“نص خبر”- صنعاء
أفادت نقابة الصحافيين اليمنيين باختطاف جماعة “أنصارالله” (الحوثي)، الجمعة، الصحافي محمد المياحي من منزله في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرتها منذ خريف 2014.
والمياحي هو كاتب صحافي معروف بانتقاداته اللاذعة لسلوك الحوثيين ومشروعهم الطائفي.
وذكرت النقابة، في بيان لها مساء الجمعة، إنها تلقت بلاغا من زملاء الصحافي محمد دبوان المياحي يفيدون فيه بـ”اختطافه صباح الجمعة من قبل جماعة الحوثي بعد مداهمة شقته واقتياده وأجهزة شخصية تخصه إلى مكان مجهول”.
وأدانت النقابة الواقعة، وطالبت في الوقت نفسه “بسرعة الإفراج عنه وإعادة مقتنياته”.
وجددت نقابة الصحافيين رفضها لحملة الاعتقالات التي استهدفت المياحي وعددا من الناشطين على خلفية آرائهم وكتاباتهم, ودعت أيضا، سلطة الأمر الواقع، أي الحوثيين، إلى “إيقاف هذا النهج القمعي وعدم التضييق في حرية الرأي والتعبير”.
وطالبت النقابة اليمنية كافة المنظمات المعنية بحرية الرأي والتعبير بالتضامن مع المياحي والعمل من أجل إطلاق سراحه وكافة المعتقلين.
كما أنها طالبت أيضا، بـ”إطلاق سراح الصحافيين المعتقلين منذ فترة طويلة، وهم وحيد الصوفي ونبيل السداوي وفهد الأرحبي، المعتقلين لدى جماعة الحوثي, وإطلاق سراح أحمد ماهر وناصح شاكر المعتقلين لدى المجلس الانتقالي في عدن, وكذلك المخفي قسرا لدى تنظيم القاعدة بحضرموت محمد قائد المقري”.
مقال المياحي
وكان المياحي قد كتب مقالا منتقداً للحوثيين وطريقة احتفالهم بالمولد النبوي، مبدياً رأيه بخطابات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الذي استمع لخطابه الأخير في ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء.
وقال في مقاله: “عدتُ الآن من ميدان السبعين، حزين لمآل هذا الشعب، حزين، مصدّوم وغاضب، شعرتُ بمعنى الكارثة، وجهًا لوجه أمام الرذيلة بصورتها الحيّة والمُكتملة. لا يجوز السماح لحظة واحدة لهذا المشروع المُخيف بأنّ يُمرر ضلالته على هذا الشّعب المسكين. أن يقف رجل بضحالة عبدالملك ليخطب في حشود يمنية بالسبعين، هذا المشهد يجب أن يكون مصدّر خجل عميق لكلّ عقل في هذه البلاد”.
وأضاف: “لأولّ مرة أُتابع خطاب السيد، بتركيز شديد، حاولت أنّ أتأمّل ماذا يقول هذا الرجل للناس، بمَ يعدهم، ما الخطورة فيمَ يقول وأين تكمن جاذبية خطابه.. أيقنت عن قرب بفداحة الجريمة التي ترتكبها هذه السلالة بحقّ الناس”.
ظروف صعبة
ويعيش الصحافيون في اليمن ظروفا حقوقية ونفسية بالغة الصعوبة، جراء الانتهاكات التي مارستها أطراف النزاع بحقهم على مدى نحو سبع سنوات من الحرب.
وتقول نقابة الصحافيين اليمنيين، في تقارير سابقة لها، إن الصحافة اليمنية تعرضت لحرب دامية، ابتداء من استباحة وسائل الإعلام ونهبها، إلى مطاردة الصحافيين والمصورين، وإيقاف العشرات من الوسائل الإعلامية، وحجب المئات من المواقع الإلكترونية المحلية والعربية والدولية، وإيقاف رواتب الصحافيين، وقتل العشرات منهم.