“القاتل الصامت” يُطارد سكان غزة المحاصرين

14 ديسمبر 2023
“نص خبر”- متابعة

 

يواجه سكان قطاع غزة المحاصرون الذين نجوا حتى الآن من قصف ونيران الكيان الإسرائيلي قاتلاً صامتاً غير مرئي يطاردهم ألا وهو “المرض”.
ونقل عدد من الأطباء وعمال الإغاثة أن” نقص الغذاء والمياه النظيفة والمأوى أدّى إلى وقوع مئات الآلاف في براثن الإصابة بصدمات، ولم يعدّ هناك مفرّ من انتشار الأوبئة في القطاع مع انهيار النظام الصحي.
وأظهرت بيانات من منظمة الصحة العالمية أنه في الفترة من 29 نوفمبر إلى العاشر من ديسمبر، قفزت أعداد حالات الإصابة بالإسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة 66 بالمئة لتصل إلى 59895 حالة، وزادت 55 بالمئة بين بقية الفئات من السكان في نفس الفترة. وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن الأرقام غير مكتملة حتما نظرا لانهيار جميع الأنظمة والخدمات في غزة بسبب الحرب.
ومنذ انهيار الهدنة، انتقل مئات الآلاف إلى ملاجئ مؤقتة، مثل المباني المهجورة والمدارس والخيام. وقال عمال الإغاثة إن كثيرين آخرين ينامون في العراء دون مراحيض أو مياه للاستحمام.
وفي الوقت نفسه تم إغلاق 21 من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة، مع بقاء 11 تعمل بشكل جزئي وأربعة تعمل بشكل طفيف، وفقا لأرقام منظمة الصحة العالمية حتى العاشر من ديسمبر.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس الأربعاء إن إمداداتها من لقاحات الأطفال نفدت. وخلال الليلة الماضية، تسببت رياح قوية وأمطار غزيرة في اقتلاع خيام مهترئة في مخيم للنازحين برفح وغمرت المياه الأرض، مما أجبر النازحين على قضاء الليل وهم متجمعين في البرد وعلى الرمال المبتلة.
وتتتبع الأمم المتحدة حالات إصابة بنحو 14 مرضا لها “إمكانية التحول لأوبئة”، وينصب قلقها على ارتفاع معدلات الإصابة بشكل حاد بأمراض منها الدوسنتاريا والإسهال والالتهابات التنفسية الحادة، وذلك وفقا لقائمة تستخدمها الأمم المتحدة حاليا لمتابعة الوضع في قطاع غزة.
ويقول عاملون في مجال الإغاثة إن المستشفيات والمراكز الصحية بحاجة لتكون قادرة على معالجة هذا العدد الكبير من الناس من تلك الأمراض لتجنب تفشي أوبئة بدلا من معالجة جروح القصف والدمار فقط وهي الحالات التي تفوق طاقتهم بالفعل.
وأضافوا أن مياه الشرب والاستحمام يجب أن تكون متاحة بمستويات الحد الأدنى وفقا لمعايير أوضاع الطوارئ الإنسانية، كما يجب أن تدخل إلى قطاع غزة كميات أكبر بكثير من الأغذية والأدوية وتقديم ممرات آمنة لقوافل المساعدات الإنسانية لإيصالها.
وخلال هدنة في الحرب، دخلت نحو مئتي شاحنة مساعدات يوميا للقطاع لكن العدد تناقص منذ ذلك الحين لمئة ويمنع القتال العنيف الدائر أي توزيع للمساعدات بما يتخطى رفح.

قد يعجبك ايضا