“نص خبر”- الرياض
أكد الدكتور يوسف النمراوي استشاري الأمراض الباطنية في مستشفيات الحمادي في الرياض، على ضرورة أن تقوم المرأة الحامل بإجراء فحص شامل للدم،وقال:إن المريضة المصابة بسكري الحمل لديها احتمال قوي للإصابة بمرض السكر من النوع الثاني عقب الولادة، وخاصة من يعانين من السمنة .
جاء ذلك في حوار مع د. يوسف النمراوي حول الحمل،ومرض السكر،أكد فيه أن مريضة السكري يمكنها أن تحمل وأن تلد طفلا طبيعياً تماماً،أما سكر الحمل فهو حالة من إرتفاع السكر في الدم وظهور أعراض مرض السكري خلال فترة الحمل لدى المرأة التي لم يسبق لها وأن شخصت بالسكري من قبل وينتهي مع إنتهاء الحمل يعتبر بمثابة تحذير من قدوم السكـري في المستقبل ويعتبره البعض مرحلة مبكرة من السكري النوع الثاني،وفيما يلي نص الحوار:
متى ينبغي اجراء الفحص اللازم لاكتشاف السكري عند السيدة الحامل؟
يفضل أن يتم اجراء فحص السكري في حالة الصيام لكل سيدة تنوي الحمل مرتين على الأقل ثم لا بد من عمل OGTT تحمل السكر الفموي عند تشخيص الحمل للسيدات اللواتي لديهن مؤشرات قوية لاحتمال الإصابة بسكر الحمل وهي:السمنة،والإصابة السابقة بسكر الحمل،ووجود سكر فى البول،وتاريخ إيجابي للسكري فى الأسرة،والحمل في سن متأخرة،والولادة السابقة لطفل يتجاوز وزنه 4 كلغ،والسن أكثر من 25 عاماً،والإنتماء إلى عرق معروف بزيادة الإصابة بالسكري مثل الهنود الحمر وسكان استراليا الأصليون والعرب وفي حالة عدم وجود سكر فى الحمل يعاد اجراء السكر الفموي في الدم في الفترة من الأسبوع الرابع والعشرين إلى الثامن والعشرين من الحمل،ويوصى بعمل منحنى السكر في الدم فى هذه الفترة لكل السيدات الحوامل.
ما هو مستوى السكر الطبيعي في الدم أثناء الحمل؟
تحدث بعض التغييرات الفسيولوجية لدى الحوامل تؤدى إلى انخفاض مستوى السكر في الدم عما كان عليه قبل الحمل ولذلك فإن مستوى السكر في الدم صائماً يكون من 60 – 80 ملغم/دل وبعد الإفطار بساعتين يكون أقل من 120 ملغم/ دل.
وما هو مستوى السكر في الدم عند السيدة المصابة بسكر الحمل؟
يتم تشخيص سكر الحمل باستخدام اختبار تحمل السكر الفموي 100 غم سكر عند تشخيص الحمل وتعتبر المريضة مصابة بسكر الحمل في حالة وجود نتيجتين إيجابيتين أو أكثر من الآتي:
•مستوى السكر في الدم صائماً 95 ملغ م/دل أو أكثر.
•مستوى السكر في الدم بعد ساعة من الغلوكوز 180 ملغم / دل أو أكثر
•مستوى السكر في الدم بعد تناول الغلوكوز بساعتين 155 ملغم/ دل أو أكثر
•مستوى السكر في الدم بعد ثلاث ساعات 140 ملغم/ دل أو أكثر
وما مصير سكر الحمل بعد الولادة؟
إن المريضة المصابة بسكري الحمل لديها احتمال قوي للإصابة بالنوع الثاني من السكري عقب انتهاء الحمل وخاصة من تعاني من السمنة وربما يختفى السكري بعد الولادة ليداهم المريضة مرة أخرى في حمل آخر في المستقبل.
وبماذا تنصح مريضة السكرى التي ترغب فى الحمل؟
تبدأ مسيرة السيدة المصابة بداء السكري قبل مرحلة الحمل.تسمى تلك الفترة بمرحلة ما قبل الحمل،وفي هذه المرحلة تبدأ السيدة الراغبة بالحمل باطلاع طبيبها على رغبتها بالحمل ليبدأ التخطيط لحدوث حمل آمن.
تكمن أهمية المتابعة لضبط سكر الدم في مرحلة ما قبل الحمل في تقليل مضاعفات السكري على الجنين خاصة في مرحلة التكوين الأولى والتي تحدث بين الأسبوع الرابع والثامن وذلك لتجنب حدوث التشوهات الخلقية أو الإجهاض المبكر أو المضاعفات الأخرى التي قد تحدث نتيجة ارتفاع مستوى سكر الدم.
إجراء التحاليل الآتية:
-مستوى الهيموغلوبين السكرى فى الدم والمستوى المثالي له أقل من 6%.
-تحليل نسبة الكرياتنين في الدم وتحديد نسبة الزلال فى البول.
– FT4, TSH : وظيفة الغدة الدرقية لاستبعاد وجود زيادة أو نقص فى هرمونات الغدة الدرقية عند مريضة السكرى النوع الأول.
– المتابعة المنزلية للسكر فى المنزل يومياً: ويكون العلاج ناجحاً إذا كانت مستويات السكر فى الدم: 70-100 ملغم/ دل صائم. بعد الأكل بساعة أقل من 140 ملغم/ دل.
– التوقف عن استخدام الحبوب المخفضة للسكرى في مريضة السكري النوع الثاني واستخدام الأنسولين في جرعات يحددها الطبيب.
ملاحظة: حبوب منظم السكر، تعتبر آمنة أثناء الحمل ويمكن الإستمرار فيها للسيدات الحوامل اللاتي لديهن أكياس على المبيض أو زيادة مفرطة بالوزن.
-إجراء فحص لقاع العينين لأن الحمل قد يؤدي إلى حدوث اعتلال الشبكية,أو تدهور هذا الاعتلال إن كان موجوداً من قبل.
-متابعة ضغط الدم والسيطرة على ارتفاعه. يحدث ارتفاع ضغط الدم في مريضة السكري النوع الأول نتيجة لوجود الاعتلال السكرى بالكليتين.
وقد تنصح المريضة بعدم الحمل إذا كان مستوى الكرياتنين فى الدم أكثر من 3 ملغم/ دل أو مستوى الزلال فى البول أكثر من 2 غم/ 24 ساعة.
أما ارتفاع ضغط الدم عند مريضة السكرى النوع الثانى فهو كثيراً ما يصاحب السكري, أما الأدوية المخفضة لضغط الدم فيمنع استخدام الأدوية الآتية:
-مدرات البول
-الأدوية المثبطة للخميرة المحولة للأنجيوتنسين
-لابد من علاج المشاكل التي تصيب الجهاز العصبى التلقائي فى مريضة السكرى مثل:ضعف حركية المعدة مما يؤدي إلى بطء تفريغ المعدة من الاحتباس البولي،وعدم الإحساس بنوبات انخفاض السكر انخفاض الضغط عند الوقوف.
-متابعة تحليل البول للأستيون له أهمية كبيرة في اكتشاف بوادر غيبوبة ارتفاع السكر الاستيونية فى مرضى السكرى النوع الأول,أما أن اكتشاف الاستيون في البول قد يكون نتيجة عدم أخذ المريضة وجبات كافية وتخفيض السعرات الحرارية بشكل شديد في محاولة للسيطرة على السكري.
وما هي مضاعفات سكر الحمل على الأم والجنين؟
-المخاطر التى تصيب الأم :
1 -زيادة معدل العمليات القيصرية.
2 -ارتفاع ضغط الدم.
3 -ما قبل إرجاج الحمل أو إرجاج الحمل. ( Preeclampsia and Eclampsia )
4-زيادة السائل الأمينوسي.
5-الإصابة بمرض السكري النوع الثاني.
المخاطر التى قد تصيب الجنين أو حديثي الولادة:
-الوفاة داخل رحم الأم.
– كبر حجم الجنين،مما يؤدي لوفاة الجنين أو الحاجة إلى عملية قيصرية.
-التشوهات الخلقية.
-الولادة المبكرة.
-زيادة نسبة الصفراء بالدم.
-انخفاض نسبة السكر فى الدم.
-زيادة عدد كرات الدم الحمراء.
-انخفاض نسبة الكالسيوم بالدم.
-الوفاة.
ويكون الطفل المولود للأم التي عانت من سكر الحمل أكثر عرضة في فترة الشباب للإصابة بمرض السكر والسمنة.
وما هي خطة العلاج للسيدة الحامل المصابة بسكر الحمل أو لمريضة السكرى التى تحمل؟
-إجراء تحليل منزلى يومي بالجهاز فى المنزل صائماً قبل وبعد الوجبات.
أفضل المعدلات للسكر هي:
-أن يكون صائماً 95 ملغم/ دل أو أقل من ذلك
-بعد الأكل بساعة 140 ملغم/ دل أو أقل
-بعد الأكل بساعتين 120 ملغم/ دل أو أقل
-مراقبة ضغط الدم.
– مراقبة وجود زلال في البول.
– مراقبة الجنين بواسطة جهاز الامواج الصوتيه (ultrasound)
– الحمية الغذائية المناسبة
-الانتباه إلى الوزن المعتدل والغذاء الصحي والإبتعاد عن النشويات والحلويات والتمر والعسل ومناقشة هذا الموضوع مع الطبيب المعالج ومع أخصائي التغذية.
– الإنسولين: أثبتت الدراسات أن الإنسولين – بالإضافة إلى الحمية – يقلل من حدوث زيادة في حجم الجنين.
-تعتمد كمية الإنسولين على قراءات السكر في الدم.
-لا ينصح باستخدام خافضات السكر الفموية خلال الحمل لعدم ثبوت سلامتها على صحة الجنين ، ومنظم السكري فلا مانع من استخدامه أثناء الحمل.
-تنصح السيدة المصابة بسكري الحمل بممارسة التمارين الرياضية المعتدلة وممارسة المشي.
الولادة:
-تتم الولادة في الأسبوع الثامن والثلاثين وذلك تحسبا لزيادة حجم الجنين
-لا بد من الولادة في المستشفى،وتحت إشراف طبيب الولادة،ووجود اختصاصي حديثي الولادة لمتابعة المولود وإعطائه الرعاية اللازمة.
ما بعد الولادة:
قد يكون الحمل سببا في الكشف عن مرض السكري. ولهذا يجب على المصابة بسكري الحمل متابعة العلاج بعد الولادة واتباع الخطوات التالية:
•تقليل الوزن عن طريق الحمية و ممارسة الرياضة.
•الامتناع عن التدخين لأنه مرتبط بمقاومة الإنسولين.
•الرضاعة الطبيعية ( إذا لم يصاحبها زيادة في تناول الطعام) وذلك لمساعدتها على تقليل الوزن وتنظيم سكري الدم عن طريق تخفيف الوزن.
•يجب إجراء فحص تحمل السكر صائم وبساعتين بعد الأكل بعد 6 أسابيع من الولادة وذلك لأن الأم تبقى معرضة للإصابة مرة ثانية بسكري الحمل أو السكري العادي.
•يجب إجراء فحص السكر في الدم مرة واحدة كل سنة صائم وساعتين بعد الأكل للأم التي كانت تعاني من ارتفاع سكر الدم أثناء الحمل.
ملاحظة:
عيادة السكري تستقبل مرضى السكري وخاصة الحوامل،لذا انصح جميع الحوامل مراجعة العيادة للعلاج والإستشارة الطبية.