“التدجين” جعل عيون الكلاب “أكثر وديّة”

 

21 ديسمبر 2023
“نص خبر”- متابعة

أدى تدجين الكلاب إلى تغيير لون عيونها ‏حيث باتت أفتح من لون عيون الذئاب لكن هذا التغيّر أعطاها ‏لوناً بنياً أكثر ودية وأقل تهديداً للإنسان‎.‎
وكشفت الدراسة التي أجراها علماء من دائرة علوم الحيوان في ‏جامعة تيكيو اليابانية أن “لون قزحية الكلاب أغمق من لون ‏قزحية الذئاب، وهذا اللون الداكن يؤثر بشكل إيجابي على ‏الإدراك الحسي لدى الانسان حيال الكلاب‎”‎‏.‏
من الطبيعي أن يختار البشر الكلاب ذات العيون الداكنة، وهذا ‏الضغط الانتقائي قد يكون أدى الى تفضيل الحيوانات التي ‏‏”ينظر الى عيونها على أنها ودّية وصديقة للانسان”، بحسب ‏الدراسة التي نشرت الاربعاء في المجلة العلمية “رويال ‏سوسايتي أوبن ساينس”. ‏

تم تدجين الكلب من الذئب الرمادي بشكل تدريجي، خلال ‏الفترة من -50,000 إلى -15,000 سنة مضت‎.‎

اليوم، معظم الأنياب المرتبطة بالذئاب لها عين واحدة ذات ‏قزحية فاتحة، تميل نحو اللون الأصفر وتبرز حدقة داكنة في ‏الوسط‎.‎

على العكس من ذلك، فإن عيون الكلاب من حوالي ثلاثين ‏سلالة اختيرت للدراسة لها قزحية كبيرة وداكنة، تميل نحو ‏اللون الأحمر، ما يجعل من الصعب تمييز حدقة العين‎.‎

وقد تكون لهذا الاختلاف أهمية كبرى في تبادل النظرات بين ‏الإنسان ورفيقه الأمين. وهذا التبادل، الذي يعرف الكلب كيفية ‏استخدامه لجذب انتباه سيّده، يؤدي على سبيل المثال الى انتاج ‏هرمون الأوكسيتوسين المماثل لذلك الناتج عن تبادل النظرات ‏بين الأم وطفلها‎.‎

أظهرت دراسة أخرى أجريت في الأونة الأخيرة أن هذا ‏التفاعل يتم تسهيله، في حالة الكلاب، عبر نمو عضلات ‏الوجه، ما يسمح لها بتعديل التعبير عن نظرتها، على عكس ‏الذئاب‎.‎

لكن لماذا تجعل القزحية الداكنة الكلب محبوباً أكثر للإنسان؟

يستند باحثو تيكيو على دراسات مطبقة على الثدييات لا سيما ‏البشر، والتي ترتبط فيها حدقة العين المتوسعة، على سبيل ‏المثال، بمشاعر أكثر إيجابية من تقلص حدقة العين‎.‎

الأهم من ذلك، فان حدقية أكبر قد تكون مرتبطة أيضا بشكل ‏تلقائي بحدقية كائن حدث وبالتالي هش اكثر ومسالم. كما هي ‏الحال بالنسبة للطفل الذي يتراجع حجم حدقة عينه مع تقدم ‏العمر‎.‎

ولكن حين تكون قزحية عين الكلب داكنة جدا، وبالتالي لا ‏يمكن تمييزها عن حدقة العين، يكون لدى البشر انطباع بأنهم ‏يرون حدقة كبيرة جدا. وقالت الدراسة إن كلبا مع قزحية ‏داكنة قد ينظر اليه على انه “ضعيف ويجب حمايته”‏‎.‎

اختبر الباحثون نظريتهم من خلال عرض صور لاثني عشر ‏كلبا على بشر بنسختين: واحدة بعيون داكنة واخرى بعيون ‏فاتحة‎.‎

كان يفترض على المشاركين وصف شخصية كل حيوان على ‏انه اكثر او اقل ودية او ما اذا كان صغيرا. طلب من ‏المشاركين أيضا ما اذا كانوا يرغبون في التفاعل مع كل كلب ‏او حتى تبنيه. تكررت العملية مع مجموعة ثانية من ‏الاشخاص المختبرين‎.‎

وخلصت الدراسة الى القول إن “صور الكلاب ذات العيون ‏الداكنة كان ينظر إليها على أنها أكثر ودية وصغيرة في ‏السن” لكن اذا كان هذا الطابع سهّل التفاعل، فانه لم يكن كافيا ‏لاثارة رغبة في التبني‎.‎

يُقرّ باحثو جامعة تيكيو بان بوجود حدود لدراستهم مثل تلك ‏المتعلقة ب”الألفة” حيث انه يتم تفضيل الكلاب ذات العيون ‏الداكنة لانها بكل بساطة اكثر عددا. او اختبارات تشمل عددا ‏محدودا من أنواع الكلاب مقارنة مع كل تلك القائمة‎.‎

وأوضح طالب الدكتوراه أكيتسوغو كونو، المعد الأول ‏للدراسة لوكالة “فرانس برس” أنها “الدراسة الأولى التي ‏تتعلق بالفارق بين لون العيوان بين الكلب والذئب”. ‏

وأضاف “لكن هناك عوامل أخرى غير التفضيل البشري يمكن ‏أن تساهم في ظهور عيون داكنة لدى الكلاب”، معربا عن ‏أمله في دراسات أخرى حول هذا الموضوع بهدف “تأكيد ‏عالمية هذه الظاهرة”. ‏

قد يعجبك ايضا