أهلا بكم في الشام… نجوم الغناء يعودون إلى مسارح البلاد الميتة!

وسام كنعان- دمشق

5 أغسطس 2023

ر غم الحصار الخانق والغلاء المسعور، يتوافد نجوم الغناء العربي إلى دمشق ليحييون حفلات على مسارحها ويبعثون الفرح ولو من نسمات الهواء الطلق، وجماهيرية تلك الحفلات تقول بأن البلاد التي توحي للعالم بأنها على وشك الموت مازالت قادرة على الحياة والأمل، وجمهورها يقدّر الفن وأهله.

أما عن نجوم الطرب فيمكن القول مثلاُ بأن المغني العراقي الشهير  ماجد المهندس يعبّر دوماً عن روح الفنان العميقة. خجل مشوب بموهبة رفيعة. يكاد يضع عينيه بالأرض عندما يحتد التصفيق! القصة رغم أنها تكررت مئات المرّات معه، لكنها ما زالت تشعره بالنشوة والفرح يتبعهما خجل كبير.

خلال العشرية السورية السوداء، لم يمر ماجد المهندس من دمشق، ولا خطر بباله ذلك مثل غالبية الفنانين العرب، بينما كان ولا يزال الجمهور  في هذه البلاد المتهالكة متعطّش للفن الأصيل. لم تتمكّن موجة الاسفاف والابتذال من الإجهاز عليه. ورغم أنه المهندس صرّح أخيراً بأن الجمهور السوري سيكون على موعد معه بعد انقطاع طويل، وقال:  «كنت وسأظل من عشاق سوريا الحبيبة، وسعيد بعودتها للحضن العربي». لكن الاتفاق لم يتم بسبب التكاليف الباهظة لقدومه!

مع ذلك هناك الكثير من النجوم العرب سيغنون في دمشق، لذا يفترض أن يكون عنوان هذا الصيف اللاهب في سوريا عودة نجوم الغناء إلى مسارح المدينة الميتة! أبرز هؤلاء النجوم وأوّلهم كان المغني اللبناني ملحم زين الذي أحيى يوم الجمعة الماضي حفلاً ضخماً على مسرح مدينة المعارض القديمة ضمن فعاليات مهرجان «روزا داماس». الرجل لم ينقطع عن دمشق رغم الحرب. علاقته معها ظلّت ملفتة! كأن  قلبه يسبقه إليها قبل قدميه. يبدو حبّه وانتمائه لها كبلد عربي وشقيقة كبرى لبلاده ظاهر وصريح! سجّل مواقف مشرفة في الدفاع عم اللاجئين السوريين والوقوف بكل ما يملك من شعبية وحضور فني في وجه حملات العنصرية المستعرة التي شنت ضد السوريين في لبنان. لذلك ولأسباب عديدة مكانة «أبو علي» عند الجمهور السوري عالية جداَ. حتى من لا يستهويه صوته وفنه لابد أنه ستحترمه لنقاء نشاطه ودماثة أخلاقه ورفعته في التعاطي العام!  في مؤتمره الصحافي قبيل الحفل قال لـ «نص خبر» عن ملف اللاجئين السوريين في لبنان «لا أحب ردات الفعل العنيفة تجاه أي ملف كان، ولابد بأن  عدد السوريين صار كبيراً في لبنان الصغير  من ناحية المساحة، ومن الممكن أن يكون المسؤولين قد التمسوا عبئاً على الصعيد الاقتصادي، هذا الموضوع يمكن حلّه. و بمجرد تحديد لقاء  قيادي سوري ولبناني، أمور كثيرة  ستذهب لمكانها الصحيح، وتبقى سورية بلدنا والتي استقلبتنا بكل حب ومن المؤكد أن لبنان بلد كل سوري أيضاً»

أما عن مشاركته في عرس ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد لله الثاني قال زين: «طُلب مني بشكل شخصي وكان لي الشرف في تأدية أغنية وإهدائها إلى العائلة الهاشمية في هذه المناسبة»

كما فضّل الإجابة بأن «إرضاء الناس غايةً لا تدرك» عندما طُلب منه الرد على التعليقات التي يتم تداولها حول إقامة حفلات في دمشق ضمن الوضع الإقتصادي الخانق الذي تعيشه البلاد !

في سياق مشابه، كان الجمهور السوري على موعد  مع المغنية اللبنانية مايا دياب والمايسترو غي مانوكيان في ٢٧ الشهر الماضي، لكن قبل الحفل بيوم واحد فقط، اعتذرت دياب عن عدم الحضور بسبب إصابتها بتسمم حاد، وغرّدت على تويتر: «أعتذر من الجمهور السوري والقائمين على مهرجان «روزا داماس» عن إحياء الحفل المقرر غدا بسبب تسمم حاد تعرضت له ودخلت المستشفى بسببه»، معربة عن تمنياتها بلقاء الجمهور السوري في وقت قريب وبظروف أفضل، ليبقى حفل مانوكيان وزين قائمين!

فيما كان الجمهور السوري اعتباراً من يوم الأربعاء الماضي 2 آب على موعد مع مهرجان «ليالي قلعة دمشق»، بتنظيم من شركة «مينا إيفينت»  الذي يحي فيه نجوم الغناء العربي حفلات جماهيرية وهم :  زياد برجي 2 آب ، جوزيف عطية 3 آب ، فرقة سفر السورية (شادي الصفدي)  وكارول سماحة 4 آب، مروان خوري 5 آب ، صابر الرباعي  6 آب.

على هامش التحضيرات للمهرجان قالت الشركة المنظمة في تصريحها ل«نص خبر» : «بالنسبة لمهرجان «ليالي قلعة دمشق» أصبح تقليد صيفي و ارتبط ارتباط وثيق بشركتنا، إذ أصبح الجمهور ينتظر كل عام إعلان الشركة عن المهرجان ليلتقي بنجومه المفضلين، وبالتالي استحال المهرجان فرصة لتواصل الجمهور السوري مع نجوم الوطن العربي الذين سيغنون على مسرح القلعة»

أما بالنسبة للاستعدادات فهي كبيرة والجهود المطلوبة تبدو أكبر من كل فريق عمل الشركة، سواء كان من الفريق اللوجستي، أو الإعلامي، أو التنسيق، و المبيعات لنستطيع تقديم الصورة الأجمل والأفضل عن المهرجان بصيغة تشبه دوراته الثلاث السابقة. ففي هذه الدورة ، يشهد المهرجان حضور عربي، لبناني، وسوري..»

و عن اختيار النجوم في المهرجان، فهو بحسب الشركة المنظمة: «قائم على التنوع والتجديد، وتقديم ذوق مختلف لكل فئات المجتمع.. فمحمد مجذوب وزياد برجي لهما جمهورهما الشبابي، أما كارول ومروان وصابر بالطبع لهم جمهور شبابي، لكن الحضور الأكبر سيكون من فئة الكبار»

من جانب آخر تعتبر الشركة بأن منجزها هذا العام يتمثّل بعودة صابر الرباعي بعد غياب 12عاماً عن سورية. كما أنها تركّز بأنها تكرر التجربة مع جوزيف عطية، لأنه قدم حفلة في السنة الماضية كانت ناجحة جداً، وحققت تداولاً واسعاً على السوشال ميديا عدا عن آلاف الحضور!

وفيما يخص أسعار البطاقات فتقول الشركة بأنها مدروسة إلى حد كبير وتراعي ظروف البلد والصعوبات التي يعيشها المواطن وهي موزعة ضمن ثلاثة فئات  الأولى هي فئة vip وسعر التذكرة 300  ليرة سورية (ما يعادل 23 دولار  أمريكي تقريباً) ،فئة a وهي درجة أولى بسعر مئة ألف ليرة سورية (ما يعادل 7 دولار امريكي تقريباً) ، وفئة b درجة تانية 75000 بسعر  (ما يعادل 5 دولار أمريكي تقريباً)

قد يعجبك ايضا