رزان جمال في “القدر”..خلعت ثوب الرقّة فهل أقنعت؟

“نص خبر”- كمال طنوس 

 

تتقلب رزان جمال في أدوراها وتصل الينا مؤخراً بدور نور في مسلسل “القدر”. منذ أن دارت الكاميرا حول شخصيتها استطاعت أن تجذب النظر اليها. عفوية وصادقة وتماه لا يوصف.

 

رزان التي اثبتت أن موهبتها قادرة على التلون ودوماً تخلص نحو أفضل أداء. تشرب جرعتها بإتقان كبير، لا إضافات ولا تقليل انه التشذيب المهذب. تعطي الشخصية روحاً مائية تنساب بلطافة ونعومة وعندما يتطلب الأمر تصبح ماؤها جارفة ولا يقف شيء في مجراها.

تخطت طبيعتها الرقيقة بأسلوب مدهش

طبيعة رزان الرقيقة والناعمة وملامحها الانثوية التي فيها من الطفولة والبراءة قد يجعل الامر صعباً عليها أن تتلقف شخصية مرة وقاسية لكن في كل مرة تدهشنا في تحويل مسار ملامحها نحو القسوة وتظهر بجبلة جديدة هي طينة الشخصية التي تؤديها.

لغتها عالية حتى في الصمت.. انه التمرس المبدع  

نور الشخصية القروية الطيبة ذات المراس الصعب لا تقبل الانصياع وترفض ما هو دون ارادتها. تضحي من أجل عائلتها وتسخر نفسها لأصعب امتحان قد تصل له فتاة أن تؤجر رحمها من أجل الانجاب للأخرين. في هذا الدور الذي يبدو لفتاة لا حول لها ولا قوة، انه المّر الذي عليها تجرعه من فم ساكت. تتجرعه نور ومذاقه المرير يلف ليس الحلق بل كامل الشخصية. استطاعت رزان أن تحمل هذا العبء وتقدمه ببساطة وكأنها ولدت لهذا الدور.

نراها ضعيفة حد الوهن، عندما تنصاع للست نجوى وتالا ومسيطرة حد الاعجاب عندما يتعلق الامر بأمها وأختها تصبح نمرة بمخالب وفم من انياب. تدّور نور شخصيتها وتتحول بصوتها وحركتها الجسدية وأكثر من كل هذا بنظرتها. انها خبيرة في حياكة النظرة وتقليبها بين الشرر الملهب والبراءة الطيبة والحب الذائب. ففي الكثير من المشاهد حيث لا حوار ولا كلام فقط الكاميرا تمر بسرعة على محياها وهي تعطي في هذا المرور الخاطف ألف شعور وخطاب ورزمة كلام صامت ضاجج.

فن التدوير والتحول 

سرّ رزان جمال هو بالمعايير التي تستعملها وكأنها عندما تؤدي الشخصية تدخلها في حناياها تشربها كوصفة ثم تتحول. يتغير الصوت الرقيق ليصبح أجش. يشرئب عنقها لتصبح رافضة ومحاربة تشد قامتها وتصبح كوتد في ارض صلبة يصعب زحزحتها. وعندما يتطلب الامر رقة تصبح ورقة في مهب الريح ناعمة ولطيفة. وكل هذا التدوير دون عناء أو مبالغة، تسيطر العفوية على كل ذلك لدرجة نخالها انها ولدت كذلك. ثم نتذكر دورها في “الثمن” وتلك البرودة التي كانت عليها ونعرف أن الثلج في شخصها هو دور اخر. وعندما يقتضي الامر تعرف كيف تذيب جليدها وتتحول إلى مسار جارف.

الشخصية الطاعنة في الاداء 

لا يمكن أن يقطع مشهد لرزان جمال في “القدر” دون أن نؤخذ بأدائها بالرغم من انها الحلقة الأضعف والشخصية المرتهنة لإرادة الغير والذراع الضعيفة لكنها مدهشة. صمتها ،كلامها، تدوير حدقتها يشكل صلب الموضوع، نبرتها الضعيفة حريق، خطواتها، تلفتها رفضها، انها الشخصية التي تنزل في العين كما في الروح لتعطي للعمل إضاءة تشويق وتحمله لنا كقطعة نفيسة لا نريد مغادرة الشاشة.

استطاعت رزان جمال بدور نور أن تكون الند المسيطر على كل حوار جرى لها. فأمام “نجوى” رندا كعدي القديرة استطاعت أن تقارعها وتكون بمستوى الأداء أمام المخضرمة. وأمام قصي خولي استطاعت التماهي معه حتى ليبدو اجتماعهما من أجمل لحظات المسلسل. وعندما تقف أمام ديما قندلفت ضرتها وعدوتها إن جاز التعبير كانت الكفة المائلة نحوها.

باختصار رزان جمال رسمت شخصيتها بألوان لا يمكن أن تزيح العين عنها. وتقدم دوراً يرفعها بالرغم من الهدوء الذي هي عليه والانسحاق الذي تعيشه لكنها بارعة في حفر حضورها بتلك اللغة المهزومة التي تعيش فصولها ونقلت لنا عدوى المحاباة لصفها.

قد يعجبك ايضا