“نص خبر “- كمال طنوس
“الانا” جديد مروان خوري، صاحب الصوت الذي يأتي من دفء. الفنان الذي عقد وصلاً مع الجمال ومع شفاهٍ تبوح بالرقة. ومع ألحان قد تأتي على شكل موج يحرك الأعماق. وصوت مستسلم في واحة الوداعة.
مروان خوري في “الأنا” ليست كلماته وقد يظهر هذا الثقل في المعاني، في تلك الصورة الشعرية المفتقدة حيث الرقة غائبة والشعر أشبه بغربة عن السلاسة.
مروان خوري الذي نسج اسماً في جاذبية الأغنية الراقية، المتدلية بالشفافية، فإن لحن مسك الأرواح وإن كتب احترف الحلم. لا تسقط شعرة واحدة من أغانيه على قارعة النسيان، بل قادرة أن تصنع حالة وتصبح ترداداً على كل الألسن وخطاباً للروح يوحد فيه مستمعيه على الذوبان والنشوة.
“الأنا” أغنية لا تشبه ما سبق وقدمه مروان خوري. نستدل عليها من رقة صوته ومن لحن أوتاره لكن النقص واضح كأنها أغنية عرجاء يصعب حبوها وقفزها نحو القلوب.
تعامل مروان خوري في “الأنا “مع علي المولى شاعر قدم الكثير من الأغاني اللافتة والمشاعر الصاخبة لكن هذه المرة وقعت الأغنية دون تحليق، كان جسدها ثقيلاً وتفتقد روحاً تطير. المعاني قد تكون مهمة لكن روحية الشعر غائبة خلف معنى يصعب ادراكه بسهولة.
مروان خوري الذي سطر شهرة في قلوب محبيه وفتح سكة لا تشبه سواه. كتب بخط الذهب علامات فارقة لمغنين صارت اغانيهم بيارق، وترداد تسكن عمق الذاكرة.
صانع “طلع فيي ” و”خليك بحالك” لكارول سماحة أغنيات قادرة تؤسس لعواميد مسيرة فنية. كاتب وملحن أغنية “لو” و”بتمون ” لاليسا التي صداها ما زال يملأ المسكونة “ويا رايح” لنوال الزغبي أغنية تدخل العمق وتنام دهور. و”عز الحبايب” اسطورة صابر الرباعي وأغنية “بنوب” لنجوى كرم الاغنية الوحيدة التي وضعت نجوى في قوالب الطرب والترحال البعيد. جميعها أغاني قادرة أن تنقل الفنان بكلماتها إلى شواطئ الخيال والتأرجح على مراجيح الحلم. وتقدم للفنان سمة ميزتها العلو وتستدل عليها من بيارقها العالية.
لا يحتاج مروان خوري لشاعرٍ او كاتبٍ يكتب له وهو الذي فرش كلماته لفنانين وصارت أغانيهم سمة تردد الحب والعذوبة والطرب والتفرد. وصنع حالة فنية ستسمى باسمه كصانع للفن الكبير.
لكن مروان خوري استعان في “الأنا” من خارج بحره ولحن ما كتبه علي المولى ولم يكن من أحسن ما قدم. فظلم في هذا الخيار. ولم يكن ذاك التعاون الذي يعبئ الخير في سلال المواسم المتميزة. أغنية جاءت مكسورة الجناح تحلق بجناح واحد.
اغنية الأنا من الحان مروان خوري وكلمات علي المولى وهذا هو التعاون الأول بينهما. وتوزيع عمرو الخضري والكليب من امضاء وليد ناصيف.