عدي الكفاري – كاتب من العراق
يقول المستشرق الألماني “دوهامر” إن العرب عندما جلب لهم أبناء عمومتهم (الفينيقيون) البعير من أواسط آسيا، فتنوا بهذا المخلوق اشد فتنة واشتقوا أكثر من 5644 كلمة من الإبل، ونذكر منها على سبيل المثال: جميل وجمال وجميلة بمعنى حسن الخلقة. اشتقوا كل ذلك من كلمة (جمل) وهو ذكر الإبل، كذلك اخذوا المعنى ذاته بكلمة جميل أي الإحسان.
كما اشتقوا من أنثى الإبل (الناقة) كلمات عدة مثل: أنيق متأنق وأنيقة، وتعني حسن المظهر. وليس هذا وحسب، بل اشتقوا كلمات أخرى من أدوات وأعمال تتعلق بالإبل، مثل كلمة: (عقل) من عقال الإبل، لأنه يعقلها عما لا ينبغي. وكلمة (إحباط) الحبط هو الجمل الذي امتلأت بطنه من الكلأ فلا يستطيع الحركة، و(الزبد) بفتح الزاي وهو ما يخرج من فم الإبل، ومنه انسحبت الكلمة على زبد البحر، وفعل (برك) أي جلس، ومنه كلمة مبروك، و(عظيم) أي الجمل ضخم العظم، و(الهيام) ويقال هام على وجهه من شدة الشوق وفي الحقيقة (الهيام) هي الإبل التي لا تقوى على العطش، و(الحايل) وهي الناقة التي مرّ عليها عام دون أن تحمل ومنها اشتقت كلمة حول وحوليات، و(القائد) وهو ذكر الابل الذي يتقدم القطيع و(الذود) وهي العشرة من الابل، و(ليلى) وهي قطيع يفوق الـ 300، و(الفصيل) أي صغير الناقة وجمعها فصائل. إلى جانب كلمات كثيرة من مثل وراد وشارد والهياج والغادر وتواتر وغرام وشوق ومسير وغيرها الكثير.
وليس هذا فحسب بل إن أوزان الشعر العربي معظمها اشتقت من حركات مسير الإبل وحدوها، تصوّر أنه من هذا الكائن وحده اشتقت العربية أكثر من خمسة آلاف كلمة .
ملاحظة على الهامش: من الآن فصاعداً أرجو أن تتمعن بكلمات الغزل التي تقرأها أو تكتبها فأن لها أصلاً يتصل بالأباعر. ودمتم.