادت فيما قدمت بتلك الجرعة الموزونة  الطبيعية دون انفعال وتصنع .

قد يعجبك ايضا