“نص خبر”- كمال طنوس
انطلق مسلسل “العميل” عبر منصة “شاهد” عمل معرب عن النسخة التركية “في الداخل”. يجمع كبار الممثلين اللبنانيين والسوريين من أيمن زيدان وطلال الجردي ووسام فارس وسامر إسماعيل..
هذا العمل الذي ما زال في بداية حلقاته شد صياغته ومواقفه وأبطاله وظهر كأنه كوحدة متماسكة يجري كماء في شلال يهدر ويصخب ولا ينتهي جريانه.
قوة أداء أبطاله شيقة
التشويق والأداء الجامد لأبطاله من كبيرهم لصغيرهم يعطي العمل تلك الجرعة المختلفة في الحضور. صنف العمل على أنه “أكشن” لكنه أبعد من ذلك حسب بدايته فهو عمل درامي كامل بين نص وحوار وابطال لهم تاريخ حياتي انساني وقصصهم الخاصة التي بدأت تتقشر تباعاً.
القوة في الأبطال الحاضرين، أيمن زيدان بعيونه العميقة وحضوره الآسر لا يحتاج نصاً يقال. رمش عينه ينطق حركته الجسدية أبعد من كلام وصياغة.
طلال الجردي الذي يبدع كعادته نمر الدراما بصوته وأدائه ولؤمه وشخصيته التي تجمع المشهد في صوت وصورة.
الجاذبية حاضرة منذ البداية
تتشابك شخصيات العمل كأنها محاكة بصنارة خياط مبدع يخرج منها بقميص مرقط جميل فيه معالم الحب والعشق والجريمة والظلم. عمل فيه كل شيء بوادره توشي بالكثير. والممثلين محفورين في جسد الدراما التي تبصم وتترك أثراً.
“العميل” بدأ في حلقاته الأولى دون حاجة للانتظار بما سيؤول اليه المشهد الجذاب. فصياغة الجاذبية حاضرة منذ أن شق بابه وظهر الوهج الساطع بكل تفاصيله.
هو الإخراج المحفز المبهر، هو الرشاقة في تصاعد الأحداث هو الخبايا التي تتفتح بعد كل مشهد ليظهر أكثر أفواج من الأسرار.
معرب لكنه عربي بأحداثه وممثليه المبدعين
“العميل” عمل معرب لكن روحه العربية حاضرة بأبطاله العرب الذين يعطون تلك السمة الخاصة بالعمل فلا تدرك أنه معرب أو مغرب. بل عمل بنكهة خارج المناطقية يخاطب ذهن كل مشاهد بأحداثه وتآخي الممثل مع النص المنطقي غير الغريب عن ساحاتنا العربية. وتلك التعابير والعواطف والشراسة التي نجدها في الكثير من زوايا مجتمعنا.
“العميل” عمل يطيب متابعته ليس لأن هناك قصة تعطي العظة والتشويق. بل لأن أداء الممثلين فيه أكثر من رائع. شخصيات تجري في أدوارها كأنها ولدت في تلك الأجواء ونحن نتفرج عليها.