11 يونيو 2023
نص خبر – وكالات
تمكن فريق مانشستر سيتي من الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا بعد الفوز الصعب على إنترميلان بهدفٍ دون رد.
وشهدت المُباراة النهائية التي استضافها ستاد أتاتورك الأولمبي هدفاً وحيداً سجله النجم رودري بعد تسديدة مُتقنة من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 68.
ونجح بيب غوارديولا بسيناريو عصيب في تحقيق البطولة الأخيرة الغائبة عن خزائنه في مانشستر سيتي، مانحاً أصحاب القمصان السماوية لقبهم الأول في دوري الأبطال.
وخرج مُتابعو اللقاء بعدة مُلاحظات فنية عن مُجريات أحداثه على مدار الدقائق التسعين، نسرد بعضاً منها خلال السطور التالية:
الصلابة الدفاعية ولحظات الشك
دخل مانشستر سيتي لقاء اسطنبول وهو المُرشح الأوفر حظاً للفوز باللقب، وتجسد ذلك سريعاً على أرض الملعب الذي مالت فيه الكفة لصالح رجال غوارديولا.
اختار المُدرب الإسباني الخبير إشراك عناصر منظومته الهجومية المُميزة، فتواجد الرباعي إيلكاي غوندوغان وكيفين دي بروين ومعهما جاك غريليش وبيرناردو سيلفا خلف الهداف النرويجي إيرلينغ هالاند.
في المُقابل اختار سيموني إنزاجي نهجاً دفاعياً واضحاً مُعتمداً على إيجاد تكتلات صلبة في منطقة وسط الملعب لجعل مهمة الاختراق صعبة على مواهب السيتي.
بدأ تهديد السيتي سريعاً بتسديدة قوية من الهداف هالاند من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 3، ليُرسل بها أصحاب القمصان السماوية إنذاراً شديد اللهجة لمُنافسهم في الدقائق الأولى.
وكاد بيرناردو سيلفا أن يستغل تردد ديماركو في الدقيقة 5، وتمكن من تجاوزه ولكن تسديدته ابتعدت قليلاً عن المرمى.
امتص لاعبو إنترميلان صدمة الدقائق الصعبة في بداية اللقاء، وأظهر الفريق تماسكاً يُحسب لسيميوني، وبدأ “النيراتزوري” في تحريك الكرة أكثر في نصف ملعب السيتي.
ولعب التركي هاكان تشالهان أوغلو مع الإيطالي نيكولو باريلا دوراً مُهماً في نقل الكرة لمناطق الخطر الإنكليزية بالاستعانة بالتقدم الحذر للظهيرين دومفريس وديماركو.
وكادت أخطاء من الخط الخلفي للسيتي مع إيدرسون أن تمنح الإنتر هدف التقدم، ولكن اللمسة الأخيرة حرمت رجال إنزاغي من هدف التقدم.
كانت فلسفة إنزاغي واضحة للغاية، ففكرته لإدارة المُباراة تتمثل في جعل مهمة السيتي صعبة في الوصول لمرماه، في حين يعتمد هو على الهجمات المُرتدة المُنظمة لإحداث الفارق هجومياً.
وساهم الحارس الكاميروني أندري أونانا في خروج فريقه بشباكٍ نظيفة في الشوط الأول بعد تصديه لكرة صعبة من هالاند في الدقيقة 26.
تسرب الشك للمُدرب غوارديولا وهو ما ظهر على وجهه في اللقطات الأخيرة للشوط الأول خاصة بعد خروج دي بروين للإصابة، ونجح الإنتر في الخروج من الشوط الأول بالنتيجة التي أراد.
وأظهرت إحصائيات الشوط حقيقة أحداث النصف الأول من اللقاء، فقد أظهرت الأرقام سيطرة السيتي على ما نسبته 62 % من الاستحواذ على الكرة، في حين لم تصل تسديداتهم على المرمى سوى تسديدتين فقط.
And what a way to do it! 😍#ManCity | #UCLfinal pic.twitter.com/tNfoauJx5m
— Manchester City (@ManCity) June 10, 2023
إصرار البطل
دخل لاعبو إنترميلان أجواء الشوط الثاني بثقةٍ أكبر في أنفسهم، خاصة وأن السيتي بدا بعيداً عن مستويات الفعالية الهجومية المُعتادة، وزادت الأمور تعقيداً بخروج دي بروين للإصابة.
وكاد خطأ من أكانجي في التعامل مع تمريرة بيرناردو سيلفا في منح لاوتارو فرصة افتتاح التسجيل ولكن الحارس إيدرسون نجح في التصدي لكرته بمهارة.
لم ينهار السيتي رغم تأثر منظومتهم الهجومية بخروج دي بروين، وبدأ بيرناردو سيلفا ومعه جاك غريليش في تكثيف مُحاولاتهم من أجل صناعة التهديد.
ولعب جون ستونز دوراً لافتاً في الثلث الهجومي للسيتي، وكان الجميع ينتظر الهدف الأول سواء للسيتي أو للإنتر.
وفي الدقيقة 68 تمكن لاعب الدفاع أكانجي من لعب كرة بينية رائعة لبيرناردو سيلفا الذي أهدى الكرة على طبقٍ من ذهب للنجم رودري الذي أسكن بدوره الكرة الشباك بمهارة كبيرة.
بعد الهدف مُباشرة كاد الإنتر أن يُسجل هدفاً عن طريق ديماركو بعد كرة رأسية ساقطة من فوق إيدرسون، ولكن العارضة تصدت له قبل أن يمنعه زميله لوكاكو من إسكان الكرة الشباك في المُحاولة الثانية.
لم يظهر السيتي هجومياً بعد الهدف سوى في لقطة التوهج الفردي للنجم فيل فودين، ولكن تسديدته وجدت الحارس أونانا في المكان المُناسب.
CHAMPIONS OF EUROPE!!! 🏆 pic.twitter.com/n8dXDvOZyp
— Manchester City (@ManCity) June 10, 2023
الحظ يُصالح جوارديولا بعد سنوات الجفاء
استحق مانشستر سيتي فوزه باللقب بالنظر لمشوار الفريق المُبهر، ولكن لا يُمكننا سوى رفع القبعة لنجوم إنترميلان الذين أحرجوا مُنافسهم القوي وكانوا قريبين جداً من الفوز عليه.
حالف الحظ غوارديولا في لقطات صعبة خطيرة للإنتر، أبرزها في الدقيقة 88 حينما فشل لوكاكو في تسديد كرته الرأسية بعيداً عن إيدرسون، ونجح روبن دياز في الوقت نفسه في إبعاد الكرة الصعبة بعد ارتدادها من زميله الحارس.
وأنقذ إيدرسون فريقه من هدفٍ مُحقق ايضاً في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع.
ويُضاف لذلك أيضاً إصابة دجيكو واضطرار إنزاغي للتعويل على لوكاكو الذي يُحسب له التحرك باستمرار، ولكنه فشل في إنجاز مهمة الهداف المُتمثلة في تسجيل الأهداف، وافتقد اللمسة الحاسمة أمام المرمى، كما زاد من مُعاناة فريقه بحرمان زميله ديماركو من هز الشباك.
History: 𝐌𝐀𝐃𝐄! 👊#ManCity | #UCLfinal pic.twitter.com/ZswuUHHsh3
— Manchester City (@ManCity) June 10, 2023
قفاز برازيلي يبصم على الكأس ذات الأذنين
كان إيدرسون بلا شك هو النجم الأبرز للسيتي خلال اللقاء النهائي، وتمكن في لحظات الشك من إنقاذ فريقه من أهدافٍ تُنهي الحلم.
وأظهرت الإحصائيات تميز الأداء الذي قدمه على مدار دقائق اللقاء، حيث قام بخمسة تصديات ناجحة جاءت جميعها من كرات داخل منطقة الجزاء.
ولا يقترب منه في قائمة الأفضل سوى جون ستونز الذي قدم مُباراة عُمره، وأظهرت الإحصائيات على سبيل المثال قيامه بستة مُراوغات ناجحة.
ومرر ستونز 33 تمريرة صحيحة من أصل 37 تمريرة بنسبة دقة وصلت إلى 89 %، وفاز بثمانية صراعات ثنائية أرضية من أصل 11.
Ederson saved us so many times in the UCL and showed up when we needed him the most. Goated keeper pic.twitter.com/G31tpAtsIK
— 17 (@DxBruyneSZN) June 10, 2023
لعنة لوكاكو تتواصل
حرم لوكاكو فريقه إنترميلان من فوزٍ كان في متناولهم في كثير من لحظات اللقاء، فأخرج بنفسه كرة كانت في طريقها للشباك مُعيداً للأذهان تسببه في خروج بلجيكا من الدور الأول للمونديال الماضي.
كما كان لوكاكو بعيداً عن مستويات الحسم أمام المرمى، فأخفق في إسكان الكرة الشباك داخل منطقة الياردات الستة، وابتعدت تسديداته عن المستوى المطلوب.
وخرج لاعبو إنترميلان بقناعة بعد الخسارة المريرة مفادها أن الفريق الذي يُعول على مُهاجم مثل لوكاكو لإحداث الفارق في لقاءٍ نهائي من هذا المستوى لا يستحق الفوز في النهاية.
Rom forte di destro!#ForzaInter #ManCityInter #UCL #UCLFinal pic.twitter.com/Pm0ncK6hqW
— Inter (@Inter) June 10, 2023