15 نوفمبر 2023
“نص خبر”- متابعة
يعد مستشفى الشفاء، الذي اقتحمه الكيان الإسرائيلي اليوم الأربعاء، هو الأكبر في قطاع غزة حيث يقول الكيان والولايات المتحدة أن مقاتلي “حماس” يستخدمون مستشفيات غزة لإخفاء مراكز القيادة والرهائن عبر الأنفاق.
وتنفي حماس والسلطات الصحية ومديرون في المستشفى أن تكون الحركة الفلسطينية تخفي بنية تحتية عسكرية داخل المستشفى أو تحته، وأبدوا ترحيبهم بأي تفتيش دولي.
ما هو مستشفى الشفاء؟
هو عبارة عن مجمع كبير من المباني والأفنية يقع على بعد بضع مئات من الأمتار من ميناء صيد صغير في مدينة غزة، وينحصر بين مخيم الشاطئ للاجئين وحي الرمال.
كم عدد الأطفال في الشفاء؟
حتى أمس الثلثاء، كان المستشفى يتولى رعاية 36 رضيعا وفقا للطاقم الطبي هناك الذي قال إنه لا توجد آلية واضحة لنقلهم على الرغم من إعلان إسرائيل عرضا لتوفير حضانات من أجل عملية الإخلاء.
وتوفي ثلاثة من أصل 39 من الأطفال الخدج (ناقصي النمو) منذ أن نفد الوقود اللازم لتشغيل المولدات التي كانت تدير الحضانات هذا الأسبوع.
تاريخ مستشفى الشفاء
شُيد المستشفى عام 1946 خلال الحكم البريطاني، أي قبل عامين من انسحاب بريطانيا من فلسطين. وظل المستشفى قائما خلال فترة إدارة مصر للقطاع التي استمرت عقدين تقريبا بعد حرب عام 1948.
وفي عام 1967، استولى الكيان على قطاع غزة واحتلته وظل مستشفى الشفاء مكانا محوريا لفترة طويلة قبل سيطرة “حماس” على القطاع حيث كان يلجأ إليه العديد من الفلسطينيين خلال اشتباكات مع قوات الكيان.
وكتبت صحيفة “ذا تايمز” اللندنية عام 1971 عن معركة بالأسلحة النارية بين مسلح فلسطيني اختبأ تحت سرير في غرفة الممرضات ودورية لجيش الكيان كانت تفتش المستشفى.
وخلال الأسبوع الأول من الانتفاضة الأولى ضد الكيان الإسرائيلي في عام 1987، أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” أنباء عن وقوع مواجهات ألقى خلالها عدة مئات من الفلسطينيين الحجارة على جنود الكيان خارج المستشفى وهم يهتفون “تعالوا اقتلونا أو ارحلوا!”.
إعادة تصميم المستشفى وتوسعته
ذكرت تقارير إخبارية للكيان الإسرائيلي أن مهندسين معماريين من الكيان أشرفوا على تجديد المستشفى وتصميمه من جديد في ثمانينيات القرن الماضي.
وكتب تسفي الحياني، مؤسس أرشيف الهندسة المعمارية في الكيان، على موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” أمس الخميس: “بمساعدة الدعم الأميركي، شرعت إسرائيل في مشروع لتجديد مجمع المستشفى وتوسعته. وتضمن هذا المشروع أيضا تركيب أرضية خرسانية تحت الأرض. في حدث مؤسف، استولت حماس على هذه المنطقة الواقعة تحت الأرض في السنوات الماضية”، دون تقديم دليل على ادعائه.
انتقال السيطرة إلى “حماس”
في عام 1994، أدت قوات الأمن التي كانت تسيطر عليها حركة “فتح” التحية للعلم الفلسطيني بعد رفعه فوق المستشفى عندما مُنح الفلسطينيون حكما ذاتيا محدودا في غزة خلال عملية أوسلو للسلام.
وانتقلت السيطرة الفعلية على المستشفى بعد ذلك من السلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها “فتح” إلى “حماس” بعد الفوز المفاجئ الذي حققته الحركة في انتخابات عام 2006، وبسط نفوذها العسكري على غزة عام 2007.
وفي أثناء الصراع على السلطة بين “فتح” و”حماس” الذي تصاعد حتى سيطرة الحركة على القطاع، كان مستشفى الشفاء وغيره يستخدم لعلاج المسلحين من الجانبين بموجب صيغة من صيغ الهدنة بألا يؤذي أي منهما جرحى الطرف الآخر.
وقال الكيان في وقت سابق إن مسلحي “حماس” يختبئون في مناطق تحت مستشفى الشفاء، وهو الأمر ذاته الذي ادعته خلال حرب 2008-2009 التي قُتل فيها أكثر من 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا. ولم يتسن لرويترز التحقق من هذه الروايات.