لم تمنع الحرب المدمرة التي استمرت ما يقارب 15 شهراً، والتي تسببت في دمار واسع النطاق لقطاع غزة، أهل القطاع من الاحتفال بأول أيام شهر رمضان الفضيل.
“نص خبر”- متابعة
وعلى الرغم من أن المرحلة المقبلة من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس لا تزال مرهونة بتسوية لم تتبلور بعد، فإن الفلسطينيين في رفح في جنوب القطاع، تجاهلوا كل ما يمكن أن يقلقهم، واحتفلوا بإفطار اليوم الأول من رمضان بمائدة جماعية وسط دمار وركام خلفته الحرب.
وفي شمال القطاع حيث أبيدت الأحياء السكنية بالكامل، لجأ الفلسطينيون إلى خيام بدائية يقتاتون على طعام بسيط معظمه من المعلبات . قبل هذه المأساة، كان الفلسطينيون يجتمعون حول موائد عامرة داخل منازلهم، أما اليوم فقد باتت الأرض بساطهم والسماء سقفهم.
وفي مشهد آخر، اختار أحد الفلسطينيين برفقة عائلته الجلوس على أنقاض منزله المدمر لتناول الإفطار، في رسالة صمود تؤكد تمسكه بأرضه ورفضه لمخططات التهجير.
ولم يختلف الحال كثيرا في مدينة خان يونس جنوب القطاع، حيث اضطر آلاف النازحين إلى الإفطار في الخيام وسط معاناة يومية من نقص الغذاء والمياه.
ورغم كل هذا الألم لم يغب الكرم الفلسطيني، حيث وزع الناجون طعاما على عدد من المحتاجين، فيما تطوع شبان لتوزيع التمور والمياه على الصائمين.
لكن الحزن ظل الحاضر الأكبر مع غياب عشرات آلاف الفلسطينيين ممن فقدوا حياتهم جراء الإبادة الإسرائيلية، مخلفين فراغا لا يُعوض على موائد الإفطار.
وحتى السبت، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية في القطاع إلى 48 ألفا و388 قتيلا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.