14 يونيو 2023
نص خبر _ فرانس برس
توصل باحثون في دراسة حديثة إلى أن القطب الشمالي سيكون خالياً من الجليد البحري في بدايات العقد المقبل، أي في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعاً في السابق.
واستخدم العلماء المقيمون في كوريا الجنوبية وكندا وألمانيا بيانات الرصد من عام 1979 وحتى عام 2019 لإجراء عمليات محاكاة جديدة. وأجمعوا في بحثهم، الذي نشرت نتائجه مجلة “نيتشر كومونيكيشنز”، أن أول سبتمبر _ من دون جليد بحري _ سيحلّ في وقت مبكر بين عام 2030 إلى 2050.
ويُعرف بأن سبتمبر هو الشهر الذي يصل فيه الجليد عادة إلى الحد الأدنى السنوي.
ويشير الباحث في جامعتي بوهانغ ويونسي الكوريتين الجنوبيتين، سونغ كي مين، المشارك في إعداد الدراسة، إلى أن الموعد المتوقع سيكون قبل عقد تقريباً من التوقعات الأخيرة الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أي الخبراء المناخيون المفوضون من الأمم المتحدة.
وأيضاً، يعتقد الباحثون أيضاً أن انحسار هذا الجليد يمكن أن يُعزى بشكل أساسي إلى انبعاثات غازات الدفيئة، فيما عوامل أخرى (بينها الهباء الجوي، والنشاط الشمسي والبركاني) لها أهمية أقل بكثير.
يتكون الجليد البحري من المياه المالحة على سطح المحيط، والذي تجمد تحت تأثير البرد. ولا يتسبب ذوبانه بشكل مباشر في ارتفاع مستوى المحيطات (على عكس مستوى الغطاء الجليدي والأنهار الجليدية)، ولكن مع ذلك له عواقب وخيمة.
ما أهمية الجليد البحري؟
يؤدي هذا الجليد دوراً مهماً جداً في الصيف، من خلال إعادة عكس أشعة الشمس، ما يجعل تبريد القطب الشمالي ممكناً. لكنّ هذه المرآة العاكسة تتقلص سريعاً، وبالتالي فإن القطب الشمالي يسخن بشكل أسرع بكثير من المناطق الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يشير سونغ كي مين إلى أن اختفاء الجليد سيسرّع من الاحترار في القطب الشمالي، ما قد يزيد الظواهر الجوية المتطرفة في المناطق الواقعة عند خطوط العرض الوسطى، مثل موجات الحرارة وحرائق الغابات.
ذوبان الجليد يسرع الاحترار من خلال ذوبان التربة الصقيعية، وكذلك قد يسهم في ارتفاع مستوى سطح البحر عن طريق ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند
وكذلك، يقول ديرك نوتس، من جامعة هامبورغ، وهو مشارك آخر في الدراسة، إن هذا سيكون أول عنصر رئيسي نخسره في نظامنا المناخي من خلال انبعاثات غازات الدفيئة. ويأسف لكون العلماء يحذرون من هذا الأمر منذ عقود، ومن المحزن أن نرى أن هذه التحذيرات في الغالب لم تلقَ آذاناً صاغية.
هذا و يأمل نوتس أن يهتم صناع القرار بنتائج الباحثين حتى نتمكن على الأقل من حماية المكونات الأخرى لنظامنا المناخي، والحد من الاحترار المستقبلي قدر الإمكان.