20 أكتوبر 2023
“نص خبر”-وكالات
تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة منذ بدأت إسرائيل قصف قطاع غزة والاشتباك مع حزب الله على الحدود مع لبنان، مما يثير مخاوف من أن تصبح المنطقة الفلسطينية المضطربة جبهة ثالثة في حرب أوسع نطاقا.
وتخشى الدول الغربية الداعمة لإسرائيل من حرب أوسع نطاقا يكون فيها لبنان، حيث حزب الله المدعوم من إيران، جبهة ثانية وتكون فيها الضفة الغربية وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية جبهة ثالثة محتملة.
وتسببت الاشتباكات بين الجنود والمستوطنين الإسرائيليين من جهة والفلسطينيين من جهة أخرى في سقوط قتلى بالفعل، إذ قُتل أكثر من 70 فلسطينيا في أعمال عنف بالضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول وألقت إسرائيل القبض على أكثر من 800 شخص.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية داهمت ونفذت ضربة جوية على مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية يوم الخميس مما أسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل في العملية. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن شرطيا قتل أيضا.
ويشكل تصاعد العنف تحديا لكل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه في حالة تأهب قصوى ويستعد لإحباط هجمات من بينها هجمات قد ينفذها مسلحو حماس في الضفة الغربية.
وقال المتحدث العسكري اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس لرويترز إن حماس تحاول “إقحام إسرائيل في حرب على جبهتين أو ثلاث جبهات”، بما في ذلك الحدود اللبنانية والضفة الغربية. ووصف مستوى التهديد بأنه “مرتفع”.
“يعطونا سلاح ويشوفوا شو رح نعمل”
أظهرت هتافات نادرة جرى ترديدها خلال احتجاجات خرجت لدعم الجناح العسكري لحماس هذا الأسبوع في رام الله شهية متزايدة للمقاومة المسلحة.
وقال موفق سحويل القيادي بحركة فتح لرويترز “مواثيق الأمم المتحدة والشرائع الدولية والإنسانية تعطي الشعب الفلسطيني الحق في الدفاع عن نفسه باستخدام كل الإمكانيات وكل وسائل القتال للتصدي للاحتلال الإسرائيلي وفتح وكل قوى الشعب الفلسطيني تطلق العنان ليد المقاومة للرد على الاحتلال وعلى جرائم الاحتلال”.
وبدا البعض الآخر أقل استعدادا للقتال.
وقال نزار المغربي، صاحب شركة هندسة معمارية، إنه يشعر بالاستياء من الهجوم الإسرائيلي على غزة لكنه غير مستعد لحمل السلاح.
ويقول مسؤولون فلسطينيون ومحللون إسرائيليون إن هناك عددا من العوامل الكفيلة بإشعال فتيل التوترات لكنها وعلى العكس من ذلك تحد من نطاقها في الوقت الراهن.
وأحد هذه العوامل هو قيام إسرائيل باعتقال المئات.
وتقول حماس إن من بين الأسباب التي شنت من أجلها هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الهجمات التي يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة الغربية والاعتقالات التي جرت هذا العام.
لكن صلاح الخواجا، الناشط في مجال مقاومة الاستيطان والبالغ من العمر 52 عاما، قال إن الاعتقالات حدت أيضا من “تصاعد المقاومة” في الضفة الغربية.
وقال “في الضفة هناك تراجع بسبب محاولات الاحتلال المستمرة لضرب كل القوى المنظمة إضافة إلى غياب القدرة على عملية البناء المنظم لأجهزة متكاملة سياسيا وعسكريا في داخل مناطق الضفة الغربية بسبب كل سياسات الاحتلال المالية والعسكرية وعمليات الملاحقة الأمنية على عكس قطاع غزة الذي لديه الوقت الكافي لذلك”.
الضفة الغربية خليط معقد
بينما تسيطر حماس بإحكام على قطاع غزة المحاصر، فإن الضفة الغربية خليط معقد من المدن الواقعة على سفوح التلال والمستوطنات الإسرائيلية ونقاط التفتيش العسكرية التي تقطع أواصر المجتمعات الفلسطينية.
واحتلت إسرائيل المنطقة عام 1967 وقسمتها إلى مناطق واسعة تسيطر عليها، وأخرى صغيرة يكون للفلسطينيين فيها السيطرة الكاملة، ومناطق يتقاسم فيها الفلسطينيون والقوات الإسرائيلية المهام المدنية والأمنية.
وتتباين وجهات النظر بين مقر السلطة في رام الله والمناطق المهمشة الفقيرة بشأن جدوى “المقاومة”.
فالشباب اليائسون في مخيمات اللجوء أكثر استعدادا للقتال من أولئك الذين يعيشون في رام الله، حيث من المتوقع أن يتحمل رجال الأعمال وكبار المسؤولين الفلسطينيين خسارة في حال اندلاع دوامة من العنف.
وقال المغربي “شركتي تعاني بالفعل بسبب الاضطرابات”.
ومن الأسباب الرئيسية الأخرى التي تحد من العنف الاتفاقيات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.
ويقول محللون إن أحد مباعث قلق إسرائيل في الضفة الغربية هو الهجمات التي تنفذها “الذئاب المنفردة” من الفلسطينيين الذين لديهم ولاءات متباينة ولكن يجمع بينهم الازدراء العام من الاحتلال الإسرائيلي.
وأظهرت استطلاعات رأي جرت في الآونة الأخيرة وجود دعم شعبي هائل بين الفلسطينيين للفصائل المسلحة، بما في ذلك المجموعات المحلية التي تضم عناصر من فصائل هي تقليديا منفصلة.
وحتى قبل الأزمة الحالية في غزة، كانت الضفة الغربية تشهد تصاعدا في أعمال العنف.
وكثفت إسرائيل مداهماتها العسكرية كما نفذ فلسطينيون هجمات تستهدف إسرائيليين. ووفقا لسجلات الأمم المتحدة فإن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بداية العام وحتى السابع من أكتوبر تجاوز 220، فيما قتل 29 شخصا على الأقل في إسرائيل.