الذكاء الاصطناعي والقواعد الجديدة لـ “لعبة الشهرة”؟

16 ديسمبر 2023
نص خبر ـ متابعة

بات مصطلح الذكاء الاصطناعي مألوفاً جداً خلال عام 2023، بفعل التحوّل الجذري الذي أحدثه ظهور الجيل الجديد من هذه التكنولوجيا، والمعروف بـ “الذكاء الاصطناعي التوليدي”.

التكنولوجيا الجديدة دفعت مديري الأعمال للبحث بشكل متزايد في التغييرات الهائلة التي ستحدثها هذه التكنولوجيا الذكية في مشهد الأعمال.

ويُجمع الخبراء على أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن خلال السمات التي يمتلكها، سيوفّر فائضاً من الآفاق لأنشطة الصناعات، إذ من المتوقع أن يصبح الوسيلة الوحيدة للتعامل مع الأعمال في المستقبل، كونه بارعٌ في معالجة وتحليل المهام بشكل سريع جداً، ما سيمكن البشر من استخدام هذه التكنولوجيا كأداة داعمة للتغلب على العواقب المحتملة في العمل وتبسيط عملية صنع القرار.

وفي وقت يدعو فيه مديرو الأعمال، للنظر إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي كحليف وأداة داعمة للبشر في أعمالهم، فيبدو أن هذا الواقع لا ينطبق على جميع أنواع الأعمال، فالسياق الجديد للذكاء الاصطناعي يلقي بظلاله بقوة على نجوم الفن في العالم، الذين يشعرون بالقلق من أن هذه التكنولوجيا سوف تسرق مواهبهم، وتضعف نجوميتهم وتمنح الفنانين الأقل موهبة، المهارات اللازمة لسرقة انتباه جمهور.

ويرى الخبراء أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، سيعيد تشكيل مفهوم النجومية، وأن أثاره على صناعة الفن ستكون متعددة الأوجه، إذ سيكون نجوم الفن في العالم بحاجة للحماية من منافسيهم الآليين من برامج وأدوات تعمل بالذكاء الاصطناعي، مما يثير تساؤلات حول حدود الملكية الفكرية، والآثار الأخلاقية للمحتوى الذي ينتج عن هذه التكنولوجيا، القادرة على استنساخ أصوات وأشكال المشاهير.

بل وتستطيع هذه التكنولوجيا تحدي المفاهيم التقليدية من خلال استخدام أصوات فنانين رحلوا عن هذه الحياة، لإنتاج أعمال جديدة، ما سيخلق حالة من الإرباك والتخبط على الساحة الفنية.

ويقول الإعلامي والكاتب المختص بالشؤون الفنية بيار البايع، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إنها ليست المرة الأولى التي تغير فيها التكنولوجيا قواعد “لعبة الشهرة”، فمنذ ظهور الصحف والسينما والراديو والتلفزيون، وأخيراً وسائل التواصل الاجتماعي، لعبت التكنولوجيا دوراً كبيراً في تغيير مفهوم النجومية.

وساهمت التقنيات الجديدة في جعل المشاهير أكثر شهرة، من خلال إيصال أعمالهم للجمهور بسهولة، في حين فتحت وسائل التواصل الاجتماعي الأبواب، أمام أصحاب المواهب لإبراز ما يمتلكونه من قدرات، ومنحتهم الفرصة كي يصبحوا مشهورين حقاً في الحياة، بحسب تعبيره.

ولفت البايع إلى أن المفارقة هذه المرة تكمن في أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي قد تلعب دوراً في فقدان نجوم الفن لبريقهم، من خلال تقديم نسخة آلية محسنة عنهم، وذلك اعتماداً على البيانات الخاصة بهؤلاء النجوم، من صور وفيديوهات وبصمة صوتية، في المقابل ستيتح الأدوات المتطورة للذكاء الاصطناعي للأشخاص “الأقل موهبة”، الاستفادة من مهارات كبيرة للفت أنظار الجمهور، بناءً على قدرات لا يتمتعون بها.

ويوضح أن ما يزيد من تعقيد الوضع هو سهولة تطوير ونشر البرامج والتطبيقات، العاملة بالذكاء الاصطناعي الجديد، من قبل أي طرف ودون أي رقابة، وهذا الأمر نتج عنه في عام 2023، طرح العديد من الأغاني بأصوات الكثير من الفنانين دون علمهم.

قد يعجبك ايضا