“أوتسايدرز” لأنجلينا جولي و”ستيريوفونيك” يهيمنان على جوائز “توني” أبرز مكافآت المسرح الأميركي
“نص خبر”_ وكالات
حصل الاستعراض الموسيقي “ذي أوتسايدرز” ومسرحية “ستيريوفونيك” التي تروي قصة فرقة موسيقية في سبعينات القرن العشرين، الأحد على أبرز المكافآت خلال حفلة توزيع “توني أووردز”، أرفع الجوائز في مجال المسرح الأميركي.
واحتفى مجتمع برودواي بأفضل الأعمال المسرحية خلال الحفلة التي استضافها مركز لينكولن في نيويورك، وقدمتها الممثلة الحائزة جائزة أوسكار أريانا ديبوز للعام الثالث على التوالي.
أنجلينا جولي: الاختلاف ليس عيباً
“ذي أوتسايدرز”، وهو اقتباس مسرحي لرواية اس. إي. هينتون عن صراع طبقي بين عصابتين في مدرسة ثانوية في أوكلاهوما في ستينات القرن الماضي، فازت بجائزة أفضل مسرحية استعراضية، وهي رابع جوائزها خلال هذه الأمسية، بعد فوزها بفئات أفضل مخرج وأفضل إضاءة وأفضل تصميم صوتي.
وقالت النجمة أنجلينا جولي، إحدى منتجي المسرحية، أثناء تقديمها لأداء طاقم العمل الذي يتضمن مشهد قتال لافت “المجتمع يتغير ولكن تجربة أن يكون الشخص غريباً (outsider على اسم المسرحية) لها طابع عالمي”.
وأَضافت “إلى أي شاب، أي شخص يشعر بأنه غريب، ليس من الخطأ أن ترى ما هو غير عادل، وليس من الخطأ أن ترغب في شقّ طريقك الخاص”.
خمس جوائز لمسرحية واحدة
وحصلت مسرحية “ستيريوفونيك” التي كتبها ديفيد أدجمي على جائزة أفضل مسرحية. وتتمحور قصتها حول تحضير فرقة روك متخيلة في السبعينات لألبوم لها، وتتضمن موسيقى أصلية ألّفها عضو فرقة “أركايد فاير” Arcade Fire السابق ويل باتلر.
وفازت المسرحية بخمس جوائز في هذه الأمسية، بما يشمل فئات أفضل ممثل، بعدما دخلت التاريخ باعتبارها المسرحية الأكثر نيلاً للترشيحات على الإطلاق بـ13 ترشيحاً.
فشل ثم نجاح
ومُنيت مسرحية “ميريلي وي رول الونغ” “Merryly We Roll Along” لستيفن سونديم التي تدور قصتها حول العلاقة المعقدة بين ثلاثة أصدقاء، بالفشل عند طرحها بالنسخة الأصلية عام 1981، لكن نسختها الجديدة استطاعت قلب المعادلة من خلال حصولها على أربع جوائز بينها عن فئة أفضل إعادة لمسرحية موسيقية.
وحصل النجمان جوناثان غروف ودانيال رادكليف اللذان اشتُهرا بدوريهما في سلسلة “هاري بوتر”، على جوائز لأدائهما في العرض.
وأتى فوز “ذي أوتسايدرز” بجائزة أفضل مسرحية استعراضية مفاجئاً بعض الشيء، خصوصاً لناحية تغلبها على “هيلز كيتشن”، وهي مسرحية موسيقية مستوحاة من حياة مغنية البوب أليشا كيز. وكوفئت عن هذا العمل الأخير خلال الحفلة الممثلة الرئيسية مليه جوي مون وضيفة المسرحية الممثلة كيشيا لويس.
أجواء الحفل
واعتلت أليشا كيز المسرح مع طاقم الممثلين لتؤدي أغنيتها الناجحة “إمباير ستايت أوف مايند” التي تضمنت ظهوراً مفاجئاً لجاي زي، وانضمت إليه كيز لمشاركته الأغنية.
وحصلت سارة بولسون على جائزة “توني” لأفضل ممثلة رئيسية في مسرحية عن دورها في الدراما العائلية “أبروبرييت” والتي فازت أيضاً بجائزة أفضل إحياء لمسرحية.
ونال جيريمي سترونغ الذي اشتُهر خصوصاً بمشاركته في مسلسل “ساكسشن”، جائزة أفضل ممثل رئيسي في مسرحية عن دوره في مسرحية “أن إينيمي أوف ذي بيبل” لهنريك إبسن.
المسرح “مكان آمن”
وشكّلت حفلة “توني أووردز” بنسختها السابعة والسبعين أمس الأحد، عودة إلى مستوى هذا الحدث بعد العام الماضي حين كادت تغيب الحفلة التي تُبث عبر الولايات المتحدة بسبب إضراب نقابة الكتّاب الأميركيين. وفي نهاية المطاف، أقيمت الحفلة لكن من دون مشاركة كتّاب في إعدادها.
ومن أبرز محطات الأمسية، عرض لافت لأغنية “فيلكومن” من مسرحية “كاباريه” الاستعراضية من بطولة إيدي ريدماين، وألعاب بهلوانية عالية المستوى قدمها طاقم عمل مكوّن من لاعبي سيرك في استعراض “ووتر فور إيليفنتس”.
وقدّم نجوم برودواي أودرا مكدونالد وبراين ستوكس ميتشل وبيبي نيوورث، تحية خاصة للراحلة تشيتا ريفيرا التي توفيت في كانون الثاني/يناير عن 91 عاماً.
كما رقصت ديبوز على مقتطف من “ويست سايد ستوري”، وأدت دور “أنيتا”، الشخصية التي أدتها ريفيرا في النسخة الأصلية من العمل الشهير، وفازت عنها ديبوز بجائزة أوسكار.
وعزف بيت تاونسند، المؤسس المشارك في فرقة “ذي هو” الشهيرة، نغمات الافتتاح من أوبرا الروك للفرقة بعنوان “تومي”.
وأصدرت رابطة برودواي، وهي الرابطة التجارية الوطنية لهذا القطاع، بيانات الشهر الماضي تشير إلى أن رواد المسرح ما زالوا يتدفقون على مانهاتن لمشاهدة العروض الجديدة أو النسخ المعادة لمسرحياتهم المفضلة العريقة.
وقالت الرابطة في بيان إنها خلال موسم 2023-2024، شُغلت قرابة 90 في المئة من المقاعد المتاحة، بارتفاع طفيف عن الموسم الماضي الذي كان أول موسم كامل منذ الجائحة. وتُرجم ذلك بحضور 12,3 مليون متفرج لمسرحيات برودواي.
وقالت ديبوز في مونولوجها الافتتاحي “الأخبار الواردة مرعبة بصراحة في معظم الأوقات. لكنّ المسرح مكان آمن لنا جميعاً”.
وأضافت “وفي أصعب الأوقات، يُعدّ الفن ضرورياً لأنه يعكس المجتمع ويوفّر سياقاً للمواقف الحقيقية التي نجد أنفسنا فيها اليوم”.