كحل الرجال ثقافة قديمة تتحول إلى موضة… وأطباء يحذرون

ظهرت موضة الكحل عند الرجال مؤخرًا لتعكس تداخل التراث الثقافي مع الاتجاهات الحديثة، حيث يُعتبر الكحل قديماً وسيلة لتحسين المظهر والعناية بالعيون، في حين يعود الكحل اليوم إلى الواجهة مع الجيل الجديد كرمز للأناقة والتميز حيث يعبر هذا الاتجاه عن إعادة تعريف الجمال الرجالي وتجاوز الحدود التقليدية، مما يجعل الكحل أداة تعبير عن الهوية والثقة بالنفس.

“نص خبر”- الرياض 

على الصعيد ذاته، حذر استشاري طب العيون الدكتور سعيد أبو سبعة، من مخاطر صحية مرتبطة باستخدام الكحل أو أي أدوات تجميل بالقرب من العين، منها التهاب الجفون، جفاف العين وتهيجها، التهاب قرنية وملتحمة العين والتلوث البكتيري، وحساسية العين. موضحًا أنه صادف العديد من الحالات بسبب الكحل المغشوش، ومنها حالات حساسية وكذلك حالات عدوى شديدة.

التحذير من الرصاص
وشدد أبو سبعة في حديثه لـ”العربية.نت” على مخاطر احتواء الكحل بشكل أساسي على الرصاص، كذلك من الضرورة الانتباه لخلو الكحل من بعض المواد الأخرى، منها الألومنيوم والأنتيمون والكربون والحديد والزنك، بالإضافة إلى الكافور والمنثول، ويجب الحذر بشكل رئيسي من استخدام منتجات رديئة الجودة أو منتهية الصلاحية أو مجهولة المصدر.

وأضاف: من المعلوم أن استخدام منتجات رديئة الجودة أو منتهية الصلاحية أو مجهولة المصدر يمكن أن يسبب تهيجًا وجفافًا، وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة على المدى الطويل، كذلك فإن المواد الكيميائية الموجودة يمكن أن تسبب ردود فعل تحسسية، وفي الوقت نفسه، قد يحدث انسداد في الغدد الدمعية الدهنية التي تتواجد بالجفون للحفاظ على جودة الدموع، مما يؤدي انسدادها إلى الجفاف وعدم الراحة، ومن الجانب الآخر، عدم الاهتمام بنظافة هذه المنتجات واستخدام منتجات عائدة لأشخاص آخرين يزيد من خطر الإصابة بالعدوى وانتشارها.

وتابع: أن خطورة الكحل تكمن في احتوائه على مادة الرصاص، ولكن من الصعب التمييز بين المنتجات الآمنة وغير الآمنة، حيث لا يمكن ذلك إلا باختبار هذه المنتجات في المختبر. كذلك قد تحتوي هذه المنتجات على الرصاص، حتى وإن لم يكن مدرجًا ضمن مكوناتها.


منتجات عالية الجودة
وطالب الدكتور أبوسبعة بالحرص على شراء المنتجات عالية الجودة من موزعين معتمدين هو الأنسب، كما يمكن التأكد والتحقق من إدراج المنتج في قائمة مستحضرات التجميل المسجلة لدى الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية، مؤكدًا أن الكحل المصنوع من الإثمد مفيد، لكن بعض الكحل اليوم يختلف لأنه مصنوع من الرصاص السام بدلاً من الإثمد، مشددًا على ضرورة الالتزام بالمنتجات عالية الجودة والمعروفة المصدر والمكونات.

ممارسات خاطئة
وعن أهم الممارسات الخاطئة التي يرتكبها البعض عند استخدام الكحل، أوضح أبو سبعة أن من أهم هذه الممارسات هي استخدام أقلام الكحل الحادة، وعدم إزالة الكحل وتنظيف الجفون يوميًا، وعدم ترطيب العين، واستخدام منتجات أشخاص آخرين.

وأضاف: استخدام الكحل لفترة طويلة يؤدي إلى انسداد الغدة الدهنية الموجودة في الجفون، والتي تنتج الزيت للحفاظ على الدموع في العينين. وبما أن الدموع مهمة لترطيب الجسم ومنع الأضرار البيئية، فإن انسدادها يسبب العديد من المشاكل، فقد يؤدي استخدام منتج دون المستوى المطلوب، تم تركيبه بشكل غير صحيح، إلى تراكم المواد الضارة مثل الرصاص أو المعادن الثقيلة الأخرى. هذه المعادن تمتصها العين بالكامل، مما يسبب مشاكل صحية خطيرة عن طريق نشر البكتيريا أو الكائنات الحية الدقيقة الأخرى، وزيادة خطر الإصابة بالتهابات العين مثل التهاب الملتحمة، وفي كثير من الأحيان، تقوم أقلام الكحل الحادة بتمزيق الطبقة الطبيعية عند وضعها في العين، ما يؤثر على صحة العين، ويؤدي هذا إلى الجفاف والانزعاج وزيادة خطر الإصابة بمتلازمة جفاف العين، وهي حالة شائعة تحدث عندما لا تتمكن دموعك من توفير الترطيب المناسب لعينيك.

نصائح لصحة العينين
وختم حديثه بأهم نصائحه عند استخدام الكحل، وهي: تجنب استخدام أقلام الكحل الحادة، حيث يمكن أن تتسبب في جرح القرنية أو أنسجة العين الأخرى، واستخدام القطرات الترطيبية. ويمكن للرجال العناية بعيونهم بعد استخدام الكحل أو إزالة المكياج باستخدام قطرات ومراهم لترطيب العينين.

كما نصح بعدم استخدام الكحل بشكل يومي، ووفقًا للتوصيات الطبية، إذا كانت عيناك سليمتين وبصرك جيدا، فيجب عليك إجراء فحص كامل من قبل طبيب العيون مرة في العشرينيات من عمرك ومرتين في الثلاثينيات. ولكن من الأفضل الحضور مبكرًا في حالة حدوث أي مشاكل في العين، أو إذا نصحك طبيب العيون بذلك.

قد يعجبك ايضا