“نص خبر” – كمال طنوس
“الانكسار” أو” إذا خسر الملك” المسلسل التركي الذي يعرض على منصة شاهد. ينقلك إلى عالم مليء بوقود الحب والشغف. عالم من القوة والطموح والرجولة الاستثنائية.
دراما الخيال التي تحاكي الواقع
خالد أرغنتش البطل في دور كينان باران محرك هذه القصة الرومانسية التي تتكأ على المال والثروة والطموح . رجل أشبه بمعجزة خرافية أنيق لحد الذهول كريم وساحر غوغائي النفس والتصرفات بالرغم من هندمته الفائقة وقدرته على إغواء النساء. شخصية البطل محاكة بصنارة الصيد التي تقدر على صيد كل غنيمة وكل طريدة. انه الفارس الحلم والسماء التي تراها النساء في يقظتها والحلم الذي يراودها في حلمها.
هذا العمل الذي يأخذ بالمنحى النفسي ومعالجة الدواخل ومنها يتشظى المستحيل والمواقف الغريبة للنفس البشرية التي تبدو مريضة وتبدو حقيقية في الكثير من المواقف.
هناك شعرة فاصلة بين الواقع والفانتازيا والحلم والغرابة. وكل هذه يعيشها البطل وتمر أمام المشاهد فصول من تصرفات الرجل الملك الذي يركِّع النساء حوله بسحره وقوته ولامبالاته، وتصبح النساء أسيرة في ملكوته الثري والشبق وأناقته الموصوفة.
البطل خالد أرغنتش وصل لنا كملك لا يمكن أن نزيح عن الإعجاب به
خالد أرغنتش غّير مشيته ليكون دجوان النساء. غيّر صوته ليكون في لسانه سحر الاقناع، غيّر في شكله مع زراعة الشعر ليكون مثال الرجل القادر على الإغواء ونجح. يبدو في العمل كغاوي محترف يجيد دوره في قوة السيطرة سواء في أعماله الناجحة أو في مكانته كرجل تهواه النساء أو في كرمه الذي يصبح وسيلة إقناع ورضوخ للأخرين. انه مجبول من سيطرة لا تفلت من ايديه زمام الأمور.
خالد أرغنتش الذي قال على لسان كينان أن الرجل بمظهره لهذا يتأنق يتعطر يضفي جاذبية على شكله بينما النساء فيما داخل مظهرها. هذه المقولة التي تقلب كل المفاهيم العصرية الحالية التي تجعل من المرأة مظهراً عند كينان الامر معكوس الرجل هو الاناقة هو المظهر هو العطر هو الجاذبية الخارجية بينما المرأة وعاء داخلي ينضح بعمق الروح بغض النظر عن المظهر.
الدراما الحبلى بالإغواء
هذه الدراما “الانكسار” نوعية أخرى من المسلسلات حيث الصراع فيها على الحب وتلك العلاقة بين الرجل والمرأة. رجل يريد الاستحواذ على كل ما يشتهيه بدون أي رادع وبدون أي حساب. النجاح ضالته سواء في العمل وجمع الثروة أو السلطة الناعمة بدون حروب نارية بل بحروب نفسية أو الحب الذي يريد اخضاع كل النساء له بنعومته ولطافته وسحره وتصرفاته فتقع النساء في حباله مغمية أمام لطفه وكرمه ولباقته.
العمل يمسك المشاهد من اللحظة الأولى عندما نرى رجل مسن في مصحة قلق وشارد. ثم يعيدنا 30 سنة إلى الخلف ونبدأ بمشاهدة هذا الرجل من صنف السلاطين أو الزعيم كل شيء ثمين بين يديه يطيح بمن يشاء ويرفع من يشاء ويتحلى بلسان معسول وبقوة خارقة في كل مجلس. هذا الرجل الصياد الذي يلاحق طرائده ويتمتع بنشوة الاستيلاء عليه وتذوقها سيصبح في نهاية الأمر فريسة لطريدته.
عندما يدخل الفقير حياة الأثرياء .. يحتدم الصراع
العمل المملوء بالثراء وطريقة حياة الأغنياء يفتح نافذة أخرى على الفقر وأهله وكيف يتعاركون وكيف النساء مسحوقة أمام سطوة الرجل. والاجمل عندما يخترق هذا الفقير صفوف الاثرياء وحياتهم ومجتمعاتهم ويعيش بين ضدين أهل الفقر وأهل الثراء . وفاطمة هي تلك الشخصية التي ستعيش هذا التناقض وتفلح ثلمها في الحياة وتكون واعية لحياة هؤلاء الاباطرة المتنعمين بالمال والمكانة وهي القادمة من تحت سقف العوز ومكانة المرأة المسحوقة. تقاتل بذكائها وتعبها وتثبت جدارتها وسط أهل الغنى وتكون صورة مختلفة عن مجتمعها الفقير وقادرة عل تحمل تبعات وصفعات كثيرة من هنا وهناك.
الخيانة والحب عماد هذا العمل. وكأن الحب لا يتضح وجهه إلا مع الخيانة. للصداقة في العمل كلمة فاصلة ومغزى واسع. يحكي عن الصداقة التي تقوم على المصلحة وتلك التي تقوم على الصدق والتضحية وتلك التي أساسها الغدر.
هذه الدراما لا بد أن تجعل المشاهد يتسمر أمامها ونحن نشاهد الملك يرتفع ويبرز تيجانه وهذا الملك نفسه سيعيش الانكسار والضعف في معركة غير واقعية وغير منطقية لانه ببساطة رجل غير سوي ولا يوجد منه سوى في الاحلام أو شذرة منه في الواقع .
يروي المسلسل كيف أن الصياد الذي يعتقد أنه لن ينزل من القمم يقع فريسة لفريسته ، وكيف أن المرأة التعيسة التي أقنعت نفسها بأنها لن تكون محبوبة تصبح صيادة في حياتها المأساوية.
فريق عمل مسلسل “الانكسار”… ا”ذا خسر الملك “
- هاليت إرجنك (كنان باران)
- مرفي ديزدار (هاندان)
- أصليهان غوربوز
- نيلبيري ساهينكايا
- مراد غاريباغا أوغلو
- سينان كاميواردو
- نالان كوروسيم
- أخلاقيات فولدن ويلو
- إزجي أولوسوي
- فرحان جولسا فارلي أوغلو
- جيهان تالاي
- Ayşen Gurler
- إيديل ينر
- علي رضا قبلاي
- فرحات يلماز
.