ميرفي ديزدار “فاتي” الممثلة التي كسرت مقاييس الجمال في مسلسل “الانكسار “

“نص خبر”- كمال طنوس 

كسرت الممثلة التركية ميرفي ديزدار التي تلعب دور فاتي في مسلسل الانكسار “ Kral Kaybse”” كل العناوين المتعارف عليها في مجال الفن. لتكون صاحبة الوجه المجفل للدور الأجمل. الممثلة التي صنعت من الجمال مفهوم خاص وجديد لا يعرفه سوى الخلاقين. 

صاحبة الدور المبهر

ميرفي التي تلعب دور فتاة “فاتي” فقيرة فلاحة تعيش على هامش الحياة في عائلة يقيدها القهر والظلم من أب كسول متخاذل وأم خانعة عابسة لا تعرف الحنان.

انسلت فاتي من كل هذا الغبار المعتم وغسلت نفسها من كل هذه القيود وانطلقت في حلمها تعمل وتتعلم لتصل بنجاح في كل خطوة خطتها.

تسلحت بالهدوء والحكمة وراحت نحو مستقبلها تبنيه بعرق الإصرار وحب الثبات والاجتهاد المضني وتصل مبتغاها لتكون قدوة وسط عالمها. فهي سند البيت الفقير وحائط الدعم لأخوات مظلومات مقيدات بالتعتير. وهي العاملة النشيطة في أحد أرقى الأماكن في موطنها الجديد. وهي الطالبة المجتهدة التي تحقق الفوز كيفما برمت.

الوجه المعفر بات معجزة الأداء 

فاتي هذه الشخصية التي تأخذك بلبها وتصبح أسير غاياتها وحضورها. لعبتها ميرفي ديزدار بالكثير من الألق الملفت. فهي صاحبة الوجه الجدي التّعِب المقّدر والمعفر بالعذاب والمسلوخ من الفرح. الوجه الذي لا يحمل في ملامحه وهج الجمال بل وجه محفور بالاسى والعيون الجاحظة على حزن والجفون الناعسة على تعب. وجه نظيف من كل شيء جمالي سوى من الصفات الجليلة التي يحملها. بهذا الوجه المغسول الذي لا يشبه معنى النجومية حلقت فاتي نجمة في القلوب واستطاعت بتجسيدها للشخصية أن تلعب على كل أوتار الجاذبية لتصبح منارة العمل الشيق.

الخادمة التي ُتنهر من كل كبير وصغير. الأبنة الطيعة التي تسلب من حقها وتعبها في البيت، هذه الشخصية المعجونة بالطاقات والمثابرة خطفت عقول المشاهدين بأدائها وليس بجمالها فهي ليس لها منه سوى تلك الينابيع المخزنة في الجوف أما في الظاهر فهي  وجه يسافر مسافات عن الجمال.

ابنة 38 عاماً تلعب دور مراهقة بكل إقناع 

فاتي التي تجسدها القديرة  ميرفي ديزدار  وتلعب دور فتاة جامعية يافعة وهي  في الحقيقة بعمر 38 سنة. فهذا مأزق أخر تواجهه. لبست فاتي حلتها الكاملة من ثياب مهلهلة وسراويل واسعة وارتدت الشخصية كأنها مراهقة فأضافت إبداعاً مضاعفاً عل ما تقوم به. القيمين على العمل لا بد أنهم انتبهوا إلى هذه الخاصية في فرق العمر لكنهم أوكلوا لها الدور واستطاعت أن تحظى بذاك النجاح الملفت غير أبهة لعمرها الحقيقي لا بل طوعت روحها وتقاسيمها وحركتها لتلعب الدور.

أجمل ما في فاتي بأنها تصبح فاطمة في بقعتها الفقيرة التي تزرع ولا تحصد أحياناً ولا تجد ما تقتاته وتبدو بأكتاف منحنية وخطوات ثقيلة وثياب رثة ونظرات ضائعة كلامها واقف وثورتها مكبوتة. وفي مكان عملها الراقي تصبح فاتي صاحبة الكتف العالي والشعر المشدود الانيق والوجه المبتسم. صاحبة الحذاء المرتفع والخطوات الواثقة والنظرات الحادقة واللياقة العالية والرقي والواضح.

صنعت الجمال على كيفها 

استطاعت الممثلة ميرفي أن تقلب كل معايير النجومية في الفن والتمثيل وتصيغ الجمال على كيفها وبمفهومها الإبداعي المتميز. فالأداء جاء وشماً متخطية كبار النجوم الذين يشاركونها العمل ” أسليهان غوربوز، خالد أرغنتش، نيلبري شاهينكايا، الذين يقدمون أدواراً قوية”، تقف معهم كخادمة مغسولة من وجه الجمال تقارعهم كند وتتفوق معهم، واحياناً عليهم .هم الذين يلعبون أدوار الرخاء والجمال والثراء والاناقة المذهلة، وهي بوجه محفور بالظلم والكدر وحذاء مهترئ وشعر ملبد وعيون زائغة تخطت سطوة الاعجاب ونالت منها أغمار متميزة ومتفوقة.

دور الفقيرة المهشمة تخطى الكبار 

ليس غريب على القديرة مثل ميرفي ديزدار أن تحقق هذا النجاح الملفت وتصل بالجاذبية نحو أطراف الالتحام بالقلوب. فهي الحائزة في عام 2020 بجائزة الفراشة الذهبية لأفضل ممثلة عن دورها في The Innocents. كما أصبحت ديزدار أول ممثلة تركية تفوز بجائزة مهرجان “كان” السينمائي لأفضل ممثلة عن أدائها في فيلم About Dry Grasses عام 2023.

فلكل من يسأل لماذا أوتي بممثلة تقارب الأربعين لتلعب دور مراهقة شابة بوجه مجفل الجواب هو أن ميرفي ديزدار لاعبة حذقة وممثلة مبدعة ما تضعه أمام الكاميرا فوق الوصف ويصل ذروة الإبهار.

قد يعجبك ايضا