التكنولوچيا والميكروتياتروا .. كتابان عن الإسبانية لخالد سالم

29 أبريل 2023
سامح محجوب / القاهرة
خالد سالم أستاذ الأدب الإسباني والمترجم يضيف كتابين إلى قائمة ترجماته من اللغة الإسبانية إلى لغة الضاد. الكتاب الأول يضم عشرين مسرحية قصيرة، ميكرتياترو، والثاني عن التكنولوجيا والمسرح.
​ومسرح الميكروتياترو، أو المسرح المقتضب، الذي يتضمنه الكتاب الأول، تجربة إسبانية رائدة، ولدت منذ أكثر من عقد في مدريد. وهذا النوع من المسرح يضع المشاهد في وضع أكثر تفاعلاً وحميميةً مع الممثل، ليشاركه في الحدث الدرامي. وهو شكل مرن يسمح بخلق قصص متنوعة وتقرب الجمهور من عالم مختلف. إنه ثقافة وفنون متعددة في تجربة فريدة من نوعها انتشرت في بقاع شتى.
​يقترح الميكروتياترو تنسيقًا للأحداث الفورية خلال دقائق ويقوم على الفورية المادية بين فضائيّ التمثيل والفرجة، على مساحة خمسة عشر مترًا مربعًا، وأداء ثلاثة ممثلين، ومدة العمل لا تزيد عن خمس عشرة دقيقة، وجمهور لا يزيد عن خمسة عشر مشاهدًا.
وفيه يضطلع المشاهد بدور بارز، في علاقة مختلطة مع المشهد انطلاقًا من المسافة القصيرة التي تفصل المشاهدين عن الفنانين. وهذه المساحة الضيقة تجعل الناس لا يشعرون بأنهم حَكم بل هم جزء من التجربة حتى عندما لا يُكسر الجدار الرابع، الاصطلاح التمثيلي الذي يشير إلى جدار متخيل، غير مرئي، يفصل الممثلين عن الجمهور.
ويشير الدكتور خالد سالم إلى أن هذا المسرح الظاهرة ولد في حي مالاسانيا في مدريد، بدءًا من حدث عرضي، ففي لحظة أراد مجلس الحي رفع النشاط في المنطقة التي كانت تكثر فيها تجارة الجنس، استولى فنانو غرافيتي وتشكيليون على محلات مهجورة لمنعه من ذلك. وكان المخرج ميغيل ألكانتود من شجع فكرة تقديم مشروع مسرحي مبتكر في ماخور مهجور في الحي.
ويكمن غرض هذه الطريقة المسرحية في التقاط جوهر الموضوع ثم التعبير عنه في فترة زمنية قصيرة بحضور عدد محدود من المشاهدين، عملاً بالمعايير التي وُضعت له مع مولده. ومن السمات المميزة لمسرح الميكروتياترو أنها تتيح تطوير العديد من المسرحيات في وقت واحد. ويجب أن تتبع عروضه الخط الموضوعي نفسه، وتسمح لكل فرقة بحرية مطلقة في الطرح والإخراج وكذلك المنظور الذي تنشده من العمل. ومن السمات الأخرى لهذه الطريقة المسرحية المبتكرة أن الأعمال لا تُعرض عادة عدة مرات في المكان نفسه، مما يجعل كلَا منها شيئًا فريدًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن هدفها هو سرد قصة بأقل عدد ممكن من العناصر، ولكن مع التركيز دائمًا على اشراك الجمهور في الوقت الحاضر. ولا يتعلق الأمر بفن الأداء performance أو التمثيل الصامت أو الارتجال، لكنها أعمال تتطلب نصًا مسبقًا وتحترم العديد من خصائص العمل التقليدي.
أما الكتاب الثاني للدكتور خالد سالم فيضم دراسات تتناول مسألة التكنولوجيا والمسرح، التكنولوجيا بمعناها الرحب منذ أن دخلت إلى هذا الفن في أبسط أشكالها إلى اليوم، ولا يقتصر الأمر على التكنولوجيات الجديدة وحدها. وهي دراسات متنوعة لأساتذة جامعات إسبانية وأميركية لاتينية.
ومعروف ما كان للتقنية من أثر على الظاهرة المسرحية على طول التاريخ. وعليه فإن الألة المسرحية يمكن أن تسمح لمفهومها الأكثر شيوعًا، أي تلك العناصر الشكلية التي تعتمد على الظروف التكنولوجية، بمعناها الواسع وليس فقط بمعنى التكنولوجيات الجديدة، وذلك على مدى تاريخ المسرح.
ومعروف ما كان للتقنية من أثر على الظاهرة المسرحية على طول التاريخ. وعليه فإن الألة المسرحية يمكن أن تسمح لمفهومها الأكثر شيوعًا، أي تلك العناصر الشكلية التي تعتمد على الظروف التكنولوجية، بمعناها الواسع وليس فقط بمعنى التكنولوجيات الجديدة، وذلك على مدى تاريخ المسرح.
وتخلق التكنولوجيا المسرحية استعارة، بناء معنى. وهذا يعني أنها في قدرتها خلق مؤثرات رمزية، مجازية، أو تكون خلاقة لما هو عجائبي، سحري، يوتوبي، يؤدي دورًا بارزًا في العمل.
حري أن نشير إلى أن إسبانيا كرمت الدكتور خالد سالم مرتين لدوره البارز في ترجمة المسرح الإسباني، نصوصًا وكتبًا في النظرية. كانت الأولى بمنحه نيشان جمعية مخرجي المسرح الإسباني والثانية تمثلت في حفل أقامه له معهد ثربانتس في القاهرة

قد يعجبك ايضا