ألسي فرنيني شمس الدراما اللبنانية تشرق في دور معاكس لنقائها

“نص خبر”- كمال طنوس 

جميلة الشاشة على مدى الزمن في الدراما اللبنانية. ألسي فرنيني التي صنعت بقعة الضوء والنجومية منذ سبعينيات القرن الماضي وكانت زهرة الشاشة المفتحة جمالاً وحضوراً. لم يغب الوقت عنها تعود في كل مرة مدهشة تخلع جلدها وتلبس ما ليس لها وتطل اليوم في “بالدم” “شمس” الليل. سيدة كاباريه العتمة وصانعة الدهشة المرّة.

فرنيني صاحبة الوجه الصباحي التي مثلت أدوار العشق والولّه مع عبد المجيد مجذوب في “بنت البواب”. والحالمة للحن والموسيقى في “أثار على الرمال”. وجهها كان نشيد شاشة الأبيض والأسود ومبتغى الحلم عند مشاهديها. يوم غزت القلوب بحبها كانت حملات العشق نادرة وانتصرت في حضورها نجمة صنعت للفن وجهاً ومكانة.

تطل اليوم بين مسلسل “بالدم” إلى جانب الممثلة القديرة ماغي بوغصن وشلة من رفاق الزمن المبدعين المعاصرين منهم والمخضرمين. وقفت بهامتها المشاكسة القوية بوجه صلب وعيون تقف في محاجرها كالظالمة. لم تكن يوماً السي فرنيني كما هي اليوم في هذا الدور الذي لا يشبه سحنتها النقية ولا براءتها المعروفة. خلعت عنها ثوب الملائكة وارتدت وجهاً جديداً يعرفه اهل الليل البغي ومرتادي  الأماكن المشبوهة بسكرها وعربدتها وخلاعتها.

لم نكن نظن أن النقاء يتحول, لكن السي حولته وبزغت في الشر امرأة صلبة صوانية تنقط شرراً ولؤماً. نتمعن في الشاشة هل هذه فاديا في مسلسل “بعد العذاب” أو  “غادة” في “الصمت” أو فوتين في البؤساء. كل هذه الأدوار الرقيقة باتت خشنة اليوم مع وجه شمس الغائر في ظلمات حياة الليل المستترة خلف أفعال غير مشرفة.

فرنيني تشرق كيفما برمت. صوتها الذي يأتي من عمق العمق. تشعر بأنها تلفظ رئتها وتسمع قلب قلبها. تضخ في الدور لؤماً وحناناً تصب خبرة عقود في لحظات تمر ولا نهوى سرعة مرورها. نريد أن نخلد صوتها ونبني عليه حلماً جديداً يمتد لذاك الحلم الذي لم ينقطع منذ أن ارست للدراما اللبنانية رونقها وصنعت مجدها.

السي فرنيني “شمس” بمظهرك الأسود وعيونك المغسولة بالدمع ووجهك الأبيض من كثرة اللهم وصوتك المتهدج حباً والصاخب سخطاً. المنكسرة كأم ،المتقدة كبركان وانت تؤدين دور البترونة، الذي لا يشبه نورك لكنك فعلتها. وأبدعت.

قد يعجبك ايضا