في كل عام، يحتفل الناس حول العالم بقدوم السنة الجديدة بألعاب نارية ومظاهر احتفالية متنوعة. لكن ماذا عن المصريين القدماء؟ كيف كانوا يستقبلون العام الجديد قبل آلاف السنين؟
نص خبر ـ متابعة
كان المصريون القدماء يحيون احتفالاتهم الخاصة بالعام الجديد، المعروفة باسم “ويبت رينبت” أو “افتتاح العام”، من خلال مجموعة من الطقوس المميزة.
وفقًا لمعتقداتهم، كانوا يقومون بإخراج صور الآلهة من المعابد لتعريضها لأشعة الشمس، مما يُعتبر رمزًا للتجدد.
احتفالات بالقرب من الأهرامات
تجمع الاحتفالات في تلك الفترة بين الأعياد الكبرى وتقديم الهدايا، حيث كانت تُقام فعاليات احتفالية ضخمة بالقرب من أهرامات الجيزة. وقد أشار تقرير نشره موقع “لايف ساينس” إلى أن بعض تقاليد المصريين القدماء لا تزال تُمارس حتى اليوم، مثل تبادل الهدايا بين الأصدقاء والعائلة.
تاريخ الاحتفال بـ “ويبت رينبت” لم يكن ثابتًا، إذ كان يتغير بمرور الوقت. في بعض الأحيان، كان يتم الاحتفال به عدة مرات في السنة، مما يعكس غنى الثقافة المصرية القديمة. وفقًا للباحث خوان أنطونيو بلمونتي، فإن عدم وجود “سنة كبيسة” في التقويم المصري يعني أن موعد الاحتفال كان يتجول عبر الفصول المناخية.
الاحتفالات والفيضان
عند إنشاء التقويم المصري قبل حوالي 4800 عام، كان “ويبت رينبت” قريبًا من الانقلاب الصيفي، وهو الوقت الذي يتزامن مع الفيضان السنوي لنهر النيل، الذي كان يُعتبر مصدر الحياة للمزارع المصرية. ومع مرور الوقت، انتقل الاحتفال إلى ديسمبر، بالقرب من الانقلاب الشتوي.
عبادة الآلهة وتذكر الموتى
خلال احتفالات “ويبت رينبت”، كانت التماثيل التي تمثل الآلهة تُخرج إلى ضوء النهار لتجديدها بأشعة الشمس. كما كانت هناك طقوس لعبادة الآلهة وتذكر الموتى، حيث كانت الاحتفالات تُقام بجوار الأهرامات، مما يعكس أهمية هذه الأماكن في الثقافة المصرية القديمة.
لم تقتصر الاحتفالات على الطقوس الدينية فقط، بل تضمنت أيضًا أعيادًا وتبادل الهدايا، مما يُظهر روح المشاركة والاحتفال بين الناس.
في الختام، تكشف هذه العادات عن عمق الثقافة المصرية القديمة وتقاليدها الفريدة، التي لا تزال تُلهم العديد من الاحتفالات المعاصرة حول العالم.