17 يونيو 2023
نورى عيلال – دبي
استقالة مرفوقة بتغريدة، كانت كفيلة بتأجيج الوضع بين الصين وكندا، اللتان دخلت علاقاتهما الثنائية نفق الفتور على مدى السنوات الخمس الماضية.
“استقالة بوب بيكارد “رئيس الاتصالات العالمية” في “البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB)” تفتح باب المساءلة“.
نعم، إنها استقالة بوب بيكارد “رئيس الاتصالات العالمية” في “البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB)”، التي فتحت باب المساءلة على مصرعيه أمام مجلس إدارة “AIIB”، وأشعلت فتيل النار بين الصين وكندا. حيث هرعت الحكومة الكندية بعد ساعات قليلة من تغريدة بوب بيكارد إلى الإعلان عن تجميد علاقاتها مع “البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية” الذي تقوده الصين، وفتح تحقيقٍ حول مزاعم سيطرة الحزب الشيوعي في الصين على البنك.
“شكلت تصريحات وزيرة المالية الكندية انخفاضًا جديدًا في العلاقات الثنائية مع الصين“.
“وزيرة المالية الكندية” كريستيا فريلاند
تصريحات “وزيرة المالية الكندية” كريستيا فريلاند، شكلت انخفاضًا جديدًا في العلاقات الثنائية مع الصين، حيث قالت “وزيرة المالية الكندية“، أنها لا تستبعد أي نتيجة بعد استكمال التحقيق، في إشارة واضحة إلى أن أوتاوا قد تنسحب من “AIIB” الذي انضمت إليه رسميًا في العام 2017.
وزيرة المالية الكندية: “يجب على الديموقراطيات أن تكون واضحة بشأن الطرق التي تمارس بها حكومات الأنظمة الاستبدادية نفوذها“.
وجاء ضمن تصريح وزيرة المالية الكندية: “بينما تعمل الديمقراطيات في العالم على الحد من نقاط ضعفها الاستراتيجية للأنظمة الاستبدادية، يجب أن تكون واضحة بشأن الطرق التي تمارس بها هذه الحكومات نفوذها…المراجعة التي أعلن عنها ستتم على وجه السرعة…ولا أستبعد أي نتيجة بعد استكمالها“.
من جانبه، وصف “البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB)”، الذي تأسس في عام 2016، بهدف معلن وهو دعم التنمية في جميع أنحاء آسيا ، ادعاءات بوب بيكارد، بأنها “لا أساس لها من الصحة ومخيبة للآمال“.
محافظ “AIIB” ليو كون
محافظ “AIIB”: “الادعاءات التي أدلى بها بوب بيكارد، لا أساس لها من الصحة“.
ورحب محافظ “AIIB” ليو كون، من خلال بيانٍ رسمي حصلت “نُص خبر” على نسخة منه، بالمراجعة التي أعلنت عنها نائبة رئيس الوزراء الكندية. مضيفاً، أن الادعاءات التي أدلى بها بوب بيكارد “المدير العام السابق للاتصالات العالمية” في البنك، لا أساس لها من الصحة.
لودجر شوكنخت “نائب الرئيس وسكرتير عام “AIIB”
نائب الرئيس وسكرتير عام “AIIB”: “سوف نتعاون بشكل كامل… الشفافية ضرورية لثقة أعضائنا البالغ عددهم 106″.
من جانبه، أعرب لودجر شوكنخت “نائب الرئيس وسكرتير عام “AIIB” من خلال بيان البنك الرسمي، عن ترحيبه بهذه المراجعة، وقال شوكنخت: “نُرحب بهذه المراجعة، وسوف نتعاون بشكل كامل… الشفافية ضرورية لثقة أعضائنا البالغ عددهم 106، ونظرائنا متعددي الأطراف ، وشركائنا في التنمية ، ومجتمعنا المتكون من منظمات المجتمع المدني والمواطنين الذين نخدمهم “.
لودجر شوكنخت: “إجراءات المراجعة ستتم بما يتماشى مع أطر وسياسات حوكمة البنك“.
وأكد شوكنخت أن إجراءات المراجعة ستتم بما يتماشى مع أطر وسياسات حوكمة البنك ، بما في ذلك مدونة قواعد السلوك لموظفي البنك، ولوائح الموظفين، وسياسة المعلومات العامة وسياسة خصوصية البيانات الشخصية.
السير داني ألكسندر ، نائب الرئيس للسياسات والاستراتيجيات في “AIIB”
نائب الرئيس للسياسات والاستراتيجيات في “AIIB”: “إطار الحوكمة محفز بناء في توافق الآراء، وحجر الزاوية لنجاحنا حتى الآن وفي المستقبل“.
بدوره قال السير داني ألكسندر ، نائب الرئيس للسياسات والاستراتيجيات في “AIIB”: “بنكنا متنوع الجنسيات للغاية، حيث يتكون موظفونا من 65 جنسية مختلفة، ويبلغ عدد عضويتنا العالمية الآن 106… بنكنا متعدد الأطراف من حيث الروح والشخصية والممارسة… يضمن ذلك نظام الحوكمة القوي متعدد الأطراف … مع عضوية متنوعة كما هو الشأن في “AIIB”، كان إطار الحوكمة محفز بناء في توافق الآراء وحجر الزاوية لنجاحنا حتى الآن وفي المستقبل “.
بوب بيكارد “رئيس الاتصالات العالمية“المُستقيل في “البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB)”
بوب بيكارد: “هل سيكون هناك أيضًا شفافية من البنك بشأن اجتماع المشتريات الروسي“.
ولعل اجراءات مجلس إدارة “AIIB” لم تنل استحسان بوب بيكارد، ما دفعه إلى فتح باب الجدل حول علاقات البنك مع روسيا، ملمحاً بكونها “مشبوهة“. وعلقبيكارد على الاجراءات التي اتخذها مجلس ادارة البنك بتغريدات متتالية قال فيها:
“إذا لم يكن لدى “البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية” الآن “ما يخفيه“، فهل سيكون هناك أيضًا شفافية من البنك بشأن اجتماع المشتريات الروسي، الذي كان “لودجر شوكنخت” ينظمه بهدوء بدعم داخلي قوي من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني داخل البنك؟.
بوب بيكارد: “العلم الروسي من بين أقوى المؤيدين في التغريدات المؤيدة للبنك“.
وأضاف بيكارد: “ألاحظ العلم الروسي من بين أقوى المؤيدين في التغريدات المؤيدة للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية اليوم…تعد روسيا مساهمًا رئيسياً في “البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية“… وهذا ليس بالأمر المفاجئ بالنظر إلى التحالف بين الصين وروسيا “بلا حدود“”.
بوب بيكارد: “هل قام البنك الكندي بشراء سندات “AIIB””؟.
وفي تغريدة أخرى قال بيكارد: “لا شيء “تخفيه” باستثناء علاقات القوة المتبادلة بين أعضاء الحزب الشيوعي داخليًا، والتي لا يمكن رؤيتها من الخارج … أتساءل ما رأي “بنك أوف كندا” حول هذا الأمر… هل قام البنك الكندي بشراء سندات “AIIB”؟ إذا كان الأمر كذلك لماذا؟ إذا لم يكن كذلك ، فلماذا؟.
بوب بيكارد: “ما سبب قيام كندا وديمقراطيات غربية أخرى بتمويل “AIIB” في دولة “حافظ على سلامتك“؟“.
وفي تغريدة مدججة أخرى، قال بيكارد: “إن قول العديد من المواطنين وغيرهم من المهنئين “ابق آمنًا” في اليومين الماضيين، يطرح السؤال عن سبب قيام كندا وديمقراطيات غربية أخرى، بتمويل “البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB)” في دولة “حافظ على سلامتك” (إشارة منه إلى جمهورية الصينالشعبية)”.
“أدان بوب بيكارد من خلال استقالته، سيطرة أعضاء الحزب الشيوعي في الصين الشعبية على “البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية“.
يُذكر، أن بوب بيكارد، الذي تولى منصب المدير العام للاتصالات العالمية في “AIIB” مارس 2022، أدان من خلال استقالته عبر حسابه تويتر، سيطرة أعضاء الحزب الشيوعي في الصين الشعبية على البنك. لافتاً إلى أن هذه السيطرة ساهمت في تبني “AIIB” أكثر الثقافات “تسمُما” يمكن تخيلها. ودجّج بيكارد تغريدته بالقول: “لا أعتقد أن عضوية كندا في “البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية” تخدم مصالح بلدي“. معلناً بعد ساعات من تغريدة الاستقالة عن سعادته الفائقة بالعودة إلى العالم الحر، موثِقا ذالك بصورة جوية من الطائرة للأراضي الكندية.