الشام تصطاد الفرح من نسمات الهواء الطلق!

 جماهيرية عارمة ونقل احترافي لمباريات كرة السلّة

15  يونيو 2023

وسام كنعان- دمشق

الحديث عن الشام وأهلها اليوم ليس مجرّد شعارات غوغائية تفيد زوراً أننا صامدون. الفكرة الحقيقية ساطعة كشمس آب! سكّان هذه البلاد مفطورون على الحياة. مهما قست الظروف ورجحت كفة الموت والحصار، والتهاوي الخدمي، سيبقى الفرح أصيلاً في يومياتهم، أو على الأقل، هذا ما تطمح له غالبيتهم. مجرّد أن يبزغ ملمح له علاقة بالمتعة وتخفيف وطأة ما يحدث من معاناة سيتلقّفونه، كأنه الخلاص المطلق. 

هكذا، تعامل جمهور كرة السلّة السورية مع مباريات اللعبة العريقة، فالبلاد محرومة من ملاعب كرة قدم احترافية وتقرير الفيفا حذ{ من تهاوي المدرجات في حال حضور جمهور. لكن الصالات أفضل حالاً على الاقل بعدما عمل اتحاد كرة السلة الحالي على تجديدها ورفع الحظر الدولي عن اللعب فيها!

آخر ما حرر كانت نهائيات كأس الجمهورية التي ربحها نادي الجيش بينما تستعد الصالات لاستقبال مباريات «الفاينال فور» في الدوري السوري اعتباراً من يوم الأحد المقبل. وسط هذا الازدحام الرياضي الذي يبعث الأمل والطاقة الايجابية هناك جيش جرّار يعمل احترافية عالية هو فريق النقل التلفزيوني المباشر. الذي يقوده المخرج وهيب أبو دياب. المخرج المخضرم حذف تماماً فكرة العمل في الدراما، وأراد أن يكون مخرجاً تلفزيونياً. هكذا، صار يلقّب “الجوكر” لتصديه لأي نوع تلفزيوني ورغبته بأن يكون مختصاً بالبرامج وغيرها ضمن التلفزيون الرسمي والتلفزيونات السورية والعربية الخاصة غالباً سيكون لأبو دياب بصمة ما.

نراقب انهماكه بالشغل في نقل مباريات كرة السلة مع فريقه، وننتظر إلى أن يفرغ  لندير معه حواراً سريعاً نسأله فيه كيف تمّكّن التلفزيون الرسمي من التصدي لمثل هذه المهمة رغم حساسيتها فيقول : «هناك رهان على أن التلفزيون السوري قاصر عن تحقيق النجاح! لكن بالمقابل هناك تحدّ حقيقي من الإدارة الحالية على تغير تلك القناعة بالاعتماد على الكوادر والخبرات التي سبق وحققت نجاحات في التلفزيونات الخاصة وهي قادرة على صنع نتائج ناصعة مجدداً مع التلفزيون الوطني.» يشرح أبو دياب ويضيف : «على هذه الهيئة تشكّل هاجس لدى فريق النقل المباشر لدوري كرة السلة السورية وكأس الجمهورية بأن تكون النتائج إيجابية وكان هناك تعويل على المهمة. خاصة أن البلاد تحتاج فسجة فرح ومتعة حقيقة وسط الركام الذي نعيش فيه!»

من جانب آخر يوضح مسألة علاقة القطاع الخاص بتكريس تجربة نقل المباريات فيقول: «لا يمكنني نكران فضل القطاع الخاص… قناة «سما» هي أول من بدأ في هذا المشروع ..ونحن تعلمنا من خلالهم كيف ننجح ونشتغل بروح الفريق.. لذا نقلنا هذه التجربة .متكئين على إمكانيات أفضل من حيث الحركة، وعربة النقل ووجود عدد أكبر من الموظفين كذلك الإمكانيات المادية المتاحة… إضافةً إلى رعاية تجارية التي كانت تعمل على تأمين مردود مادي لهذه الكوادر حتى ولو  بشكل بسيط لكن كان لهم الدور بتشجيع الناس كي تعمل بحرفية كونهم ضمن قطاع عام .. فحتى إن لم تكن أجورهم عالية إنما تظل بمثابة محفز لهم،  إلى جانب الإدارة الصحيحة والمشرف الفني المحترف.. الذي استطاع جمع فريق جيد وناجح»

وعن الحالة الجماهيرية التي تخلقها هذه المباريات يقول : «النقل التلفزيوني هو شيء أساسي في إعطاء شعبية للمباراة. ليس الجميع قادر على التواجد ضمن الملاعب لمشاهدة المباريات لكن عند مشاهدتهم للمباراة منقولة عبر التلفزيون السوري بطريقة احترافيه تضاهي طريقة قنوات مهمة كقناة  MTV مثلاً فإن الأمر يخلق رغبة للمشاهدة أو  النزول إلى أرض الملعب إضافة لرغبة الناس بالبحث عن الفرح وتلقفه ولو من نسمات الهواء الطلق في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد،  عدا عن أن هذا النقل يضع الفرق المتنافسة أمام مسؤولية ليظهروا بشكلٍ إيجابي  ويحفزهم لجلب لاعبين أو مدربين أجانب حتى لا يظهر الفريق بسوية سيئة»

في سياق آخر يوضح المخرج التلفزيوني بأنه في  بدايات هذه العملية: «كان النقل عادي جداً وأول مباراة أعطيها نتيجة عشرة بالمئة .. لكن من خلال تطوير مهاراتنا ونتائج تجاربنا السابقة استطعنا العمل بشكل احترافي» وعما ينقص التلفزيون الحكومي ليستمر في مثل هذه الخطوة ويراكم نجاحات ضمن مشروع متكامل يقول : «ما ينقص القطاع العام هو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب والتشاركية بينه وبين القطاع الخاص وتعزيز الثقة بكوادره طبعاً إضافة للموضوع الأساسي وهو الدعم المادي إلى جانب الدعم التقني وتطوير الأدوات و طريقة البث.. والرعاية  وهي جزء جوهري ومهم لتدارك نقص الموارد المادية.. وتعزيز  فكرة التشاركية أيضاً في العمل.»

قد يعجبك ايضا