18 مايو 2023
صحافة العالم – الغارديان
ترجمة: يارا حسين
قد يساعد “التوأم الرقمي” للسفينة التي أنشأتها شركة رسم خرائط أعماق البحار في إلقاء ضوء جديد على غرق السفينة عام 1912 حيث تم تصوير تايتانيك بتفاصيل غير مسبوقة في أول مسح رقمي بالحجم الكامل للحطام، ويمكن أن يكشف العرض الفريد ثلاثي الأبعاد للسفينة بأكملها _ كما لو تم تجفيف المياه_ عن أدلة جديدة حول كيفية غرقها في رحلتها الأولى في عام 1912.
كما تحافظ عمليات المسح على “التوأم الرقمي” للسفينة والتي يتم تدميرها سريعًا عن طريق البكتيريا التي تتغذى على الحديد وتآكل الملح والتيارات العميقة في المحيطات.
قال باركس ستيفنسون وهو المحلل في تايتانيك لبرنامج “توداي” على راديو بي بي سي 4 يوم الأربعاء :”أن الصور قد توفر أدلة جنائية جديدة قد تؤدي إلى إعادة تصور كيفية حدوث الغرق”. وقال ستيفنسون أيضاَ: “لقد رأيت ما يكفي خلال سنوات دراستي تايتانيك أن أشك في الرواية التي اعتدنا عليها خلال القرن الماضي”. يتساءل عمّ إذا كانت تايتانيك قد اصطدمت بالجبل الجليدي على طول الجانب الأيمن كما هو مفترض ؟.
وقال: “أرى قدرًا متزايدًا من الأدلة في السنوات الأخيرة التي تشير إلى أن تايتانيك قد سقطت فعليًا على الأرض فوق الجزء المغمور من الجبل الجليدي وهو السيناريو الأول الذي تم اقتراحه في أبريل 1912”. وأضاف: “لا يزال هناك الكثير لاستكشافه من الحطام هذا والذي يعد في الأساس آخر شاهد عيان حيّ على الكارثة”.
تم إجراء المسح في صيف عام 2022 من قبل شركة Magellan Ltd وهي شركة لرسم خرائط أعماق البحار وشركة Atlantic Productions التي تقوم بعمل فيلم وثائقي عن المشروع.
كان يُفترض منذ فترة طويلة أن السفينة تايتانيك غرقت ثم تحطمت بالكامل ولكن عندما تم اكتشاف الحطام في عام 1985 تبين أنها قد تحطمت قبل أن تصل إلى قاع المحيط وتستقر السفينة في القاع على شكل قطعتين رئيسيتين بينهما حوالي 600 متر محاطتين بالحطام.
ومن ثم عند اكتشاف الحطام تم تصويره وفي مناسبات عديدة ولكن الكاميرات صورت فقط مقاطعاً أو لقطات من أجزاء السفينة بدلاً عن تصوير السفينة بأكملها.
قلة الضوء والضغط الشديد على عمق 2.5 ميل (4 كيلومترات) يعني أن هناك القليل من الحياة البحرية في المنطقة المجاورة، لكن الميكروبات التي تتغذى على الحديد استعمرت السفينة وتقوم تدريجياً بتحويل 50 ألف طن من الحديد إلى صدأ يتحول في النهاية إلى مسحوق ناعم وينتقل بعيدًا في التيارات البحرية.
علّ تطوّر العلم والمسح الرقمي يفك للبشرية لغز غرق سفينة التايتنك ويضع النقاط فوق الحروف لحادثة كبيرة تركت الكثيرون يروون قصتها على الأجيال المتعاقبة وكلٍّ على هواه.