نص خبر ـ الرياض
أثار الفيلم السعودي “آخر سهرة في طريق ر” حالة من الجدل الواسع منذ طرحه في صالات السينما، حيث واجه موجة انتقادات من جمهور محلي اعتبره “خارجًا عن المألوف” و”يتجاوز الخطوط الحمراء” في طرحه لموضوعات تتعلق بالحياة الليلية والإدمان والطبقات المهمّشة.
ورغم تلك الانتقادات، بدأ عرض الفيلم عالميًا على منصة نتفليكس، في خطوة تفتح الباب أمام جمهور واسع لاكتشاف واحد من أكثر الأفلام السعودية جرأة في السنوات الأخيرة.
قصة الفيلم: ليلة واحدة تكشف كل شيء
تدور أحداث الفيلم في إطار درامي مكثف داخل ليلة واحدة، تتابع خلالها الكاميرا فرقة طربية تقليدية بقيادة “نجم البحري”، ابن فنانة شهيرة من الزمن الماضي تُعرف بـ”كاكا القمر”. يسعى نجم للحفاظ على بريق الإرث الفني وسط مشهد موسيقي متغير في جدة، بينما يعيش مع فرقته مشاهد صاخبة تتراوح بين الغناء، الحنين، والانهيار.
الفيلم يسلّط الضوء على شخصيات منسية من أطراف المجتمع، ويعرض واقعهم دون تلميع، بأسلوب يمزج بين الدراما والواقعية القاسية.
رؤية إخراجية مختلفة ورسالة حب لمدينة جدة
مخرج الفيلم وكاتبه، محمود صباغ، وصف العمل بأنه “رسالة حب لجدة”، لكنه اعتمد على تقديم المدينة كما يراها من الداخل، لا كما تُعرض في السياقات السياحية أو التقليدية.
واستند الفيلم إلى أبحاث موسيقية أرشيفية أعادت إحياء تراث الفرق الشعبية في جدة، مع تسجيل أغانٍ تراثية ستُطرح لاحقًا ضمن ألبوم خاص بالفيلم.
جدل واسع وردود أفعال متباينة
منذ عرضه في السعودية، تعرّض الفيلم لانتقادات لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفه البعض بأنه “يسيء لصورة المجتمع”، فيما دافع آخرون عنه باعتباره يقدم نوعًا جديدًا من الواقعية السينمائية.
الجمهور السعودي انقسم بين من اعتبر الفيلم جريئًا ومختلفًا، وبين من رآه يتجاوز بعض القيم الاجتماعية، خصوصًا في تصويره الصريح لقضايا مثل الإدمان، السهر، والطبقية الفنية.
وفي المقابل، تلقى العمل إشادات من نقاد وكتاب وصفوه بأنه خطوة ناضجة في مسار تطور السينما السعودية، ونقلة نحو إنتاج سينمائي أكثر تنوعًا وتحررًا من القوالب المعتادة.
عرض عالمي على نتفليكس
انضمام الفيلم إلى مكتبة نتفليكس يمثل محطة مهمة في مسيرته، حيث يُتاح الآن للمشاهدين في مختلف أنحاء العالم، ويمنح الجمهور الدولي فرصة لاكتشاف رؤية سعودية سينمائية فريدة تطرح قضايا واقعية بجرأة غير مسبوقة.
الفيلم مُصنّف +18، ما يعكس محتواه الجريء، ويؤكد أنه موجه لفئة ناضجة من المشاهدين.