الحرفة اللبنانية.. عملة نادرة بانطفاء شعلة الصناعة اليدوية

5 أكتوبر 2023

“نص خبر”-بيروت

في بلدة جزين في جنوبي لبنان، لا يزال قلة من الحرفيين يحملون شعلة صناعة السيوف وأدوات المائدة التقليدية في محاولة للحفاظ على حرفة يدوية يعود تاريخها إلى قرون.

يوضح ذلك صانع السيوف والخناجر وأدوات المائدة التقليدية في القرية، أنطوان شاهين، قائلا لرويترز ” بدأت هذه الصناعة مطلع القرن السابع عشر  عندما انتقل أجدادنا للعيش هنا. وكان السكان بمعظمهم من الصناعيين، يحترفون عمل الإزميل، ويعملون بالفؤوس ليشطفوا فيها الحطب وسكك الفلاحة. ومع احتدام الحروب، اضطروا الى صناعة الاسلحة والسكاكين، ولاسيما في الحرب بين فخرالدين وبشير الشهابي. وطوروا صناعة السيوف ومن ثم طوروها الى السيوف المزخرفة للديكور لتتعلق في البيوت والصالونات”.

ويؤكد شاهين أنه وأمثاله من الحرفيين في جزين يتابعون عملهم بشغف ويحسنون أداءهم بمرور الوقت، وفي ذات الوقت يعبر عن قلقه من اتجاه هذه الحرفة نحو الانقراض لعزوف الأجيال الجديدة عن تعلمها، يقول شاهين: “لا أحد هنا في هذه المنطقة ينوي تعلم هذه الحرفة. يأتي الشاب  لأشهر قليلة ثم ينسحبون”.

وتشتهر جزين بصناعة الخناجر والسيوف وأدوات المائدة التقليدية، وكان من نتيجة ذلك إنتاج قطع مميزة بيع بعضها لملوك ورؤساء دول، بحسب كثيرين بينهم شاهين.

ويشدد حرفي آخر  في جزين، هو صانع السيوف والخناجر وأدوات المائدة التقليدية أيضا، مارون عون، على الأثر السيء للأزمة المالية في لبنان على الصناعة التقليدية التي يعمل بها وما ألحقه ذلك بأرباح من يعملون بها. يقول: “كنا في السابق نجول في أصقاع العالم، ولكن بارتفاع أسعار التذاكر بتنا محصورين داخل قرانا فحسب”.

 

قد يعجبك ايضا