17 يونيو 2023
لمى قنطار- كاتبة سورية
مؤخرا في ألفيتنا الجديدة بدأنا نشاهد أفلام سينمائية عالمية أو مسلسلات درامية تناقش فكرة واحدة، أو تكون حول محور واحد وهو انقراض الحياة الإنسانية على سطح الأرض. مسلسل see على سبيل المثال لا الحصر. وأتساءل دوماً كلما رأيت هذا المحور: لماذا الآن ومن المسؤول؟
هل المنتج الأوربي أصبح يأمر بما نشاهد أو المنصات باتت تعرض لمجرد العرض بدون تقديم الفكر على غرار فيلم “الأستاذ والمجنون” بطولة الرائع ميل جيبسون والعظيم شون بن، وهو يحمل فكراً عظيماً حول إعادة تجميع قاموس اوكسفورد واستخدام اللغة الأم والدفاع عنها.
لماذا بتنا بعيدين عن هذا السحر والفكر في حين أن الدارج في المجال الفني سواء دراما أو سينما هو تبني فكرة ناجحة بمردود ضخم وبناء عليها أكثر من فيلم وأكثر، كل واحد منها يستثمر نجاحاً ما ومحوراً ما، فتتكرر الفكرة أكثر من مرة ومن أكثر من زاوية.
أتساءل: هل الحكومات القوية المسيطرة باتت تتحكم بأفكار الكاتب؟ هناك من يعزو طرح فيلم الجحيم لدان براون للفكر الماسوني الذي يطمح ليحكم العالم مثلاً، ومنهم من ينقاد وراء أفكار عرافين أن في سنة معينة سوف تباد البشرية بفايروس معين ولايبقى سوى قلة تبحث عن حياة جديدة تبنيها في عالم آخر.
في كل الأحوال نريد معرفة مايجول في فكر الكاتب أو الجهة الموجهة له سواء كانت حكومة أو منظمة معينة، نعم نحن نستمتع بكل الإنتاجات حتى وإن كانت متعة بصرية فقط، إلا أنه من حقنا التفكر ومن حق أي مشاهد طرح الأسئلة لما يقدم.
بتنا نفتقد لأن نرى واقعنا محسناً، ونفتقد الأفكار الفريدة التي تجعلنا نفكر أكثر، هل نضبت الأفكار؟ لدينا مئات القضايا والقصص التي يمكن لها أن تروى، هل الفناء والدمار والحروب والأوبئة هي الحل؟
أرى أنه من الباكرا جدا طرح فناء الإنسان والإبقاء على ما يسمى النخب لأن النخبة لاتستمد نخبويتها إلا من واقع شعبها وتناوله. أضع ما تقدم بين يدي نقاد ربما يستطيعون الرد على مشاهدة عادية معنية ببقاء الإنسان.
