“نص خبر”- كمال طنوس
ما أن طلت هيفاء وهبي على السجادة الحمراء في “كان” حتى علا صراخ المصورين بلكنتهم الأجنبية “هيفا” واستدارت عدساتهم في حمى اللقاء تتزاحم لالتقاط صوراً لصاحبة الثوب الأسود التي بدت كفراشة.
هذا الانبهار والضجيج قلما يحدث مع فنانة عربية إذ غالبا ما تتوجه كاميرات المصورين باتجاه النجوم العالميين، إلا أن هيفاء وهبي كسرت القاعدة وأكدت مجددا انها أيقونة ونجمة تنافس عالميا.
لم يسلم وجه هيفاء وهبي من الانتقاد ولا عمرها، وانبرى من يعيرها بتجاعيدها. وفي المقابل لم يمر ساعات قليلة على تلك الطلة حتى تصدرت هيفاء وهبي التراند ومحركات البحث.
صورة واحدة من هيفاء قادرة أن تخلق جلبة وتكسّر أنماط التعليقات. بين واحد منتقد ومتنمر تجد مئات الذين أثنوا وباركوا وتغزلوا. ومنهم من تكفيهم استدارة وجهها حتى يصنع مثاله في الجمال.
ما تحققه هيفاء وهبي بمرور لحظات قد يحتاجه كثر إلى عمر حتى لو كان الأمر انتقاداً. فهذا ليس إلا تعلقاً بتلك الصورة العالية الجميلة التي يجب ألا يخذلها زمن ولا تهرمها أيام ولا تتجعد كأنها أمثولة أو آلهة يجب أن تبقى نضرة ومشعة ومغسولة من تعب.
هذا التفوق الذي تحققه هيفاء وهي تفرد حضورها في أكبر مهرجان عالمي ليس إلا انتصاراً لها. وهذه الجلبة التي تتناولها نقداً ليس مرارة لها بل هو كسر في عقول الناظرين اليها لأنهم لم يتحملوا أن يروا خداً فيه خط زمني، بالنسبة لهم هذا الخط هو انكسار للصورة الفوقية والمثالية في عقولهم.
لا يتقبل ضميرهم أن تخان هيفاء ولا تتسع مخيلتهم وعيونهم لوجود لمحة تجاعيد في تقاسيمها فينهالون رفضاً وتعيُباً وتنمراً. لأن الصورة عندهم اهتزت ويجب أن تبقى صامدة في وجه الأيام كأنها فينوس الرومانية أو عشتروت الفينيقية وربما إيزيس آلهة الجمال الفرعونية.
هيفاء عندهم ليست من لحم بل من طين وماء مجبولة بصورة مثالية ممنوع أن تتغير أو يمسها دهر. يجب أن تبقى يافعة ونضرة ومشرقة ومنحوتة تعلق في أرواحهم على أنها القديرة التي يجب ألا تعيبها الأيام.
هؤلاء الذين انتقدوا هم الأكثر تعلقاً بهيفاء والأكثر اقتناعاً بأنها ليست من صنف البشر الذي قد يكبر وتظهر بعض ملامح الزمن على محياها. هؤلاء الرافضون لمجرى الدهر وقدر الحياة. هؤلاء يريدون وجهاً ازلياً لا يتغير وبالنسبة لهم هيفا هذا الوجه الذي لا يقدر عليه زمن وقدر.
كل ما جرى في مهرجان “كان” من جلبة تأكيد بأن هيفاء قادرة أن تحيط الأعلام العالمي وتشغل الميديا بلحظات قليلة وبأنها ديفا الجمال التي سيحكون عنها اليوم وبعض انقضاء هذا الزمن.