السدة الرئوية المزمنة(COPD)
د/ عبير محمد راوي حمادة
14 فبراير 2022
تعتبر الرئة من أكثر أجهزة الجسم حيوية وأكثرها عرضة للأمراض،ومن الملاحظ أن عدم القدرة على التنفس هو أكثر شعور يعذب ويؤلم المريض،كما أن الرئتين هما أكبر عضو داخلي في الجسم وهو الذي يتعرض باستمرار إلى البيئة الخارجية،وكل شخص يتنفس فهو عرضة للعوامل المعدية والسامة التي تكون في الهواء.
ومما لاشك فيه أن أمراض الجهاز التنفسي تمثل عبئاً صحياً هائلاً في جميع أنحاء العالم،ومن هذه الأمراض مرض السدة الرئوية المزمنة والذي يعتبر من الأمراض الصدرية الهامة التي يمكن تفاديها والوقاية منها،ويقدر أن أكثر من 200 مليون شخص يعاني من مرض السدة الرئوية المزمنة (COPD) في العالم من بينهم 65 مليون شخص تتراوح شدة المرض من متوسط إلى شديد. كما أنه يمثل ثالث سبب رئيسي للوفاة حول العالم،أما في المملكة العربية السعودية فإن معدل انتشار مرض السدة الرئوية المزمنة يعادل 4.2% من السكان فوق عمر 40 عاما.
تعريفه:
هو عبارة عن مصطلح يستخدم للإشارة إلى مجموعة أمراض الجهاز التنفسي التي تعيق حركة تدفق الهواء والمشتركة في الأعراض العامة وتم اختصاره إلى حروف أربعة هي «COPD» كناية عن «Chronic Obstructive Pulmonary Diseases»، وهو إسم عام يطلق على عدد من حالات التهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة.
أسبابه:
يعتبر التدخين من أهم وأول العوامل المسببة له ويعادل 90% من مجمل مسبباته سواء التدخين الإيجابي أوالتدخين السلبي،ويتسبب دخان التبغ في تدمير أنسجة الرئة وانسداد في الشعب الهوائية الصغيرة،مما يؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية وانتفاخ الرئة والتي تعتبر من الأمراض الرئيسية المسببة لمرض السدة الرئوية المزمنة،كما يعتبر تلوث الهواء الذي نستنشقه ثاني مسبباته.
إن التعرض المهني للمستنشقات أثناء الزراعة،والتعدين،والبناء، والنقل والصناعات التحويلية تشكل محفزات هامة لمرض السدة الرئوية المزمنة على مستوى العالم.
كماتشمل لمخاطر الأخرى لهذا المرض المتلازمات الوراثية، مثل نقص ألفا 1 أنتيتريبسين (antitrypsin1α)
سؤال:هل كل المدخنين سوف يصابون بهذا المرض؟
-الإجابة: لا،وإن من رحمة الله بعباده أن 15-20% فقط من المدخنين معرضون للإصابة بمرض السدة الرئوية المزمنة ولهذا فإن العوامل الوراثية تلعب دوراً هاماً في حدوث المرض.
أعراض المرض:
1.ضيق النفس.
2.زيادة افراز البلغم.
3.كحة مزمنة مصحوبة بالبلغم، ومعظم الأيام خلال 3 شهور متتابعة لعامين متتالين مع استثناء أسباب البلغم الأخرى.
4.الشعور بالتعب والاجهاد.
5.التهابات في الجهاز التنفسي السفلي.
6.كما يتسبب في حدوث اضطرابات في التنفس أثناء النوم وإصدار صوت صفير.
7.ومع استمرار المرض وتفحله تأخذ الأوعية الدموية الرئوية في الضيق مما قد يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
مضاعفات المرض:
•الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي والسفلي: يكون المصاب بمرض الانسداد الرئوي المزمن أكثر عرضة لنزلات البرد المتكررة، والأنفلونزاوالالتهاب الرئوي،بالإضافة إلى ذلك، يمكن لأي عدوى في الجهاز التنفسي أن تجعل التنفس أكثر صعوبة وتلحق الضرر بأنسجة الرئة.
•ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي: قد يسبب هذا المرض ارتفاعًا في ضغط الدم في الشرايين التي تجلب الدم إلى الرئتين (ارتفاع ضغط الدم الرئوي).
•اضطرابات في القلب: لأسباب غير مفهومة، يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك النوبات القلبية.
•سرطان الرئة: المدخنون المصابون بالتهاب الشعب الهوائية المزمن أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الرئة من المدخنين غير المصابين بالتهاب الشعب الهوائية المزمن.
•الاكتئاب: قد يصاب بعض المرضى بالاكتئاب نتيجة صعوبة التنفس وعدم قدرة المريض على القيام بأنشطة الحياة المعتادة.
تشخيص المرض:
أولاً:التاريخ المرضي: يتم تتبع الأعراض مثل الكحة المزمنة – ضيق التنفس-قلةالمجهود…إلخ.
ثانياً:الفحص الاكلينيكي: يتم فحص الصدر جيداً وسماع صوت التنفس باستخدام سماعة الطبيب مما يفيد وجود صفير على الصدر-زيادة مدة الزفير بالنسبة للشهيق مع وجود أصوات حركة البلغم اثناء التنفس.
ثالثاً:وظائف الرئة: توضح انسداد الشعب الهوائية والذي يظهر تحسناً طفيفاً بعد استخدام البخاخ وربما لا يحدث هذا التحسن نتيجة شدة المرض.
رابعاً: أشعة الصدر العادية والمقطعية والتي توضح التهابات الشعب الهوائية وانتفاخ الرئة.
علاج المرض:
إن هذا المرض يمكن علاجه أو منع حدوثه كما أنه بالإمكان تجنب مضاعفاته.
أولاً الوقاية: يعتبر الحد من التدخين هي الأولوية الأولى والأهم في الوقاية من مرض السدة الرئوية المزمنة.
1.الإقلاع عن التدخين.
2.الابتعاد عن الأماكن التي يكثر فيها التدخين.
3.تجنب العوامل المحفزة الأخرى وتلوث الهواء.
4.السيطرة على التعرض المهني للغبار والأبخرة.
ثانياً:العلاج:
يطلب قياس التنفس في التشخيص السريري لمرض السدة الرئوية المزمنة،لتجنب الخطأ في التشخيص وتقييم شدة الحد من تدفق الهواء.
لايوجد علاج نهائي وفعال لمرض السدة الرئوية المزمنة، لكن تغيير نمط الحياة مع بعض الأدوية تساعد في التحسين من الأعراض التي يعاني منها المصاب وتلافي مضاعفات المرض.
1.موسعات الشعب الهوائية المستنشقة هي الأدوية الرئيسية لعلاج هؤلاء المرضى.
2.استخدام المضادات الحيوية لعلاج التهابات الجهاز التنفسي.
3.قد يحتاج المرضى الذين يعانون من مستويات منخفضة من الأوكسجين في الدم إلى امدادهم بالأوكسجين.
4.الحفاظ على اللياقة البدنية أمر رئيسي لأن صعوبة التنفس قد يؤدي إلى قلة النشاط وعدم التأقلم لاحقًا وبالتالي،إعادة التأهيل الرئوي الذي يقوم على الممارسة مهم لمعظم الأشخاص الذين يعانون من مرض السدة الرئوية المزمنة.
ثالثاً:تجنب المضاعفات:
1.التطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية قد يقلل من خطر التهيجات الحادة والتهابات الشعب الهوائية الحادة الناجمة عن الأنفلونزا.
2.علاج الأمراض الأخرى مثل: السكري،وارتفاع ضغط الدم وغيرهم من الأمراض المزمنة يمدد حياة العديد من المرضى.
3.التطعيم ضد الالتهاب الرئوي.
4.التطعيم ضد الكورونا وجميع اللقاحات المستحدثة لاحقا.
______
*استشارية الأمراض الصدرية بمستشفيات الحمادي بالرياض
أستاذ م. الأمراض الصدرية – كلية الطب- مصر