“القدر”.. مسلسل أنقذه ممثلوه من نصه المتهالك

“نص خبر” – كمال طنوس 

يلملم مسلسل “القدر” خيوطه الأخيرة وباتت النهاية معروفة مع بث اليوم الحلقة الأخيرة. فنور فازت بزيد وتالا تعيش الدمع والحسرة وتبحث عن مستقبل جديد مع حب جديد. والست نجوى غفرت كل خطاياها. والابن الضال عن هوية أمه رضي عن مصيره. وزيد يعيش أفضل أيامه وأحلامه. العائلة أعادت ترتيب أمورها على وئام وحب.

مؤثر كان مشهد العائلة المتآلفة الراضية فيما بينها على طاولة الطعام. عائلة يجمعها الحب والرضى والزود عن بعضهم. حتى الأخت التي عاشت سنوات دون زوجها الذي قالوا عنه مات تنوي الرجوع إليه.

أسم “القدر”  كان لائقاً على هذا العمل الذي لا يفهم المرء فيه  مصيره حصته ومكافأته مهما أزبد أو أعطى. فلا تالا “ديما قندلفت” نجحت في المحافظة على حبها بالرغم من كل الوسائل التي اعتمدتها ولا “نور” رزان جمال  تنصلت من حب حلم بات حقيقة وقدر. ولا نجوى عاشت المرارة بالرغم من كل حيلها الملتوية.

ثلاثة دروس خرج بها العمل

  • لا يوجد انسان يستطيع أن يتنبأ بمستقبله طالما هناك في الحياة سلسلة تفرض عقدها وشروطها. فأحياناً مهما نحاول أن نخترق الجدران ونسعى لبناء أخرى لا ننجح فهناك من يترصد لنا ومن يعيقنا وهناك من ترميه الأقدار في طريقنا فيصبح هو القدر والنهاية المحتومة.

 

  • الحب والنية الصافية تنتصر في النهاية. لكن ذاك الحب الذي لا يشوبه فتنة ولا ضمير أسود. الحب الحقيقي تقتله الفتنة والألاعيب الغاشمة. ولم يقتل تالا سوى حبها المسموم ونفسيتها الضعيفة. خسرت تالا وخسر يوسف بسبب ظلمه وتعنته وجبروته ولم يشفع له حب مستعد أن يموت من أجله. هذه الرسالة موجهة إلى المحبين الذين عليهم تصفية أفكارهم والحفاظ على مبادئهم لنيل مبتغاهم.

 

  • المبادئ والأخلاق أقوى من الحب والغلبة لهما. مهما كان الحب قوياً وجارفاً لا يستكين ولا يعبر الشطآن نحو الأخر إن لم يكن حباً متحصناً بالنبل والأخلاق. وإلا لماذا زيد ترك تالا بالرغم من حبه لها وبالرغم من تفانيها لاسترجاعه إلا انه لم يعد ورحل دون أن يرف له جفن. احياناً جرحاً واحداً وخطيئة واحدة قادرة أن تدمر أعظم حب. فالحب لا يحتمل الضلال ولا التبريرات ولا الخطيئة وسرعان ما يفقد أنفاسه ويموت.

هذا العمل الذي انقسم فيه الجمهور بين فريق مناصر لتالا وأخر لنور. واحد يرى أن سير المسلسل كان منطقياً وأخر رأى أن خسارة تالا غير مبررة والاغلب هؤلاء من منظومة الحب، والحب برأيهم  لا يقهر وله مبرراته. وباسم الحب تغتفر كل الأخطاء ويتم القفز عنها وهؤلاء قد يجدون تالا مظلومة ونور حرباء تتمسكن للتتمكن.

وأخر يرى أن الزيت لا يختلط بالماء مهما حاولنا مزجهما وتالا بشخصيتها المواربة والملتحفة بألف غلطة وأسلوبها السادي فشلت  ولم تستطيع أن توائم زيد لتميل الكلفة نحو نور، وتربح هذه الأخيرة صاحبة الحلم التي لم تخطأ ولم تسول لها نفسها أن تتسلق على جدران سواها إلا عندما فسر لها زيد أن العلاقة بتالا منتهية سواء كان معها أو لم يكن وعند حد تعبيره المتكرر خلصوا “مياتنا”.

قد بدت القصة في بعض مفاصلها متهالكة ومملة وفيها شيء من الرتابة والضعف في الحوار لكن قدرة فريق العمل واحداً واحداً استطاع أن يشبك تلك الخيوط المهلهلة لا سيما رندا قعدي بجبروتها المحبب. وديما قندلفت بشخصيتها الساحرة ورزان جمال بقوتها الصامتة وعيونها التي تنبأ بألف حوار. وقصي خولي بجاذبيته التي تقفز فوق الحوار حملوا العمل إلى شط الأمان والمتعة.

قد يعجبك ايضا