بالأرقام: الانتحار ظاهرة تؤرق الأردن وجسر عبدون يتصدّر المشهد

الثلاثاء 16 مايو 2023
خاص “نص خبر”
تقول إحصائيات غير رسمية نقلاً عن وسائل إعلام أردنية، إن أكثر من 400 شخص أقدموا على الانتحار من أعلى جسر عبدون الذي يقع وسط العاصمة عمان منذ البدء بإنشائه عام 2002.
عبدون المنطقة التي يسكنها الأثرياء ولا ينتحر عن جسرها إلا الفقراء الذين أنهكتهم ظروف الحياة، تصدّرت مواقع التواصل الاجتماعي في عمان، بعد أن بات جسرها الشهير الذي يبلغ ارتفاعه عن أدنى نقطة من الوادي 45 متراً مرادافاً للموت.
لم يعد الجسر مجرّد مكان لإنهاء حياة شخص رأى في الموت خلاصاً، بل بات وسيلة تهديد ومساومة، يستخدمها البعض للحصول على مرادهم، في ظاهرة استفزّت المجتمع الأردني، الذي اعتبر أنّ استسهال الانتحار والتهديد به ظاهرة لا يجوز تركها من دون علاج.
فقد استطاعت الأجهزة الأمنية في الأردن عصرالسبت الماضي، ثني سيدة خمسينية عن محاولة إلقاء نفسها من أعلى جسر عبدون، وتم اصطحابها إلى المركز الأمني المختص.
وقالت مصادر إعلامية أردنية، إن السيدة هي والدة شاب كان هدد بإلقاء نفسه من أعلى الجسر مطالباً بوظيفة.
وكانت الأجهزة الأمنية قد عثرت قبل أسبوع، على جثة فتاة أسفل الجسر، بعد أن قامت بإنهاء حياتها من الجسر، تاركة خلفها رسالة تشرح فيها أنها حاولت التخلّص من حياتها مراراً.
وقد أثار ارتفاع حالات الانتحار أو التهديد به استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، مطالبين بإيجاد الحلول الفورية لها.

لماذا جسر عبدون؟
سجلت العشرات من حالات الانتحار من أعلى الجسر منذ افتتاحه، وقد تصدرت وسائل التواصل الاجتماعي مطالبات بحلول جذرية تمنع استخدام هذا المعلم كوسيلة للانتحار، وتركزت المطالب على اتخاذ إجراءات فنية وهندسية، فيما طالب آخرون بطلائه باللون الأخضر أسوة بتجربة جسر “بلاك فرايار” في العاصمة البريطانية لندن، الذي كان يعرف بجسر الانتحار إلى أن تغير لونه إلى الأخضر، وعندها انخفضت نسبة الانتحار بشكل ملحوظ.

أرقام رسميّة
-سجل الأردن 137 حالة انتحار خلال العام الماضي 2022 بحسب بيانات إدارة الطب الشرعي في وزارة الصحة الأردنية.
-حالات الانتحار في الأردن لعام 2022 كانت 104 للذكور و33 للإناث.
-بحسب رئيس المركز الوطني للطب الشرعي في الأردن رائد المومني معظم المنتحرين لجأوا إلى وسيلة الشنق، فيما جاءت حالات السقوط في المرتبة الثانية بواقع 10 حالات.
-حول أسباب الانتحار في الأردن تشير دراسات إلى أن 25 في المئة من المقدمين عليه يعانون أمراضاً نفسية، و20 في المئة يعانون خلافات عائلية داخل الأسرة، فيما يعاني 20 في المئة أزمات مالية.
غرامة على الناجين من الانتحار
حاولت الأجهزة المختصة في الأردن الحد من ظاهرة الانتحار عبر فرض عقوبات غير مسبوقة على من يحاول الانتحار في مكان عام بالحبس أو الغرامة.
ونصت العقوبات على “الحبس مدة لا تتجاوز ستة أشهر وبغرامة لا تزيد على 150 دولاراً أو بإحدى هاتين العقوبتين، لكل من شرع في الانتحار في مكان عام أو أتى أياً من الأفعال التي تؤدي إلى الوفاة، وتشدد العقوبة إلى ضعفها إذا تم ذلك باتفاق جماعي”.
إلا أنّه وبحسب الإحصاءات، لم تردع هذه العقوبات الراغبين في إنهاء حياتهم أو حتى أولئك الباحثين عن لفت الانتباه إلى قضاياهم الخاصة.

غضب على مواقع التواصل
تضاربت آراء الأردنيين حول ظاهرة الانتحار التي تفاقمت في السنة الأخيرة، البعض اعتبر الانتحار جريمة، والمنتحر مجرم لا يجوز التعاطف معه


واستنكر البعض استسهال الانتحار والتعامل معه كأنه ظاهرة عادية لا تستوجب حالة طوارىء


ودعا البعض إلى معالجة القضية بدل الالتفاف عليها

قد يعجبك ايضا