“نص خبر”- وكالات
تتلألأ جزيرة مينوركا، وهي إحدى جزر أرخبيل البليار الإسبانية، بمياهها ذات اللون الأزرق حيث تحاكي لون مياه الجزر المجاورة الأكثر جذباً للسياح إيبيزا ومايوركا.
وتعد مينوركا محمية طبيعية تابعة لمنظمة اليونسكو منذ عام 1993، وتوفر ملاذاً أكثر هدوءاً وحيوية بفضل سكانها الذين عملوا على حماية الجزيرة من تبعات التحضر والتطوير، ومع ذلك، فإن معدل وصول اليخوت الضخمة، وتوافد السياح بأعداد كبيرة، بات آخذاً في الانخفاض، ففي عام 2021، افتتح المعرض الدولي Hauser & Wirth مركزاً للفنون بمساحة 16 ألف قدم مربع، بهدف جذب هواة جمع المقتنيات من الأثرياء على جزيرة صغيرة بالقُرب من العاصمة.
وعلى الرغم من التهديد المتزايد المتمثل في السياحة المفرطة، فإن مينوركا ما زالت تتمسك بأسلوب الحياة الذي يُطلق عليه اسم Poc a Poc أو شيئاً فشيئاً، وهو أحد التعابير الكاتالونية المفضلة لسكان، والذي تكون فيه فترة القيلولة طويلة، وساعات العمل قليلة. كما تزخر الجزيرة أيضاً بالإبداع والحياة البرية والتاريخ الغني، وقد أصبحت بعض مبانيها التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ أحد مواقع التراث العالمي ليونسكو في العام الماضي.
في مدينة مهون، عاصمة الجزيرة، التي تضم ميناءً طبيعياً كبيراً، ابدأ بزيارة متحف مينوركا (سعر التذكرة 4 يوروات، أو نحو 4.33 دولار، وتختلف أوقات العمل حسب الموسم)، وتغطي محتويات المتحف الفترة ما بين حضارة تالايوتيك التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ إلى قصة مينوركينا، وهي شركة لتصنيع الآيس كريم، تأسست عام 1940، ولا تزال تبيع منتجاتها من الحلوى في المتاجر.
وبعد ذلك، قم بزيارة معمل جين زوريغوار لتقطير المشروبات، الذي يعود تاريخ وصفاته إلى أوائل القرن الثامن عشر، ويمكنك العثور على مطبوعات لخرائط من القرن الثامن عشر، ونسخ من دليل أبانت المحلي للفعاليات الثقافية من آيلاند موود، وهو متجر مليء بالهدايا التذكارية التي يُمكنك جلبها من مينوركا.
ويمكنك التجول على طول الشوارع المنحدرة حتى تصل إلى تياتر برينسيبال دي ماو، وهو من أقدم دور الأوبرا في إسبانيا، الذي تم بناؤه عام 1829، وهو محاط بمتاجر مثل لوسيرا المتخصصة في الخزف الملون المصنوع يدوياً.
قبل العشاء يمكنك القيام بنزهة في كاليس فونتس، وهو ميناء خلاب تصطف على جانبيه القوارب التي تتأرجح في المياه الخضراء المتلاطمة، ثم توقف عند متجر فوستو لشراء الملابس العصرية ذات الألوان الترابية والخطوط الواضحة.
وهناك عدة خيارات لتناول العشاء، إذ يمكنك الذهاب إلى مطعم تريبول، الذي تم تأسيسه منذ عام 1969، ويتميز بتصميم داخلي ريفي ومنطقة جلوس خارجية في الهواء الطلق. ويقدم المطعم المنتجات المحلية، مثل بلح البحر الخاص بمدينة مهون في النبيذ الأبيض (سعر الطبق 16 يوروات) وقريدس مينوركا المشوي (سعر الطبق 35 يورو). في حين يوفر مطعم سا بونتا، الأكثر رسمية قليلاً، إطلالات بانورامية على المياه، ويقدم قائمة مدروسة بعناية حسب الموسم، تشمل كروكيت الباذنجان (سعر الطبق 9.50 يورو) والخبز المصنوع من قمح (زيشا) وهو نوع قديم من الحبوب التي تتم زراعتها في الجزيرة (سعر الطبق 3.50 يورو).
وللاستمتاع بأجواء صيفية أكثر حيوية، يمكنك المشاركة في أطباق المحار (سعر الطبق 5.50 يورو) والإسكالوب (سعر الطبق 20 يورو)، وشريحة لحم (آلا بلانشا) من مطعم بينتاروخا (سعر الطبق 22 يورو)، (مع ملاحظة أن العديد من الأماكن في مينوركا تعمل بشكل موسمي).
تجوّل في سيوتاديلا، التي كانت عاصمة مينوركا حتى عام 1722، وهي مدينة مليئة بالمباني الملونة والشوارع المرصوفة بالحصى تُشبه المتاهة والقصور القديمة.
ثم اذهب إلى كونترامورادا، وهو طريق تم بناؤه فوق الخندق الذي كان يحيط يوماً ما بالمركز المسور، الذي يعود إلى العصور الوسطى، ولا تزال كاتدرائية مينوركا (سعر التذكرة 7.20 يورو)، التي تم تشييدها وأُعيد ترميمها على مر القرون، تقرع أجراسها لتشير إلى موعد فتح وإغلاق بوابات الجدار.
وتشتهر سيوتاديلا بمتاجر الحرفيين، إذ يمكنك زيارة متجر كارمن كوكون للمجوهرات المصنوعة يدوياً، أو متجر كينيريا لبيع حقائب اليد الجلدية، كما يمكنك شراء بطانية شاطئ من متجر الأدوات المنزلية سيس أورينيتس، أو التسوق لشراء فستان من متجر سينت سيلا، ثم توجه إلى ساحة بلازا دي لا ليبرتاد، وهي ساحة مليئة بأشجار البرتقال، تضم سوقاً للأسماك ومحال الجزارة، وسوقاً للمزارعين، ويمكنك تذوق القهوة في متجر كان باديت (سعر الكوب 1.70 يورو)، كما ستجد بعضاً من أفضل أنواع جبن الماعز في مينوركا من كشك كاس فيرريه دي سا فون.
عادةً ما يتم إغلاق الكثير من المحال التجارية في الجزيرة في الفترة من الساعة 2 إلى 5 مساءً تقريباً، وقد تزيد هذه الفترة أو تنقص ساعة، اعتماداً على اليوم أو الموسم أو رغبة مالك المتجر، ولذلك فهذا هو الوقت المثالي لزيارة شاطئ ألغايارينس، لكن لا توجد هناك كراسي للاستلقاء أو أكشاك للمياه أو الطعام لذا أحضر كل ما تريده معك قبل الذهاب إلى هناك.
ومن أجل التنزه في المكان، ابحث عن اللوحة الإرشادية ذات اللونين الأحمر والأبيض بالقرب من موقف السيارات الأقرب إلى الشاطئ، والتي تشير إلى كامي دي كافايس، وهو طريق للمشي يبلغ طوله 115 ميلاً يحيط بالجزيرة، وقد تم ترميمه – كان مخصصاً للخيول في السابق، ويعود تاريخه لعدة قرون – بدقة للسماح لممارسي رياضة المشي لمسافات طويلة وسائقي الدراجات الجبلية بتجربة التنوع البيئي للجزيرة بحرية. يمكنك السير لمدة ساعة ونصف (ذهاباً وإياباً) غرباً إلى خليج كالا موري الصغير، ثم عد إلى الخلف عندما تصل إلى ساحة انتظار السيارات هناك. (نصيحة: إذا مررت عبر بوابة، فعليك التأكد من إغلاقها دائماً خلفك، وذلك من أجل حماية الحيوانات).
اختتم يومك بأجواء حالمة عند مشهد غروب الشمس الرائع، من خلال التجديف في خليج كالا موري، الذي يتمتع بمياه مثالية للغطس باللون الأزرق المخضر، وشاطئ صغير ومناطق مناسبة للحصول على حمامات الشمس والسباحة.
وتشمل الرحلة، التي تستغرق ساعتين مع شركة بادل تور مينوركا (سعر الرحلة 45 يورو) زيارات إلى الكهوف، وتنتهي بالتزلج بألواح التجديف على البحر الهادئ لمشاهدة غروب الشمس في المحيط، مع احتساء كوب من البيرة الباردة (أو الماء). ويتم الترحيب بجميع المستويات، لكن وفرة الأماكن تعتمد على الرياح والموسم، فإذا كانت هناك رياح شديدة، توجه إلى أولا أولا، وهو بار يبعد نحو 8 دقائق بالسيارة عن وسط مدينة سيوتاديلا، والذي يتمتع بموقع مثالي لمشاهدة غروب الشمس، ويمكنك احتساء مشروب موخيتو المصنوع من النبيذ المحلي (سعر الكوب 9 يوروات) أو بيرة منعشة مثل بيرة غراهام بيرس المخمرة في مينوركا أو روزا بلانكا من مايوركا (كلاهما 3.70 يورو).
استرخِ على شاطئ البحر، حيث لا يتوافر سوى عدد قليل من الأماكن المفتوحة أيام الأحد، ولأن جزيرة مينوركا معروفة برياحها القوية، فاحرص على اختيار شاطئ لا يتعرض للعواصف (موقع Windy الإلكتروني والتطبيق الخاص به مفيدان في هذا الصدد)، وفي الشمال، هناك شاطئ كالا بريغوندا الخلاب برماله الذهبية وتكويناته الصخرية المميزة ومياهه الصافية الملائمة للغطس أو السباحة، ويستغرق الوصول إلى الشاطئ السير على الأقدام تحت أشعة الشمس لحوالي 40 دقيقة، إلا إذا ذهبت إلى هناك بواسطة قارب، وفي الجنوب، هناك كالا ميتجانا، الذي يقع على بُعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام، وهو شاطئ يتمتع برمال بيضاء مع حواف صخرية لحمامات الشمس، كما يمكنك أيضاً مشاهدة كهوف الدفن الخاصة بالحضارة التلايوتية المحفورة في المنحدرات في كاليس كوفيس التي تقع في الجنوب أيضاً، وكذلك الخلجان الموجودة هناك المناسبة للسباحة وحمامات الشمس.