القدر في حلقاته الأولى.. سيناريو ضعيف وحوارات ركيكة

 

“القدر” المسلسل المعرب عن التركي” لعبة القدر”. أسماء كبيرة تنطوي تحت لواء هذا العمل الذي ترقبه الجمهور بفارغ الصبر. فقصي خولي لأول مرة يشارك بعمل معرب فكان الانتظار حاراً. اما البطلتين ديما قندلفت التي تألقت في “استليتو” فما زال نصب شخصيتها القوية حاضر في الاذهان ورزان جمال بطلة مسلسل “الثمن” تطل علينا من جديد كقروية الاجحاف يلفها.

“القدر” بدأ بخطوات خفيفة يجر نفسه جراً نحو عيون المشاهدين، يبدو مرهقاً وتعباً. او يبدو كالذي طبخ على نار حامية فجاء المذاق فجاً وقاسياً. شيء من الدبيب القاتل يحف بالحوار والكلام السائغ المعتاد لا خلق ولا ابداع في الحوارات.

كلام ممضوغ بفم مريض فلا نكهة في الحلق ولا مضمضة فوق اللسان. اخفت الصوت او امحيه لا شيء سيتغير في النكهة ولا في الاحداث. وحدها الكاميرا تتنقل والاحداث مقروءة سلفاً دون عناية لما يقال. لان الكلام مسطحاً وبائخاً ،مغسول بلسان محروق بلا مذاق.

يشد المُشاهد نفسه شداً ليتابع الاحداث الخفيفة المطاطية ولا تحدث الا تندراً . فبين الاحداث الزاحفة بقدمي سلحفاة كان يجب ان يكون الحوار بقدمي ارنب لكن هذا الأخير غائب. فجاء الحوار بلا معنى بلا قوة ضعيفاً وهزيلاً.

شخصيات كثيرة في مرمى الكاميرا وجودها لا يصنع تغيراً ولا جاذبية. مثل رندا والخدام وأكثر فريق العمل الذين حضورهم يبدو حتى الان خارج السياق فقط هناك خماسية واحدة حاضرة في المسلسل وهم زيد “قصي خولي ” ونور”رزان جمال” وشاهين ” وسام حنا” ونجوى “رندا كعدي” وتالا “ديما قندلفت”.

في الاعمال التركية قد يكون الحوار مطاطاً وسطحياً لكن تكون الشخصية محببة وذات نكهة خاصة حتى لو لم يكن الكلام بليغاً مجرد حضور هذه الشخصية يصبح المشهد خارقاً. الشخصية بحركاتها والكريزما الخاصة بها تصنع الفرق.

 

النص مكتوب بقلم نائم ونعس 

“القدر” الحوار يحبو بنقلات طفولية فلا شد ولا ارتخاء مجرد سكون هائم لا يضيف ولا ينقص. كأن النص مكتوب بقلم نائم نعس محبط قليل الحيلة. والشخصيات تتلو حواراً بلا فاكهة ولا مازية. انه الخمول القاتل والممل المتربع فوق دقائق التصوير.

الشخصيات الخمسة التي سبق وذكرناها هي عصب العمل وما تبقى إضافات ولزوم ما لا يلزم. حتى بين هذه الشخصيات الخمسة هناك من هم اكثر سطوة بحضورهم من سواهم. مثل رندا كعدي استطاعت ان تبلع المُشاهد بلعاً وتضعه في خانة الترقب. مشاهدها لا تمر مرور الكرام. قادرة أن تصنع المستحيل من العادي.

رزان جمال بالرغم من نعومة صوتها ورقتها استطاعت أن تبرز بلؤم استثنائي وصوت أجش ونقمة عارمة.

أين توهج ديما قندلفت وقصي خولي؟

أما محوري قصي خولي وديما قندلفت فكانا تحت مستوى التوقع. وكأن الامر تمثيلاً فعلاً لا يوجد ذاك التأخي بين الشخصية والممثل. يبدو حضورهم ثقيلاً ومصطنعاً خاصة بمشاهد الرقة والحب يبدو الامر سمجاً وثقيل الظل. لم يكن قصي قوياً سوى بمشاهد العنترة والقوة. أما في سواها فبدا في صف تمهيدي يحتاج ثقة وجرعة ألق.الحوار السطحي قضا على الموهبة والاداء.

ديما بشخصيتها الضعيفة والحنونة والعاشقة لم تكن نفسها كما في كل أدوارها وكأن هذه الشخصية تسقط من بين اناملها ولا تستطيع التقاطها بالرغم من الدمع المراق والحنان المعبر لكن شيء ما يجعل المشاهد مصطنعة وخائبة. شرر ديما قندلفت لم نلحظه بعد .كأنها مكبلة ومحدودة عائق ما يقف في دربها. لا تستطيع ان تمسك بشخصية تالا وتشدنا نحوها. حضورها ممل وحوارها ضعيف.

الحوار سكين قاتل في العمل 

“القدر” ليس بذاك العمل الاحترافي بالطريقة التي يصل الينا. ونقطة ضعفه الحوار والشخصيات الباهتة التي تسمى تطنيب أي زيادة بلا فائدة وإضافة مملة.

الاحداث وحدها لا تصنع عملاً ولا الإخراج يصنع دراما قوية. نقطة القوة يجب أن تبدأ من النص ويكمله رسم الشخصيات وطريقة اداءها  وهذين في خبر كان مغيبين.

لا يكفي دبكة ممثل “قصي خولي” التي صارت تراند أن تصنع عملاً. ولا يكفي اسم ممثل كبير أن يشد التوق. اللعبة متكاملة. ولعبة “القدر” منقوصة بنصها وشخصياتها المائية الفاتحة اللون الخائبة عند حدود التوهج.

قد يعجبك ايضا