“العميل” في حلقته النهائية.. نقاط ضعف وقوّة هذه أبرزها

بيروت- كمال طنوس 

انتهى مسلسل “العميل” المعرب عن النسخة التركية “في الداخل”. نهاية جاءت كالتقاط كل الخيوط وحزمها في رزمة الحق مثلجة للقلوب تاركة خلفها ذكريات وقصص سيشتاق لها المشاهد، بعد رحلة أشهر في عالم المافيا والحركة والأكشن وانبلاج أحداث لم تكن في بال.

أيمن زيدان سند العمل وغول الشاشة 

أيمن زيدان الذي كان سند هذا العمل من خلاله يطرق كل شيء، ويبدل ويعلن عن الاحداث التي عشنا مجرياتها تشويقياً وقتالاً ومؤامرات لم تهدأ ولم تستكين.  اعطى الدور روحاً مشاكسة وعزيمة لا تهدأ وأنانية لا تخبو. شخصية مجبولة بالقوة الساخطة المجرمة وفي آن فيها شيء من التلفيق الموارب للحب والاهتمام. زيدان الذي قدم نموذجاً للممثل الذي تحبه بالرغم من كل أفاته وإجرامه. دوماً كان يسكب المبررات وقدرته على التواري خلف ظلمه بأسلوب تريد أن تعرف عنه أكثر وتكتشف حذاقته. غول الشاشة بحركته وتعابيره والكريزما القوية وسطوة شخصه.

نهاية ملحم “ايمن زيدان” كانت مبررة لرجل لا يقبل الانكسار ولا يقبل الفشل. رحل وبقيت نظرته الحادة ساكنة في عيون المشاهدين وهو يلف الشاشة بالشرر والكيد والمكيدة والعزيمة التي لا تقهر.

لم يكن رومانسياً بل كان مثيراً 

لم يكن مسلسل “العميل” رومانسياً بالرغم من وجود قصص حب فيه. لكنها بقيت  دون تلك الروح الناعمة وجاءت يابسة حطبها أكثر من خضرتها. لم نرتوِ من حب وسام ونور “ميا سعيد” ولا من حب أمير “سامر إسماعيل “وخولة ” رشا بلال. الحب الاصدق كان حب الام ميادة ” يارا صبري منها ولها. كانت الزهرة الفواحة الوحيدة في العمل إلى جانب خولة التي أعطت الحب بكل تفاصيله وعطره ونقائه ورحلت في غفلة كأنها كبش محرقة لأب كان يستحق الموت مبكراً فجاء على الأخرين ولم يزره إلا متأخراً.

الإخراج والكتابة وتد مضيء لعمل مافيوي 

أجمل ما في هذا العمل كان طريقة الإخراج يمشي في طريق ثم يختفي بشكل مثير لينبت أحداث وشيفرات ويبطن المشهد بمشاهد أخرى يعيد بثها فيما بعد ليخلق نوعاً من التشويق المثير والغامض في كل حلقة.

الوسوف رغم انه شخصية غير محورية لكنه حقل من جاذبية  

النص الذي حمل روح الناس وتعابيرهم وفصاحتهم وخطابهم لم يأت بشيء إلا وهو متداول حتى المشاعر كانت مسكوبة من خلال النص للكاتبين رامي كوسا، وفادي حسين، واجمل تجليات الكتابة جاءت مع الوسوف “فادي صبيح” وخطاباته وحواراته التي بدت كأنها دف موسيقي وسط هذا العمل البوليسي. أبدع صبيح في شخصيته الملونة البراقة الانيقة بالرغم من روح الاستغلال والانتهازية التي أجادها. وقد تكون شخصيته غير محورية في سياق الاحداث لكنه ضرورة في رش ندى على جفاف مسلسل يحتاج هذه الطراوة لاسيما بتعابيره “والانتلجنت ” الخاصة به.

رغم سوداويته لكنه ينفذ بذكاء إلى الدواخل 

استطاع المسلسل أن يضوي على شيءٍ أبعد من المشهد وأبعد من الشخصية يخترق الداخل ويظهره مهما كان قاتماً ليرينا نور ما وإيجابية مطوية. حتى مع كمال الشخصية المقيتة والمجرمة يظهر إن في داخله حب دفين للمرأة وقد يصبح حنوناً ورقيقاً بنظرة من حبيبته. هذا التوازن الذكي في النص وفي الإخراج وفي أداء الممثلين هو السمة الفريدة لعمل بوليسي حركي إجرامي. يعطي الجرعة المناسبة فيتقبل المشاهد كل شيء فيه.

“العميل ” طينة جديدة من الأعمال الدرامية 

استطاع “العميل” ان يأخذ المشاهد العربي في رحلة جديدة قلما نجدها في عمل طويل من 87 حلقة في درب الدراما البوليسية والإجرامية وكسب الرهان واستطاع أن يكون على قدر المراهنة الجيدة وخرج من كليشيهات المسلسلات القائمة على الحب والعلاقات الاجتماعية وطرق باباً جديداً وجدنا داخل اعتابه أداءً مثيراً وممثلين قادرين على لعب شخصيات من طينة أخرى مافيوية وإنسانية دون اعتناء بالمظهر وثرثرة كلامية يومية وما هو رائج في عالم الدراما إنه نقلة نوعية وجديدة تستحق التقدير والثناء.

قد يعجبك ايضا