أطفال من دون جنس أو إخصاب.. ثورة علميّة تطرح جدلاً أخلاقيا

الاثنين 24 أبريل 2023
يقترب العلماء من تحقيق ثورة علمية قد تحلّ مشاكل العقم لكنّها تطرح جدلاً أخلاقياً ومخاوف حقيقيّة بشأن تداعياتها الاجتماعية.
فقد ذكرت صحيفة “يوس إس توداي” أنّ علماء اقتربوا من إمكانية “تكوين شخص جديد”، من الجلد أو خلايا الدم، دون الحاجة إلى ممارسة الجنس.
يذهب هذا النهج العلمي إلى ما هو أبعد من الإخصاب في المختبر،لأنه لا يتطلّب بويضات أو حيوانات منوية طبيعية.
يُطلق عليه في المختبر اسم “التولد الجيني”، أو IVG، وهو يعد بتوفير علاج لأنواع عديدة من العقم في يوم من الأيام.
ففي اجتماعات عقدت في الأكاديمية الوطنية للعلوم في أميركا مؤخرا، ناقش باحثون نهج “التولد الجيني” IVG، وهو يعد الأزواج العقيمين بالحصول على أطفال دون الحاجة إلى اللجوء إلى التبني.
وفي هذا الصدد، قالت عالمة الاجتماع بجامعة كيب تاون في جنوب إفريقيا، أمريتا باندي أن “إنشاء طفل مثالي وجيل خال من العيوب والأمراض لم يعد خيالاً علمياً”.
جدل أخلاقي
وفي المقابل، فإن تلك التجارب الواعدة تثير الكثير من الأسئلة فيما إذا يمكن اعتبار التولد الجيني IVG آمنًا للبشر، وكم عدد الأجنة التي يجب التضحية بها في هذه العملية.
وهنا يوضح كل من جوناثان بايرل وديانا ليرد، وهما خبيران في التكاثر والخلايا الجذعية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، أنه لا يوجد ما يضمن نجاح التجربة باستخدام الخلايا الجذعية البشرية.
لكنهما وصفا نتائج أبحاث الفريق الياباني بأنها “محطة بارزة في بيولوجيا الإنجاب”، مع إمكانية استخدامها لإنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض التي لم يبق منها سوى ذكر واحد قادر على التكاثر.
وأما عالم أخلاقيات علم الأحياء ومؤرخ العلوم في جامعة ولاية أريزونا، بن هورلبوت ، فقال قبل المشاركة في اجتماعات الأكاديمية الوطنية للعلوم أن تلك التجارب عبارة عن”تحريف لقدسية الإنجاب باعتباره جانبًا أساسيًا من جوانب الحياة البشرية”. وأضاف”إنها تجعلها مشروعًا صناعيًا يستجيب لرغبات العملاء في المستقبل”.
وشدد قائلا: “الطفل الذي سيخلق، لن يكون ذلك لمصلحته، ولكن من أجل الآخرين.. ذلك الطفل هو تعبير عن رغبات الآخرين”.
وأثار العديد من المشاركين في المؤتمر قضايا تبعث على القلق شبح إنجاب أطفال يبلغون من العمر 90 عامًا أو أطفال ينجبون أطفالًا.
ومع ذلك يتفق الباحثون وعلماء الأخلاق على حد سواء على أنه لا بأس من “العبث بالجينات” من أجل علاج طفل مريض.
كما أعرب العديد من الحاضرين في المؤتمر عن قلقهم من أن دولًا أخرى قد تواصل تطوير تلك الأبحاث بغض النظر عن أي مخاوف أخلاقية وعلمية.
وأوضحت كاتي هسون، المديرة المشاركة للعلوم في مركز علم الوراثة والمجتمع ، وهي مجموعة تدافع عن الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا الجينية أن هناك نوع من “الأنانية والحوافز في الابحاث العلمية”.
وأضافت: “هذا يغذي أيضًا حججًا مثل إذا لم نفعل ذلك فإن الدولة الفلانية سوف تسبقنا، ولذلك يجب أن تكون راية السبق لنا”.
وتابعت: “الأرباح التجارية والتسويق لتلك التقنيات قد يكون حافزا كبيرا للمضي فيها”.

قد يعجبك ايضا