28 أغسطس 2023
صحافة العالم – CGTN
تعُتبر العلاقات الاقتصادية التي تربط ما بين إفريقيا والصين الجزء من الكل في العلاقات الصينية – العالمية الشاملة عبر الدهور معظم بلدان المَعمورة، مذ كانت الصين قبل مئات السنين دولة إمبرطورية، وإلى الصين الاشتراكية اليوم والتي غدت الأكثر عَظَمَة، ويُلاَحَظ في العصر الراهن أن الصين تزيد باستمرار من انتاجها السلعي، وبالتالي تعميق علاقاتها الدولية، ومكانتها السياسية والاقتصادية والفكرية، ولذا ها هي تنجح في روابطها مع دول شتى القارات، وبخاصة إفريقيا الساعية بلدانها جماعةً صوب تطوير بُنيانها التحتي، وتكثير صناعاتها تلاقياً منها مع الطلب العالمي على منتجاتها الضخمة، إذ إن المشاريع الصينية واسعة النطاق، لذا نرى بكين تمد مختلف البلدان بما تحتاج إليه من قروض مُيَسَّرة، ضمنها دول إفريقيا، الغنية بمختلف الموارد الطبيعية.
ولهذا، ولغيرها من الأسباب التي تربط الصين بدول إفريقيا والعالم، لفتت جمهورية الصين الشعبية أنظار الشعوب برمتها بما يخص علاقات الصداقة الحميمة التي تعمل على التميز بها، وبالفعل ها هي قد نجحت كثيراً في هذا المضمار، فربطت تحالفات ثابتة مع إفريقيا قارةً ودولاً، سابقاً، وراهناً ومستقبلاً، وهو مَا مِن شأنه في جوهر الأمر تعظيم الصِلات الصينية – الإفريقية بتسارع، أضف إلى ذلك تجذير واحترام التفاهم المشترك بين الجانبين، والتبادل السلعي بالإتجاهين، والذي هو في صالح شعبي البلدين مئة بالمئة، كونه جاذب جداً لمختلف فئات السكان في القارة السمراء، بينما السلع “الأوروغربية” والأمريكية يَصعب شراؤها لأسباب عديدة، منها على سبيل المِثال لا الحصر، ارتفاع أسعارها التي لا تتناسب أبداً مع المداخيل الشهرية للعَمَالَة المحلية، وأوضاع السكان المالية والشرائية، وتزايد فئة الموظفين أصحاب الرواتب المتدنية عموماً والضعيفة الثابتة منها، وغيرهم من الموظفين من شرائح سكان الدول النامية والفقيرة، وتلك الصغيرة حجماً وإمكانيات، إذ إنها تتعرض لضغوطات خارجية “متواصلة”، يُراد منها غربياً أن تتراجع، بل وأن تتوقف عن علاقاتها وتنسيقاتها مع بكين، ولأجل ابتعاد الصين، كما يحلمون، عن أشكال الترابطات المُنتجة وذات المنفعة بالاتجاهين للصين ولتلكم الدول التي تُدرك بأن ارتكازها على الصين إنَّمَا هو في صالح ثبات تبادل المصالح معها والتي تَعني تبني صداقة دهرية حقيقية بين المجتمعين الصيني والعربي، بينما على العكس تماماً تجري علاقات الغرب الجماعي مع تلك الدول الصغيرة بالعصا دون الجزرة في غالبية الأحيان، بغية فرض إرادة الدول الكبيرة على الصغيرة والضعيفة، عِلماً أن عواصم الغرب لم ولا تبني لمختلف الأقطار أية منشأت وطنية إستراتيجية بالمجان.
وفي الترابطات بين الصين والدول السمراء الصديقة لها، نقرأ بإعجاب عن نمو حجم التبادل التجاري بين الصين وقارة إفريقيا بنسبة 7.4% على أساس سنوي، خلال الشهور السبعة الأولى من العام الجاري 2023م. ولهذا الأمر معنى عميق في التعاون المتبادل النفع بين قارة إفريقيا والصين الآسيوية. وفي هذا المضمار، أكدت “الهيئة العامة للجمارك الصينية”، وفقاً لِمَا أظهرته بيانات من الهيئة في بيان لها مؤخراً، أن التبادل التجاري بين الصين وإفريقيا بلغ 1.14 تريليون يوان (160 مليار دولار) خلال الفترة المذكورة أعلاه، وحافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري لإفريقيا على مدى العقد الماضي، تبعاً لبيانات الجمارك ومنظمة التجارة العالمية، بينما بلغ إجمالي التجارة الثنائية 1.87 تريليون يوان (263.3 مليار دولار) في عام 2022، أي بزيادة قدرها 14.8 بالمئة على أساس سنوي.
والجدير بالذِكر، أن الرئيس الصيني الرفيق والأخ شي جين بينغ، كان وصل إلى جوهانسبرغ لحضور قمة منظمة “بريكس” الأممية، التي عُقِدَت بين 22 – 24 أغسطس/ آب الجاري. واستناداً لوكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا”، تدعم الصين بقوة تامة التكامل الإفريقي الشامل، وتساند “الاتحاد الإفريقي” في تحقيق تقدُّم يكون ملحوظاً في الانضمام إلى مجموعة العشرين.
وأكد الرئيس شي أثناء إلقاء كلمته في القمة الـ15 لبريكس، إن دول بريكس تختار مساراتها التنموية بشكل مستقل، وتدافِع بشكل مشترك عن حقها في التنمية، وتسير جنباً إلى جنب نحو التحديث، الأمر الذي يمثل اتجاه تقدم المجتمع البشري، وسيؤثر بشكل عميق على عملية التنمية في العالم، وبأن بريكس قوة مهمة في تشكيل المشهد الدولي. وزاد الرفيق شي إن سجل إنجازات بريكس يُظهِر أن أعضاء هذه المجموعة لطالما تصرفوا وفقاً لروح بريكس المتمثلة في الانفتاح والشمول والتعاون المُربح للجميع، وارتقوا بتعاون بريكس نحو آفاق جديدة لدعم التنمية لدى الدول الخمس الأعضاء، كما أشار إلى إن دول بريكس تتمسك بالنزاهة والعدالة في الشؤون الدولية، وتدافِع عَّمَا هو صحيح فيما يتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية الكبرى، وتعزِّز صوت وتأثير الأسواق الناشئة والدول النامية، ولأن بريكس تؤيد وتمارس على نحو دائم سياسات خارجية مستقلة، مضيفاً أنها تعالج دائماً القضايا الدولية الكبرى على أساس السمات الخاصة بكل قضية، وتُدلي بتصريحات، وتتخذ إجراءات على أساس النزاهة، إذ إنها كما قال الرفيق شي، أن دول بريكس لا تقايض المبادئ، ولا تستسلم للضغوط الخارجية، ولا تتصرف كأتباع لآخرين، مؤكداً أنها تشترك في توافق واسع النطاق وأهداف مشتركة.
* أعَدَّ هذه المادة، التالية اسماؤهم:
ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: متخرجة من جامعتين أولها روسية في مدينة لينينغراد؛ وثانيها أُردنيَّة في العاصمة الأردنية عمَّان، وكاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومهندسة كيمياء صناعية، ومتخصصة جامعياً بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية سابقاً، وتحمل أوسمة رفيعة من دول صديقة وحليفة.
ـ الأكاديمي مروان موسى سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ ورئيس عدة منظمات دولية وروسية، ويحمل أوسمة من دول صديقة وحليفة.