6 ديسمبر 2023
صحافة العالم – ناشيونال إنترست
هل تشكل الجولة الدولية للجنة الوزارية الإسلامية التي أقرتها القمة العربية الإسلامية في السعودية هذا الشهر تحولا محوريا في المشاركة الدبلوماسية العالمية للشرق الأوسط واستراتيجياته مع القوى الخارجية الرئيسية؟ وتعيد الثقة والتعاون بين الولايات المتحدة والصين؟ صحيفة ناشيونال إنترست ترى ذلك.
تشمل تلك الجولة زيارات إلى الدول الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن بهدف الضغط عليه للوصول إلى هدنة إنسانية مستدامة ووقف دائم لإطلاق النار.
بدأت الرحلة الدبلوماسية بزيارات إلى الصين وروسيا. وانخرطت في محادثات رفيعة المستوى مع وزيري خارجية البلدين. وأعقب ذلك اجتماع وزاري في لندن مع وزير الخارجية الجديد، ديفيد كاميرون. وتخطط اللجنة لزيارة فرنسا لحشد دعم حلفاء إسرائيل الأوروبيين الرئيسيين.
تشير الجولة إلى نظام ناشئ متعدد الأقطاب؛ حيث تقوم دول الشرق الأوسط بتنويع ارتباطاتها الإقليمية لمواجهة التحديات. ويعكس موقف دول الشرق الأوسط دور الصين المتنامي في الشرق الأوسط، والذي يشكل تحديا لدور الولايات المتحدة ونفوذها. وسبب تنويع هذه الدول ارتباطاتها هو انحياز الولايات المتحدة المطلق لإسرائيل.
لكن يجب أن يتم النظر إلى الأمور من منظار آخر. كأن تكون هذه فرصة للتعاون الدبلوماسي في المنطقة المضطربة، نظرا لما تتمتع به القوتين من نفوذ على مختلف الأطراف. فالولايات المتحدة لها حضور إقليمي طويل في الشرق الأوسط، والصين تتمتع بنفوذ اقتصادي. وهذا يهيئ الفرصة للعمل ضمن إطار تعاوني مستوحى من قصة نجاح الاتفاق الإيراني السعودي لإنهاء الحرب في غزة.
وهناك مصالح مشتركة للولايات المتحدة والصين؛ كتجنب المزيد من الصراع في الشرق الأوسط، وتحسين الظروف الاقتصادية المحلية، ومعالجة ملفات السياسة الخارجية المتعلقة بالحرب في أوكرانيا وغزة، وتغير المناخ، وإدارة العلاقات الثنائية بينهما. وكان لقاء جو بايدن مع تشي جين بينغ مؤخرا والاتفاق على إنشاء قنوات اتصال عسكرية مؤشرا على احتمال تحسن العلاقات.
ومن يدري فقد تعيد هذه الأجواء الثقة والتعاون بين الولايات المتحدة والصين من خلال تعزيز السلام في الشرق الأوسط والعالم والخروج من الصراع بصيغة رابح – رابح.